الهالوثان مخدر استنشاقي، اسمه الكيميائي 2-برومو-2-كلورو-1،1،1-ثلاثي فلورو إيثان، ويتراوح ثقله النوعي بين 1.872 و1.877 عند 20 درجة مئوية، ونقطة غليانه بين 49 درجة مئوية و51 درجة مئوية عند 760 مليمتر زئبق. يبلغ ضغط البخار 243 مليمتر زئبق عند 20 درجة مئوية، معامل الدم/الغاز 2.5 عند 37 درجة مئوية، ومعامل الزيت/الماء 220 عند 37 درجة مئوية. الهالوثان غير قابل للاشتعال وأبخرته مختلطة بالأكسجين بنسب 0.5 إلى 50٪ حجم/حجم، غير قابلة للانفجار. يبلغ الوزن الجزيئي للهالوثان 197.38 وصيغته الكيميائية C2HBrClF3.

لا يتحلل الهالوثان عند ملامسته كلس الصودا الدافئ. يهاجم بخاره في الظروف الرطبة الألمنيوم والنحاس الأصفر والرصاص، ولا يهاجم النحاس. يذيب الهالوثان المطاط وبعض اللدائن ومواد مماثلة أخرى ذوابة فيه، إذ تنحل هذه المواد بسرعة عند ملامستها بخار الهالوثان أو الشكل السائل منه. يمكن حفظ الهالوثان السائل بإضافة 0.01٪ من الثيمول وزن/وزن، ويُخزن في زجاجات بلون كهرماني.

لا يجب حفظ الهالوثان إلى أجل غير مسمى في زجاجات المبخرات غير المصممة خصوصًا لاستخدامه، ويوصى بإفراغ المبخرات في نهاية كل يوم تُستخدم فيه. يتراكم الثيمول غير المتطاير مع الهالوثان في المبخر، وقد يضفي لونًا أصفرًا على السائل المتبقي أو الفتائل في المبخر بمرور الوقت. يمكن توظيف التبدل اللوني الحاصل بوصفه مؤشرًا على ضرورة تصريف محتوى المبخر وتنظيفه، والتخلص من الهالوثان متغير اللون. يمكن إزالة الثيمول المتراكم عبر الغسل باستخدام ثنائي إيثيل الإيثر. بعد تنظيف الفتيل أو المبخر، يجب التحقق من إزالة كل ثنائي إيثيل الإيثر قبل إعادة استخدام الجهاز لتجنب إدخال الإيثر في النظام.

دواء الهالوثان: الاستخدامات والجرعات والتأثيرات الجانبية والتحذيرات - استعمال دواء الهالوثان في حالات الحمل - مخدر استنشاقي

تأثيرات الهالوثان

يعمل الهالوثان المتطاير بوصفه مخدرًا استنشاقيًا، ذا تحريض سريع التأثير ووقت قصير للاستفاقة منه، مع إمكانية تعديل عمق التخدير بسرعة. يثبط التخدير بالهالوثان التنفس تدريجيًا. قد يسبب تسرعًا في التنفس مع انخفاض كل من الحجم المدي والتهوية السنخية. لا يُعد بخار الهالوثان مهيجًا للجهاز التنفسي، ولا يسبب زيادة في إفراز اللعاب أو مفرزات الشعب الهوائية عادةً، ويثبط المنعكسات البلعومية والحنجرية بسرعة، ويؤدي إلى توسع القصبات. قد يسبب نقصًا في الأكسجة أو حماضًا أو انقطاع النفس في أثناء التخدير العميق.

يقلل التخدير بالهالوثان ضغط الدم ومعدل النبض غالبًا، كلما زاد تركيز الدواء، زاد وضوح هذه التغييرات. قد يعكس الأتروبين بطء القلب الحاصل بفعل الهالوثان. يؤدي التخدير بالهالوثان إلى تمدد أوعية الجلد والعضلات الهيكلية، ولا يسبب تحرر الكاتيكولامينات من المخازن الأدرينالية.

قد تُلاحظ اضطرابات النظم القلبي في أثناء التخدير بالهالوثان، مثل اضطراب النظم العقدي، وتفارق أذيني بطيني، وانقباض بطيني سابق لأوانه. يعزز الهالوثان تنبيه جهاز توصيل عضلة القلب عند تطبيق الأدرينالين والليفارتيرينول (النوربينفرين)، وقد يسبب هذا المزيج حدوث اضطرابات نظمية قلبية خطيرة.

يرفع التخدير بالهالوثان ضغط السائل الدماغي الشوكي ويسبب ارتخاء عضلي معتدل. تُستخدم مرخيات العضلات عاملًا مساعدًا للحفاظ على مستويات أخف من التخدير، ويعزز التخدير بالهالوثان عمل مرخيات العضلات الهيكلية غير المزيلة للاستقطاب وعوامل الحصر العقدي. يُذكر أن الهالوثان من المرخيات القوية للرحم.

