هو تأثير جانبي تسببه الأدوية المُضادة للذهان. يسبب خلل الحركة المتأخر حركات لا إرادية خارجة عن تحكم الشخص مثل الارتعاش والوجه المقطب والاندفاع.

توصف مضادات الذهان للاضطرابات النفسية والعصبية. بالإضافة إلى وصفها لبعض الأمراض المعَدية المعوية.

تثبط هذه الأدوية مستقبلات الدوبامين في الدماغ. الدوبامين هو مستقبل عصبي يتحكم بالمشاعر ويسيطر على العواطف ومركز المتعة في عقلك، وله دور في الوظائف الحركية للجسم. قلة الدوبامين تؤثر على العضلات وتسبب أعراض خلل الحركة المتأخر.

تُرجح بعض الدراسات أن 30 إلى 70 بالمئة من مستخدمي مضادات الذهان تظهر لديهم أعراض الخلل خلال مدة العلاج بهذه الأدوية.

يمكن أن يكون خلل الحركة المتأخر دائمًا، لكن أخذ علاج للخلل يمكن أن يقلل من تطور الحالة بل ويعكسها في بعض الحالات. لذلك تجب على المرضى الذين يأخذون تلك الأدوية مراجعة الطبيب باستمرار. وعلى الرغم من أن الأعراض تستغرق عدة شهور أو حتى سنوات للظهور، فإن بعض الأشخاص تظهر لديهم الأعراض بعد جرعة واحدة.

أعراض خلل الحركة المتأخر

تؤدي الحالات الخفيفة والمعتدلة من خلل الحركة المتأخر إلى حركات متيبسة وارتعاشات في:

  •  الوجه.
  •  اللسان.
  •  الشفتين.
  •  الفك.

قد تتضمن هذه الحركات رمش العين المتكرر، تمطق الشفتين وتجعدهما، وإخراج اللسان.

خلل الحركة المتأخر - تأثير جانبي تسببه الأدوية المضادة للذهان - الارتعاش والوجه المقطب والاندفاع - للاضطرابات النفسية والعصبية - مضادات الذهان

يعاني الأشخاص المصابين بحالات معتدلة من المرض من حركات لا إرادية إضافية في كل من الذراعين والساقين، وأصابع اليدين والقدمين.

الحالات الشديدة من خلل الحركة المتأخر يمكن أن تؤدي إلى تأرجح الجذع إلى كلا الجانبين وتحريك الحوض. تكون الحركات اللاإرادية المرتبطة بالمرض -سريعة كانت أم بطيئة- مزعجة إلى درجة تأثيرها على نشاط المريض وقدرته على العمل وممارسة الأنشطة اليومية.

الأسباب

غالبًا ما يكون سبب خلل الحركة المتأخر هو الأدوية المضادة للذهان والتي توصف للمصابين بالفصام، واضطراب ثنائي القطب وأمراض عقلية أخرى. وكذلك توصف لبعض الأمراض المعدية المعوية.

يزداد خطر الإصابة بالخلل كلما زادت مدة استعمال تلك الادوية، وخصوصًا لدى المرضى الذين يستعملون مضادات الذهان من الجيل الأول لأنها تسبب الخلل بنسبة أكبر من الأدوية الجديدة.

تشمل الأدوية المرتبطة بخلل الحركة المتأخر التالي:

  •  كلوربرومازين (ثورازين) والذي يوصف لعلاج أعراض الفصام.
  •  فلوفينازين (برولكسين او بيرميتيل) والذي يوصف لعلاج أعراض الفصام والذهان مثل العدائية والهلوسة.
  •  هالوبيريدول (هالدول) والذي يوصف لعلاج الذهان ومتلازمة توريت واضطرابات السلوك.
  •  ميتوكلوبرامايد (ريغلان) والذي يوصف لعلاج بعض مشاكل الجهاز الهضمي مثل حرقة المعدة والقرحة واحتقان المريء.
  •  بيرفينازين والذي يوصف لعلاج الفصام وكذلك الغثيان الشديد والتقيؤ لدى البالغين.
  •  بروكلوربيرازين (كومبرو) والذي يوصف لعلاج الغثيان الشديد والتقيؤ وكذلك القلق والفصام.
  •  ثايوريدازين والذي يوصف لعلاج الفصام.
  •  ترايفلوبيرازين والذي يوصف لعلاج القلق والفصام.
  •  مضادات الاكتئاب وتشمل ترازودون، اميتريبتالين، فينليزين، سيرترالين وفلوكسيتين.
  •  مضادات الصرع وتشمل فينتوين وفينوباربيتال.

لا يظهر خلل الحركة المتأخر لدى كل المرضى الذين يستعملون أيًا من تلك الأدوية، سواء كان دواءً واحدًا أو أكثر. إذ إن بعض المرضى تخف لديهم أعراض الخلل بعد أن يقللوا جرعة الدواء أو يغيروا الدواء، والبعض الآخر يعاني من أعراض الخلل حتى بعد التوقف عن أخذ الدواء المسبب. ولا نفهم سبب هذه الفوارق لحد الآن.

علاج خلل الحركة المتأخر

الهدف الأساسي من علاج خلل الحركة المتأخّر هو منعه نهائيًا، ويتطلب ذلك إجراء فحوصات حركية لتشخيص المرض، فإذا وُجد أن أعراضه بدأت بالظهور لدى المريض سيقرر الطبيب تقليل الجرعة أو صرف دواء آخر نسبة تسببه بتلك الأعراض أقل من الدواء الأول.

في عام 2017 وافقت إدارة الأغذية والعقاقير على دوائين لعلاج خلل الحركة المتأخر، فالبينزاين وديوتيترابينزاين. ينظم هذان الدواءان نسب الدوبامين في الدماغ، إذ تحدد كمية الدوبامين التي تصل إلى أجزاء الدماغ المسؤولة عن حركة العضلات، وهذا يعيد للعضلات حركتها الطبيعية ويقلل من أعراض المرض.

يعتمد اختيار العلاج المناسب للمرضى على عدة عوامل هي:

  •  حدة الأعراض.
  •  مدة استعمال الدواء.
  •  عمر المريض.
  •  الأدوية المصروفة سابقًا وحاليًا.
  •  الحالات المرتبطة مثل الاضطرابات العصبية.

قد لا يقترح الأطباء استعمال علاجات طبيعية مثل عشبة جنكوبيلوبا والميلاتونين. لكن بعض الدراسات أظهرت أن استعمال تلك الأدوية البديلة قد يقلل من الأعراض. وفي دراسة أُجريت على عشبة جنكوبيلوبا وُجد إن مستخلص تلك العشبة يقلل من أعراض خلل الحركة المتأخر في الأشخاص المصابين بالفصام.
استشر طبيبك إذا كنت ترغب بتجربة تلك العلاجات البديلة.

الحالات المرتبطة بخلل الحركة المتأخر

خلل الحركة المتأخّر هو نوع واحد فقط من أنواع خلل الحركة. أما الأنواع الأخرى فهي تنتج عن حالات وأمراض أخرى.

فمثلًا يعاني المصابون بمرض باركنسون والمصابون باعتلالات حركية أخرى خلل الحركة أيضًا.

إضافة إلى ذلك، تتشابه أعراض خلل الحركة المتأخر مع أعراض أمراض وحالات أخرى وهي:

  •  داء هنتنغتون
  •  الشلل الدماغي
  •  متلازمة توريت
  •  خلل التوتر العضلي

تشخيص خلل الحركة المتأخر

تستغرق أعراض خلل الحركة المتأخر بعض الوقت للظهور، إذ قد تظهر بعد ستة أسابيع من بدء استعمال المريض للدواء أو قد تستغرق عدة شهور بل وحتى سنوات للظهور، ولهذا السبب فإن هناك صعوبة في تشخيص خلل الحركة المتأخر.

إذا كانت الأعراض قد ظهرت بعد إكمال المريض لمدة العلاج بالدواء المسبب، فإن الطبيب لا يسرع بربط ذلك بتشخيص الحالة، ولكن إذا كان المريض مستمرًا في أخذ العلاج فإن ذلك سيسهل من عملية التشخيص.

قبل أن يبدأ التشخيص سيجري الأطباء فحوصات جسمية تشمل قياس القدرة الحركية للمريض.

يستعمل أغلب الأطباء مقياسًا يعرف باسم مقياس الحركة اللاإرادية الشاذة، وهو مقياس بخمس نقاط يساعد على قياس ثلاث عوامل:

  •  حدة الحركات اللاإرادية.
  •  وعي المريض بحركاته.
  •  تأثير الحركات اللاإرادية على حياة المريض اليومية.

كذلك يجري بعض الأطباء فحصًا للدم ومسحًا للدماغ لاستبعاد أي مرض آخر يمكن أن يسبب تلك الحركات الشاذة. وبعد أن تُستبعد الحالات الأخرى ويُشخص خلل الحركة المتأخر سيناقش الطبيب خيارات العلاج.

إذا كنت ممن يستعملون مضادات الذهان فيجب عليك إجراء فحوصات دورية سنوية وإبلاغ طبيبك عن أي عارض غير مألوف تشعر به، إذ إن التشخيص المبكر وإيقاف العلاج أو تغييره أو وصفه بجرعة أقل سيقلل من حدة الأعراض بنسبة كبيرة. لكن ومع ذلك يمكن أن تكون أعراض خلل الحركة المتأخر دائمة، وعند بعض الأشخاص قد تسوء الأعراض بمرور الزمن حتى بعد التوقف عن أخذ الدواء المسبب.

اقرأ أيضًا:

خلل التوتر العضلي Dystonia: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

أسباب داء الحركة.. وما يمكنك القيام به لعلاجه

ترجمة: غند ضرغام

تدقيق: سلمى توفيق

المصدر