في عام 1998 بدأ أكثر من 500 عالم من حوالي 16 دولة في العمل على مشروع أوجيه المسمّى بذلك نسبة للعالم الفرنسي (بيير أوجيه-Pierre Auger).

يحاول هذا المشروع رصد الأشعة الكونية عند مرورها عبر الغلاف الجوي نحو الأرض، هذه الجسيمات ذات طاقة عالية تصل إلى 10^19 إلكترون فولت، أي أنها أقوى بملايين المرات من الجسيمات التي تنتجها المصادمات، ولا يزال مصدر هذه الجسيمات غير معروف حتى الآن.

تعتبر هذه الأشعة عالية الطاقة نادرة جدًا، تصل إلى الأرض بمعدل يقارب ما يغطّي مساحة ملعب كرة قدم كل 10 آلاف عام، مما يجعلنا بحاجة إلى شبكة عملاقة لملاحظتها ورصدها بعد ارتطامها بالغلاف الجوي، وسيوفّر مشروع أوجيه عند اكتماله 1600 كاشف من أجل القيام بهذه المهمة.

وعمل كل من الفيزيائيين ألان واطسون وجيم كرونين على تجميع أكبر قدر من تلك الأشعة التي تحتوي على جسيمات عالية الطاقة؛ عن طريق تهيئة كواشف مساحتها 9000 كم، قادرة على قياس مئات الجسيمات عالية الطاقة كل سنة، ويحتوي حقل الكواشف هذا عدة محطات في شبكة يفصل بين كل زوج منها 1.5 كيلومتر، وقد يتمكن جسيم وحيد أن يثير دستات من المحطات لأن تلك الكواشف عرضة للإثارة عند مرور جسيم عالي الطاقة.

تسافر هذه الجسيمات في الفراغ بسرعة تقترب من سرعة الضوء، أي أنها سريعة للغاية ونحتاج من أجل رؤيتها إلى تلسكوبات عالية التقنية ومتخصصة، وعندما تصل تلك الجسيمات إلى سطح الأرض وترتطم بالماء الموجود في الكواشف، تسبب موجاتها الكهرومغناطيسية ظهور ضوء أزرق على سطح الماء وهذا ما يعرف (بتأثير شيرنكوف-Cherenkov effect) ويوجد محطات تسمى بمحطات شيرنكوف، تعمل على رصد تلك الجسيمات عالية الطاقة إلى جانب العديد من المحطات الأخرى.


المصدر