العلم يؤكد أخيرًا أنَّ القهوة مُفيدة لك


هل القهوة مُفيدة لك؟ حسنًا إنَّ العلم يؤكد ذلك.

هناك نوعان من الأشخاص في الصباح: أحدهما لا يُمكنه بدء يومه أو العمل قبل احتساء كوبٍ من القهوة، والنّوع الآخر الّذي ابتعد تمامًا عن الكافيين بصفة عامّة. وبغضّ النّظر عن الفريق الّذي تنتمي إليه، فهناك الكثير من الدّراسات الّتي تدعم موقفك.

إنَّ القهوة ليست مُجرَّد مياهٍ سوداء؛ فهناك العديد من الموادّ الغذائيَّة الموجودة في حبوب البنّ، والّتي تتواجد في نهاية المطاف في كوب قهوتك. حيث إنَّ كوبًا واحدًا من القهوة يحتوي على:

(الريبوفلافين-Riboflavin) «فيتامينB2»، (حمض البانتوثنيك- Pantothenic Acid) «فيتامين B5»، المنغنيز والبوتاسيوم، المغنيسيوم والنّياسين «فيتامين B3». وبالطّبع، فإنَّ تواجد هذه المواد يكون بكمّيّات صغيرة، ولكن شُرب من ثلاثة إلى أربعة أكواب من القهوة يوميًا، يضمن لك مقدارًا لا بأس به من تلك المواد.

وقد أظهرت بعض الدراسات الأخطار الأكثر شيوعًا للقهوة، مثل إنَّها تزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة أو المسالك البوليَّة، وهي أيضًا تُفسد صحّة أمعائك، وتزيد من البقع على أسنانك. ولكن بمقابل كُلّ جانبٍ سلبيّ في شرب القهوة، هناك دراسة واحدة على الأقلّ تُظهر فوائد شُرب كوبٍ واحد من القهوة. ذلك وقد أظهرت أبحاثٌ أخرى أنَّ القهوة يُمكنها أن تُقلِّل بالفعل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات، وذلك من خلال الحفاظ على مستويات مضادّات الأكسدة الصّحّيَّة، وأيضًا عبر منع تلف الحمض النّوويّ لديك. كما وقد تبيّن أنَّ القهوة قادرة على خفض مخاطر الإصابة لديك بداء السّكّري من النّوع الثّاني، ومن شأنها أيضًا خفض الاضطرابات العصبيَّة مثل مرض الشّلل والرُّعاش، وتُقلِّل من احتماليَّة الإصابة بأمراض القلب. علاوةً على ذلك، يُمكن أن يُساعدك شُرب القهوة في نهاية المطاف على العيش حياة أطول وحتّى على زيادة لياقتك.

وغالبًا سوف تُصيبك الحيرة بين الآراء المتناقضة حول شُرب القهوة، فلو كنت من عُشَّاق القهوة ماذا ستفعل؟

تـمَّ وضع حدٍّ لهذا الالتباس في دراسة تم نشرها في العدد الجديد من (جريدة الفحوصات الشاملة في علم الغذاء وسلامته- Comprehensive Reviews in Food Science and Food Safety)، فقد وجد الباحثون أنَّ فوائد شُرب القهوة هي أكثر بكثيرٍ من المخاطر. وبذلك، فإنَّ هذه الدراسة، هي انتصارٌ كبيرٌ لكُلِّ مُدمني القهوة والكافيين في جميع أنحاء العالم.

ومن أجل نظرة أشمل عن القهوة، فقد استعرض باحثون من جامعة ألستر في المملكة المتَّحدة، أكثر من 1200 دراسة سابقة، والّتي يعود تاريخها إلى عام 1970. وعلى الرّغم من اختلاط النتائج، وبنظرة شاملة وعميقة، كان الإجماع على أنَّ شُرب ثلاثة أو أربعة أكواب من القهوة بانتظام يوميًّا، لن يُضرّ بصحّتك. بل على العكس، لها فوائد صحيَّة طفيفة.

وتستند معظم تلك النتائج إلى بياناتِ المُراقبة، لذلك، فإنَّ المكوّنات المحدَّدة في القهوة، والّتي تُعزِّز هذه الفوائد الصّحّيَّة والتّوازن بين الفوائد والمخاطر، لا تزال مجهولة. كما ويشير الباحثون أيضًا إلى حاجتهم إلى مزيد من المعلومات حول ما إذا كانت هذه النتائج ستكون هي نفسها لمادّة الكافيين من أيّ نوع، مثل الكافيين الموجود في الشّاي أو الصّودا، أو أنَّها محدّدة لمادّة الكافيين الموجودة في القهوة فقط. وفي كلتا الحالتين، هذه الأسباب المختصرة، كافية للنّهوض، وشرب كوبك المفضّل من القهوة.


إعداد: مريم خالد
تدقيق: هبة فارس
المصدر الأول
المصدر الثاني