الكنع هو اضطراب حركي، يتميز بحركات متلوية غير إرادية. قد تكون هذه الحركات مستمرة وبطيئة، ما يُصعّب الحفاظ على وضعية متناظرة ومستقرة. تصاب نفس مناطق الجسم باستمرار في مرض الكنع، وتشمل مناطق الإصابة الأشيع اليدين والذراعين والقدمين. قد تصاب الرقبة والوجه واللسان والجذع أيضًا في بعض الحالات.

قد تظهر أعراض الكنع بصورة مستمرة وتزداد سوءًا عند محاولة التحكم بها. نلاحظ الصعوبة البالغة التي يواجهها المصاب عند الكتابة على لوحة المفاتيح والتحكم بوضع أصابعه على المفتاح الصحيح والمدة المطلوبة للإبقاء عليها في نفس الوضع.

يساعدنا فهم أعراض الكنع وأسبابه على مساعدة المصابين بها.

الأعراض

تتضمن علامات وأعراض الكنع:

  •  حركات عضلية بطيئة لا إرادية ومتلوية.
  •  تغيرات مفاجئة وعشوائية في حركة العضلات.
  •  تفاقم الأعراض سوءًا عند محاولة أداء حركات منضبطة.
  •  تتفاقم الأعراض سوءًا عند محاولة تحسين وضعية الجسم.
  •  عدم القدرة على الوقوف.
  •  صعوبة في التكلم.

قد يعاني المصابون من «الفيض» العضلي، وهو الحركة اللا إرادية في مجموعة من العضلات عند محاولتك التحكم بعضلة أو مجموعة عضلية أخرى. قد تلاحظ على سبيل المثال تحركًا متزايدًا في ذراعك عند محاولتك التكلم.

علاقة الكنع بالرَقَص

يتشابه الكنع والرَقَص إلى حد كبير وقد يترافقان معًا فتسمى الحالة حينها كنع رَقَصِي. يعرف الكنع أحيانًا بالرَقَص البطيء بسبب حركاته المستمرة والملتوية.

تتضمن أعراض الرَقَص:

  •  حركات مضطربة موجزة.
  •  حركات تقلصية مفاجئة تشبه الرَقَص وحركات متزامنة.
  •  تقلصات عضلية مباغتة.
  •  حركات لا إرادية تطرأ وتنتهي فجأةً ومن دون توقعها مسبقًا.

يصيب الرَقَص عادةً الوجه والفم والجذع والأطراف.

علاقة الكنع بخلل التوتر

خلل التوتر مرض حركي يسبب تقلصات عضلية لا إرادية ومستمرة. قد تكون هذه التقلصات على صورة حركات متلوية ومتكررة. يسبب كلٌ من خلل التوتر والكنع صعوبةً في الحفاظ على وضعية صحيحة.

تتضمن أعراض خلل التوتر:

  •  تكرر وضعية واحدة أو أكثر.
  •  تقلصات عضلية مستمرة أو متقطعة.
  •  حركات متكررة وغير طبيعية.
  •  وضعية جسم غير متناظرة.
  •  قد تمتد الاضطرابات إلى الجذع أو الساقين أو الرقبة أو الذراعين.
  •  تشمل الاضطرابات مجموعة عضلات واحدة أو أكثر.

تتفاقم الأعراض عند محاولة التحكم بحركة العضلات. يعتبر «الفيض» العضلي شائعًا في خلل التوتر.

أسباب الكنع

غالبًا ما يكون نتيجة تعقيدات عند الولادة، وقد يكون عرضًا لأمراض عصبية محددة، ونادرًا ما يحدث نتيجة سكتة أو صدمة.

تتضمن أسباب الكنع:

1. أمراض العقد القاعدية:

يسبب الضرر أو المرض في هذه المنطقة أعراض الكنع. تعد العقد القاعدية مسؤولةً عن تسهيل حركة العضلات والتحكم بتغيرات الوضعية. تخرج بعض الحركات العضلية عن السيطرة عند عجز العقد عن التحكم بالدفعات العصبية جيدًا.

تتضمن أمراض العقد القاعدية داء هنتينغتون وداء ويلسون وغيرها.

2. عسر الولادة:

يرتفع خطر الإصابة بالكنع عند انقطاع مدد الأكسجين عن الطفل خلال الولادة. يستطيع الاختناق أو نقص مستويات الأكسجين إتلاف الدماغ، ويؤدي إلى نقص المواد الغذائية الضرورية الواردة إلى الدماغ وارتفاع مستويات الدوبامين. قد تؤدي هذه النتائج إلى إتلاف العقد القاعدية.

3. اليرقان:

قد يؤدي ارتفاع مستويات البيليروبين عند حديثي الولادة إلى إتلاف العقد القاعدية. يساعد العلاج في خفض مستويات البيليروبين، لكنه قد لا يستطيع منعه من اختراق الدماغ وإحداث أذى دائم، وهذا بسبب التطور البدائي للحاجز الدموي الدماغي لدى حديثي الولادة وعجزه عن أداء وظيفته في حماية الدماغ من المواد السامة.

4. شلل دماغي:

ينتج الشلل الدماغي عن تطور الدماغ غير الطبيعي أو تلقيه للأذى فتتأثر قدرة الطفل على التحكم بالحركات العضلية.

يعرف الشلل الدماغي المترافق مع أذية العقد القاعدية بالشلل الدماغي الكنعي، ويعود سبب الإصابة به إلى الاختناق وارتفاع مستويات البيليروبين.

5. سُمية الأدوية:

قد تؤدي الأدوية الرافعة لمستوى الدوبامين في الدماغ إلى تخريب العقد القاعدية وظهور أعراض الكنع.

6. الجلطة:

قد يعقب الكنع الجلطة أو الصدمة لدى البالغين. يؤثر تلف الدماغ في حركة الأعصاب. يؤدي هذا إلى ظهور أعراض الكنع بالإضافة إلى اضطرابات حركية أخرى.

التشخيص

يعد الكنع عرضًا لا مرضًا؛ إذ لا يكون مرضًا قائمًا بذاته إلا في حالات نادرة. يسعى الطبيب إلى تشخيص السبب الكامن للاضطرابات الحركية، ويتحول بعد ذلك إلى معالجة الاضطراب. تحد هذه الطريقة من أعراض الكنع أو تنهيها.

سيجري الطبيب الآتي ليتمكن من الوصول للتشخيص الصحيح:

  •  سجل مرضي كامل.
  •  فحص فيزيائي.
  •  اختبارات الدم.
  •  فحوص لتصوير الدم.
  •  اختبار القدرة على أداء الحركات الكبرى (الرئيسية).

تهدف هذه الإجراءات إلى تقييم شدة الأعراض والوصول إلى السبب الكامن وراءها. لا توجد اختبارات حاسمة ومحددة للعديد من الأمراض التي قد تسبب الكنع، وهذا ما قد يؤخر الوصول إلى التشخيص الصحيح.

العلاج

يركز علاج الاضطرابات الحركية على علاج السبب الكامن وراءها، إذ يعد علاج السبب الكامن كفيلًا بالحد من الأعراض أو إنهائها كليًا.

قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى وصف الأدوية التي تخفف من شدة الأعراض فحسب، وتشمل هذه الأدوية:

  •  مضادات الدوبامين: وهي الهرمونات التي تثبط تأثيرات الهرمون في الدماغ.
  •  حقنات البوتوكس: تحد مؤقتًا من الحركات العضلية اللا إرادية.
  •  المعالجة المهنية: تدريب العضلات لاكتساب التحكم الأمثل بها.

الملخص

يكون الكنع في أغلب الحالات عرضًا طويل الأمد لمرض مزمن، ويستمر باستمرار السبب الكامن وراءه.

يستطيع الأطباء عند تحديد المرض مبكرًا أن يبدؤوا بالبحث عن السبب الكامن. قد تبدأ أيضًا بالعلاج وبالمعالجة المهنية. إن التدخل الطبي المبكر هو الطريقة الفضلى للتحكم بالتغيرات في القدرة والوظائف.

سيحتاج المصابون باضطرابات حركية شديدة إلى مساعدة من مقدمي الرعاية. تجعل الحركات العضلية المتلوية اللا إرادية إنجاز المهام اليومية مهمةً صعبةً، فيجد المرء صعوبةً في المشي أو الوقوف أو الجلوس أو الأكل. تذكر أن هناك العديد من الخدمات المتوافرة التي تساعدك على زيادة استقلاليتك في حياتك اليومية وتهيئة منزل موافق لاحتياجاتك وعمل ووسائل نقل مناسبة.

اقرأ أيضًا:

خلل الحركة المتأخر

داء ويلسون: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: ربا كيال

تدقيق: أسعد الأسعد

المصدر