ديستوبيا: مصطلح يشير إلى مجتمع مناقض للمدينة الفاضلة، وهو المجتمع الذي تكون فيه ظروف الحياة سيئة يسودها الفقر والتعاسة والاضطهاد والعنف وانتشار الأمراض والتلوث وكل ما هو سيئ وفاسد.

رغم وجود دول ومناطق تعيش بعض هذه الخصائص (إن لم يكن كلها)، فإن مصطلح ديستوبيا مصطلح خيالي أدبي ابتُكر في القصص والأعمال الأدبية مشيرًا إلى فئة من القصص الأدبية التي تتناول انتشار الظلم والفوضى والديكتاتورية.

تميّز بعض الأوساط الأكاديمية بين الأنتي يوتوبيا والديستوبيا؛ فمثلًا كتاب جورج أورويل (1948) ينتمي إلى الديستوبيا؛ لأن القادة فيه لا يطمحون إلى خطاب اليوتوبيا ولا يستخدمونه لتبرير سلطتهم، أما كتابه: (مزرعة الحيوان) فهو عمل أدبي كلاسيكي من الآنتي يوتوبيا، حيث تحاول الخنازير التبرير وإضفاء شرعية لحكمها بأنها ستنشئ مجتمع يوتوبيا.

يعتمد أدب الديستوبيا على فشل تجارب الإنسان في الدول والتيارات الفكرية في خلق واقع يحاكي اليوتوبيا أو حتى الأهداف الأكثر تواضعًا للحكم الصالح، وغالبًا ما تتقلص الحرية البشرية تحت مسمى المثل الأعلى، ما يؤدي إلى الوصول إلى سلطة استبدادية أو شمولية.

أصل الكلمة:

يشير مصطلح ديستوبيا إلى مكان سيئ جدًا، لا يمكن التأقلم معه ولا العيش فيه، على عكس اليوتوبيا التي تكون الحياة فيها ممتازة.

ظهر أول استخدام معروف لمصطلح ديستوبيا في خطاب لجريج ويبر وجون ستيوارت ميل أمام البرلمان البريطاني عام 1868.

قال ميل في ذلك الخطاب: «قد يكون وصفهم بالطوبايين (المثاليين) مجاملًا جدًا، أو بالأحرى ينبغي أن يُطلق عليهم اسم الديستوبيين، لأن ما يفضلونه سيئ للغاية إذ لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع». تشير معرفته باللغة اليونانية إلى أنه كان يقصد الديستوبيا حرفيًا بمعانيها ودلالاتها، وليس فقط الأنتي يوتوبيا.

عناصر المجتمع الفاسد

صُورت المجتمعات الديستوبية بأنواع مختلفة تختص كل منها في مجال معين، فمثلًا يوجد ديستوبيا سياسية لليسار واليمين السياسيين، وديستوبيا دينية للديني والملحد، وللتقدمي والرجعي.

ومع ذلك، تشترك هذه المجتمعات بعدة اهتمامات وخصائص. الشيء الوحيد المشترك بينها هو أنها تشبه المجتمع المثالي أو المتناغم، لولا أخطائها الفادحة (أو خطأ واحد على الأقل)!

بينما يقوم مجتمع اليوتوبيا على الحياة الجيدة، فإن أحلام المجتمع الديستوبي بالإصلاح والتغيير تطغى عليها المخاوف من عواقب سلوك المجتمع التمردي.

اقرأ أيضًا:

أفلاطون: حياته وأشهر أقواله

مدينة أطلنطس المفقودة: بين الحقائق والخرافة

ترجمة يمان علي

تدقيق: باسل حميدي

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر