على مدار العقد الماضي، أظهرت مجموعة من الدراسات أن الاستماع إلى الموسيقى -وحتى غنائها- يمكن أن يؤثر إيجابيًا على صحتنا.

ولكن حتى الآن؛ لم يبحث أحد عن الفوائد المحتملة لحضور حفل موسيقي.

وإذا كان ما كشفته إحدى الدراسات الجديدة صحيحًا، فإننا ننصحك بشراء تذكرة لحضور اقرب حفل موسيقي.

كتب الباحثان دايسي فانكورت (Daisy Fancourt) و آرون ويليامن (Aaro Williamon) منImperial Collage London دراسة نُشرت في مجلة الصحة العامة (Public Health):

«إن هذا هو أول دليل على أن حضور حدث ثقافي قد يكون له تأثير على الغدد الصماء وتنظيم الضغط.

تتوافق هذه النتائج مع 22 دراسة سابقة أظهرت أن الاستماع إلى الموسيقى في المشافي أو المختبرات يساعد في تخفيض مستويات هرمون الكورتيزول».

ولاختبار فوائد حضور الحفلات الموسيقية؛ أخذ فانكورت وويليامن 117 متطوعًا (من المهووسين بالموسيقى لكنهم لا يذهبون لحضور الحفلات) إلى حفلين موسيقيين في الكورال والأوركسترا للملحن إريك ويتاكر (Eric Whitacre).

معلومات عن العلاج بالموسيقى

وقد أجرى المتطوعون تحليلًا للهرمونات عن طريق عينة من اللعاب قبل الحفل، ومن ثم خلال الاستراحة بعد ساعة من بداية الحفل.

وفي محاولة لمحاكاة التجارب وعزل المتغيرات، تم عرض الحفلات الموسيقية نفسها بالضبط ولنفس الفترات من الوقت.

وجد الفريق أن مستويات هرمونات القلق والتوتر مثل الكورتيزول والكورتيزون قد انخفضت خلال الحفلتين.

يتم إفراز هرمون الكورتيزول عندما يكون الجسم متعرضًا للإجهاد البدني أو الذهني.

وعلى الرغم من أنه قد يكون مفيدًا بكمياته القليلة -كأن يجعلنا منتبهين ويقظين- إلا أنه وعلى مدار الفترات الطويلة يترافق مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والعجز الجنسي.

ولهذا فمن غاية الأهمية أن يتم تخفيض مستواه في الدم.

ومما كان حقًا مثيرًا للاهتمام هو أنه بغض النظر عن الذوق الموسيقي أو الخلفية الموسيقية للمتطوعين، فقد كانت نتائج حضور الحفلات الموسيقية متشابهة جدًا لدى جميع المتطوعين.

وكتب الباحثون:

«من الجدير بالملاحظة أن هذه التغيرات البيولوجية لم تختلف مع التقدم في السن أو اختلاف نوع الموسيقى أو الذوق الموسيقي لدى المتطوع ، وهذا يشير إلى أن هنالك استجابة عالمية موحدة لحضور حفل موسيقي.

حتى نكون واضحين؛ فهذه الدراسة لم تشتمل إلا على شريحة صغيرة من الناس، ولم تبحث إلا في تأثير الموسيقى الهادئة والكلاسيكية.

والتي هي بعيدة كل البعد عن الحفلات الموسيقية الصاخبة المنتشرة.

يعترف الباحثون بأنه خلال التجربة لم يكن هناك مجموعات للتحكم.

والأمر بحاجة إلى العديد من الدراسات اللاحقة لتأكيد العلاقة بين حضور حفلة موسيقية وتقليل هرمونات القلق والتوتر، بالإضافة إلى تحديد الفوائد البيولوجية الناتجة عن ذلك بشكل دقيق، لكن ذلك يمثل خطوة أولى واعدة سنستغلها كحجة من أجل أن نحضر حفلًا موسيقيًا نهاية هذا الأسبوع (لأجل العلم).

ويلخص الباحثون:

«تفتح هذه الدراسة تساؤلات حول كيفية تأثير الحفلات والأنشطة الثقافية على الحالة البيولوجية والنفسية لدى الناس، وبالتالي، إمكانية تحسين النشاطات الثقافية لصحتهم ورفاههم».

في الوقت الحالي، إذا كنت ترغب بالحصول على قليل من الراحة النفسية؛ فإليك إحدى مقطوعات جوقة إريك ويتاكر:

ترجمة: ضياء عكيل

تدقيق: جورج نعوس

تحرير: ناجية الأحمد


المصدر