للمرة الاولى، تمكن الباحثون من اكتشاف الجين المسؤول عن تحول لون الشعر الى الرمادي، وهو يوجد فقط لدى الاشخاص ذوي الأصول الأوروبية، و هو الشيء الذي يمكنه تفسير لماذا بعض الاشخاص يحتفظون بلون شعر طبيعي إلى عمر متأخر، بينما يشيب شعر البعض حتى قبل وصولهم سن الثلاثين.

لقد كان لدى العلماء، لفترة طويلة، تساؤل حول كيفية تحوّل شعرنا إلى اللون الرمادي– حينما نكبر تتوقف عمليات إنتاج الميلانين بصورة كبيرة- لكنهم لم يتمكنوا من معرفة لماذا، أو بعبارة اكثر اهمية، كيف نوقف ذلك. فهم الجين المسؤول عن الشيب بإمكانه تغيير ذلك، ومن المحتمل ان يقود الى معالجات جديدة لتجنب شَيب الشعر.

يقول الباحث كوستوب ادهيكاري Kaustubh Adhikari من جامعة كولديج في لندن: ” نحن نعرف العديد من الجينات المسؤولة عن الصلع وتلون الشعر، لكنها المرة الأولى التي يكتشف فيها الجين المسؤول عن الشيب لدى البشر، إضافة إلى جينات تؤثر في شكل الشعر وكثافته.”

الدراسة شملت جينومات أكثر من 6000 شخص ذوي خلفيات متنوعة من أمريكا اللاتينية، من أصول إفريقية، و أوروبية ، إضافة الى أمريكان أصليين.

عبر عمل مسح للـ DNA ومقارنته بمظهرهم، تمكن الباحثون من التعرف على 18 جين، تبدو أنها تتحكم بصفات الشعر بما فيها الشيب، سمك اللحية، كون الشعر مجعد ام مستقيم، وحتى فيما إذا كان أحدهم تمكن من تطوير احد حاجبيه.

الجين الذي وجد أنه يرتبط بشيب الشعر هو IRF4، الذي تم التعرف عليه سابقا بتأثيره على إنتاج الميلانين، لكنها المرة الاولى التي يكتشف فيها تأثيره على شيب الشعر.

يقول أيضا ادهيكاري: “لقد كان ذلك ممكنا فقط لأننا حلّلنا عينة متنوعة من الناس، و هو الشيء الذي لم يقم به أحد من قبل.”  وأضاف أن: “هذه النتائج لها تطبيقات تجميلية كلما زدنا معلوماتنا عن كيفية تأثير الجينات على مظهرنا.”

لنكون واضحين فإن الجينات لاتسيطر بصورة كاملة على الشعر، حيث هناك أيضا تأثيرات العوامل البيئية التي لها تأثير كبير في كون شعرنا أشيباً أو لا، ثخن شعرنا، كونه مجعدا أو لا.

يقول كبير الباحثين اندريس رويز Andrés Ruiz: ” ليس شرطاً أن يكون لديك هذا الجين المميز من أجل أن يكون لديك شيب في الشعر،لا، إنه يزيد بصورة أساسية فرصك مقارنة بعموم الناس.”

لكن إذا فهمنا كيف تشترك الجينات، يمكننا أن نفهم بصورة أفضل كيف أنها تقوم بالسيطرة على صفات معينة- مثل تأجيل الشيب او منع الصلع- وأيضاً فهم كيفية تطورها بالمقام الاول.

يضيف ادهيكاري: ” كان التكهن لفترة طويلة بأن ملامح الشعر من الممكن أن تتأثر ببعض أشكال الانتخاب، مثل الانتخاب الطبيعي أو الانتخاب الجنسي، ووجدنا داخل الجينوم أدلة إحصائية تدعم ذلك.”

الخطوة الاولى للفريق كانت دراسة الدور المتخصص لـجين IRF4 في إيقاف إنتاج الميلانين، بحيث يمكن في النهاية العمل على إيقاف أو منع عملية تحول الشعر إلى اللون الرمادي.

بصرف النظر عن التطبيقات التجميلية، ربما يساعد هذا البحث علماء الطب الشرعي والشرطة، على حد سواء، على تحديد مظهر المشتبه به، إعتماد على الـ DNA الخاص به – على سبيل المثال فيما اذا كان ذو شعر أشيب، مجعدا أو مستقيم.

لكن دعونا لانخدع أنفسنا، نحن نأمل بأنانية أن العلماء يفهمون مسألة الشعر الاشيب بصورة اساسية.

بامكانك مشاهدة جميع الجينات التي تم التعرف عليها حديثا وما ترتبط به من صفات أدناه :

a


 

المصدر