في الحالة الصحية الطبيعية للأسنان تؤمّن طبقتا الميناء والعاج الحماية للب السني من العدوى والإنتان. يحدث التهاب اللب عندما يشمل الضرر طبقتي الميناء والعاج، ما يسمح للبكتريا بالنفاذ إلى اللب السني، مسببةً التورم، بينما يبقى اللب محاصرًا بالجدران السنية الداخلية التي تحيط به، ولهذا فإن التورم الحاصل يسبب الضغط والألم، مثل الذي يحدثه أي إنتان بطبيعة الحال.

قد تتضرر طبقتي الميناء والعاج بسبب عوامل عدة، تتضمن:

  •  الحفر النخرية أو تهدم البنى السنية التي تسبب تآكل الأسنان.
  •  الإصابات الرضية على الأسنان.
  •  التصدع السني، مؤديًا إلى كشف اللب السني.
  •  الرضوض المتكررة، التي قد تكون نتيجة مشكلات مرضيّة؛ مثل: سوء الإطباق، وصرير الأسنان.

ما هي عوامل الخطورة؟

إن عوامل الخطورة تتمثل في كل ما يزيد من خطر حدوث الآفات النخرية السنية؛ مثل العيش في مناطق تكون فيها مياه الشرب غير مفلورة، أو في حالات خاصة مثل داء السكري.

أيضًا قد يكون الأطفال وكبار السن أكثر أهبة للإصابة، وهذه الأمور مرتبطة حتميًا بجودة العناية الفموية والعادات الصحية.

قد تزيد العادات ونمط الحياة من خطورة حدوث التهاب اللب السني، وتتضمن:

  •  العناية الفموية السيئة؛ مثل: عدم تفريش الأسنان بعد الوجبات، وعدم زيارة طبيب الأسنان بانتظام لإجراء الفحص الدوري.
  •  اتباع حمية غنية بالسكريات، أو استهلاك أطعمة ومشروبات تزيد من خطورة حدوث الآفات السنية النخرية؛ مثل: السكاكر المكررة (المقصود سكر المائدة).
  •  بعض المهن التي من الممكن أن تزيد من خطر تعرض المنطقة الفموية للإصابة مثل: الملاكمة ورياضة الهوكي.
  • صرير الأسنان المزمن.

كيف يتم التشخيص؟

يشخص الطبيب التهاب اللب عبر الفحص السريري، ومن المهم إجراء صورة شعاعية واحدة أو أكثر لتشخيص وتحديد امتداد الآفة النخرية والمنطقة الملتهبة.

إن إجراء اختبار الحساسية عامل مهم مساعد للطبيب، من طريق تحديد مدى الألم أو الانزعاج لدى المريض عند تعريض السن المصاب للبرودة أو الحرارة أو الأطعمة الحلوة، فحسب ردة الفعل تجاه المحفز باستطاعة الطبيب تحديد إن كان اللب السني متضررًا جزئيًا أو كاملًا.

يوجد اختبار إضافي يسمى اختبار الجس. يستخدم الطبيب في هذا الاختبار أداة خفيفة الوزن غير حادة ليستخدمها في الجس بلطف على السن المصاب، إذ يساعد هذا الاختبار الطبيب على تحديد مدى الالتهاب.

باستطاعة الطبيب فحص مدى تضرر اللب السني عبر جهاز فاحص حيوية اللب، إذ يوصل الجهاز شحنة كهربية بسيطة للب السن المستهدَف بالفحص، فإذا كان الشخص قادرًا على الشعور بها فهذا يدل على أن اللب لا يزال في حالة الحيوية، وفي هذه الحالة يكون الالتهاب قابلًا للشفاء في الغالب.

كيف تتم المعالجة؟

تعتمد طرق المعالجة على ما إذا كان الالتهاب قابلًا للشفاء أم لا، فإذا كان الالتهاب قابلًا للشفاء يكون العلاج بمعالجة السبب، ومن ثم تتراجع أعراض الألم لدى المريض؛ مثلًا إذا كان هناك معاناة من النخر في السن مسبقًا، فإن إزالة النخر من المنطقة المصابة، ومن ثم ترميمها بترميم مناسب يكون كفيلًا بزوال أعراض المرض، أما في حالة التهاب اللب غير القابل للشفاء، سيقترح الطبيب زيارة طبيب اختصاصي بالمداواة اللبية endodontist، وإذا كان من الممكن الحفاظ على السن سيجري الطبيب معالجة تُسمى: استئصال اللب السني، ومن ثم يطهّر الجدران السنية الداخلية المحيطة باللب، ومن ثم يحشوها ويختمها.

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بقلع السن المصاب المتموت لبه، في حال عدم المقدرة على المحافظة على السن.

بعد قلع السن، أو تنفيذ المعالجة القنيوية اللبية، يجب إخبار طبيب الجراحة

في حال حدوث هذه الأعراض:

  •  ألم شديد أو ألم مُثار.
  •  انتفاخ أو تورم داخل أو خارج فموي.
  • الشعور بالضغط (المقصود ضغط في المنطقة).
  •  استمرار الأعراض الأصلية السابقة أو عودتها.

تدبير الألم

يكون تدبير الألم قبل المعالجة وبعدها، وعادةً يكون بوصف مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs، التي بدورها تسكن الألم وتخفف من الالتهاب الحاصل.

يجب التحدث إلى الطبيب عن الاسم التجاري للدواء المناسب للمريض، وعن الجرعة المناسبة أيضًا، وإذا كان هناك حاجة لإجراء القلع أو للمعالجة اللبية القنيوية، سيصف الطبيب مسكنًا قويًا للألم.

الوقاية

يمكن تجنب الإصابة بالتهاب اللب السني عبر تطبيق بروتوكولات العناية الفموية الجيدة، وزيارة طبيب الأسنان بانتظام، وتقليل تناول السكريات مثل المشروبات الغازية المحلاة والكيك والحلوى.

إذا عانى الشخص من صرير الأسنان، فمن المفيد ارتداء صفيحة الحماية السنية لحماية الأسنان من الاهتراء.

ما الذي يجب فعله مستقبلًا؟

يجب زيارة الطبيب فور الشعور بألم في الفم. وإذا كانت هنالك معاناة من الالتهاب اللبي، فإن المعالجة المبكرة تساعد على منع تطور الالتهاب القابل للشفاء إلى شكله غير القابل للشفاء، فالتهاب اللب القابل للشفاء يكمن علاجه بعلاج المسبب مثل: إزالة النخر وترميم السن. أما في حالة التهاب اللب غير القابل للشفاء يكون العلاج إما بالقلع أو إجراء المعالجة اللبية القنيوية للسن.

اقرأ أيضًا:

النقاهة بعد قلع الأسنان

صرير الأسنان: الأسباب والعلاج

ترجمة: طارق محمد

تدقيق: إيناس خير الدين

المصدر