الاستطبابات

يُستخدم الهالوثان بهدف تطبيق التخدير العام والحفاظ عليه.

مضادات الاستطباب

لا ينصح باستخدام الهالوثان للتخدير في عمليات التوليد إلا عند الحاجة إلى استرخاء الرحم.

تحذيرات

يجب التفكير في الاستعاضة عن الهالوثان ببدائل أخرى عندما يعقب التعرض له يرقان غير مفسر.

يجب استخدام الهالوثان في أجهزة التبخير التي تتيح تقدير تقريبي معقول للإخراج، ويفضل أن يكون الجهاز من النوع المعاير. يجب وضع المبخر خارج دائرة التشغيل في أنظمة إعادة التنفس المغلقة، وإلا سيصعب تجنب الجرعة الزائدة. تجب أيضًا مراقبة المريض من كثب بحثًا عن علامات الجرعة الزائدة، مثل انخفاض ضغط الدم ومعدل النبض والتهوية، خاصةً في أثناء التهوية المساعدة أو المُضبطة.

الاستعمال في حالات الحمل

لم يثبت أمان استخدام الهالوثان فيما يتعلق بالتأثيرات الضارة المحتملة على نمو الجنين، وعلى هذا يجب ألا يُستخدم الهالوثان عند النساء اللاتي قد يكنّ حوامل خاصةً في المراحل الأولى من الحمل، إلا إذا رأى الطبيب أن الفوائد المحتملة تفوق المخاطر غير المعروفة على الجنين.

التدابير الوقائية

قد يؤدي استرخاء الرحم الذي حققه تطبيق الهالوثان، إن لم يُضبط بعناية، إلى فشل الاستجابة لمشتقات الإرغوت ومستخلص القسم الخلفي من الغدة النخامية المعزز للولادة (حقن الأوكسيتوسين).

يرفع الهالوثان ضغط السائل النخاعي الشوكي، وعلى هذا يجب أن يُسبق استخدامه عند المرضى الذين يعانون ارتفاعًا ملحوظًا في الضغط داخل القحف بتدابير معينة لتقليل ضغط السائل الدماغي الشوكي، فضلًا عن ضرورة تقييم التهوية بعناية، وقد يكون من الضروري تطبيق التهوية المساعدة أو المضبطة لضمان تحقيق نسب الأكسجة الكافية وإزالة ثاني أكسيد الكربون.

يجب استخدام الإبينفرين أو ليفارترينول (النوربينفرين) بحذر في أثناء التخدير بالهالوثان، لأن استخدامها المتزامن قد يؤدي إلى تسرع القلب البطيني أو الرجفان البطيني.

يجب إعطاء المرخيات غير المزيلة للاستقطاب والعوامل المحصرة للعقدة بحذر، لأن الهالوثان يعزز تأثيرها.

أشارت التقارير إلى تحريض نوب فرط الحرارة الخبيث لدى الأفراد ذوي الأهبة الوراثية عند تطبيق الهالوثان مع السكسينيل كولين (مرخي عضلات)، وعلى هذا تساعد مراقبة درجة الحرارة في أثناء الجراحة على رصد هذه النوب مبكرًا. يُستخدم دانترولين الصوديوم والإجراءات الداعمة عمومًا لتدبير ارتفاع الحرارة الخبيث.

الآثار الضارة

نوهت التقارير بالآثار الضارة التالية:

  •  تنخر كبدي.
  •  سكتة قلبية.
  •  انخفاض ضغط الدم.
  •  توقف التنفس.
  •  اضطراب النظم القلبي.
  •  فرط نشاط القلب.
  •  الارتعاد (الرعشة).
  •  غثيان وتقيؤ.

الجرعة وكيفية استخدامها

يمكن إعطاء هالوثان عبر تقنية إعادة التنفس، أو إعادة التنفس الجزئي، أو المغلق. تختلف جرعة التحريض بين مريض وآخر، وتتراوح جرعة المداومة من 0.5 إلى 1.5٪. يمكن إعطاء الهالوثان مع الأكسجين أو خليط من الأكسجين وأكسيد النيتروز.

كيف يتوفر الهالوثان؟

يتوفر في عبوات زجاجية كهرمانية اللون سعة 250 مل، مثبتة بالثيمول بنسبة 0.01٪ وزن/وزن، ويخزن في مكان بارد وجاف ومحمي من التعرض المفرط للضوء.

اقرأ أيضًا:

فرط الحرارة الخبيث: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

كيف يعمل التخدير العام؟

ترجمة: حسام شبلي

تدقيق: لبنى حمزة

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر