هل من الآمن السماح لأطفالك باستخدام التكنولوجيا الحديثة؟


ليس سيئاً أن تعطي طفلك جهاز ال iPad من فترة لأخرى حسب طريقة استخدامه، فمن المقبول لعب لعبة ما معًا أو استخدامه للتحدث مع الجدة، لكن ليس من المقبول استخدامه لتهدئة الطفل أو المحافظة على السكون في المنزل.

أعلنت اليوم الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال( (American Academy of Pediatrics تعليمات جديدة تقول أن على الأهل الاهتمام ليس فقط بالوقت الذي يقضيه أطفالهم باستخدام الميديا الرقمية، لكن أيضا عليهم الاهتمام بكيفية استخدامها، ومتى وأين يتم استخدامها.

للأطفال بين عمر سنتين حتى 5 سنوات، يجب اقتصار الميديا على ساعة واحدة في اليوم و يجب أن تتضمن برمجة عالية الجودة أو شيء يستطيع الأهل و الأطفال مشاهدته أو التفاعل معه سوياً، الميديا الرقمية يجب تجنبها عند الأطفال الأصغر من عمر 18 شهرًا مع استثناء مكالمات الفيديو.

الدكتورة جيني راديسكي Jenny Radesky,M.D اخصائية في التطور السلوكي و طبيبة أطفال في مشفى الأطفال التابع لجامعة ميشيغن وواحدة من الكتّاب الرئيسيين للتصريح تقول: >>الميديا الرقمية قد أصبحت جزء لا يمكن تجنبه من طفولة العديد من الرضع والأطفال الذين بعمر الزحف والأطفال قبل عمر المدرسة، لكن الأبحاث محدودة حول كيف يأثر هذا على تطورهم “.

قامت راديسكي بكتابة هذا التصريح عن الأطفال بعمر 0-5 سنوات بالاشتراك مع الدكتور ديمتري كريستاكس Dimitri A. Christakis, M.D.,M.P.h. من مشفى سياتل للأطفال. الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP وضعت تصريح مستقل في نفس اليوم من أجل الأطفال بعمر 6 سنوات حتى المراهقة.

تقول راديسكي: “في الأطفال الأكبر من ثلاث سنوات، البحث مؤكد: البرامج ذات البرمجة عالية الجودة مثل برنامج Sesame Street يستطيع تعليم الأطفال أفكار جديدة، لكن في العمر الأصغر من ثلاث سنوت، العقول غير الناضجة ستجد أن من الصعوبة تحويل ما تراه على الشاشة إلى معرفة في العالم الحقيقي، نحن لا نعرف بعد إن كان التفاعل يساعد أو يسهل هذه العملية.”

” ما نعرفه أن الطفولة المبكرة هي وقت تطور سريع للدماغ، يحتاج فيه الأطفال وقت للعب و النوم و تعلم التعامل مع المشاعر و بناء العلاقات. ما زال الباحثون يقترحون أن استخدام الميديا المفرط قد يقف في طريق هذه النشاطات المهمة. تصريحنا يسلط الضوء على طرق يستطيع فيها الأهل وأطباء الأطفال الحفاظ على التوازن الصحي.”

لماذا يجب الحد من الوقت الذي يقضى أمام الشاشة؟

يشير التصريح إلى أن الوقت الكثير المقضي في استخدام الميديا الرقمية بالطريقة الخطأ يرتبط بنوعية نوم الطفل وتطوره وصحته الجسدية. (الاستخدام الشديد للميديا بمرحلة ما قبل المدرسة مرتبط بازدياد صغير لكن ملحوظ في كتلة الجسم).

التعليمات تنصح بمنع استخدام الميديا الرقمية قبل ساعة من النوم و إطفاء الأجهزة الرقمية عند عدم استخدامها والمحافطة على غرف النوم وأوقات الطعام وأوقات لعب الأهل والأطفال خالية من الميديا.
على الرغم من وجود لحظات يكون فيها استخدام الميديا الرقمية كوسيلة تهدئة مفيدًا مثلًا في الطائرات أو العمليات الجراحية، يجب على الأهل أن يتجنبوا أيضًا استخدام الميديا كالوسيلة الوحيدة لتهدئة الأطفال. تقول راديسكي أن استخدام الأجهزة كاستراتيجية تهدئة عامة ربما يحد من قدرة الأطفال على تنظيم مشاعرهم.

تقول راديسكي:”يجب أن نكون واقعيين حول استخدام الميديا الرقمية في كل مكان. إنها تصبح متأصلة في حضارتنا و حياتنا اليومية,من أجل هذه الأسباب، من المهم أن يساعد الأهل أطفالهم في فهم الوسائل الصحيحة لاستخدام الميديا من الأعمار الصغيرة.”

تقول راديسكي: “مكاملة الفيديو مع الأجداد، مشاهدة الفيديوهات العلمية سويةً، وضع موسيقا و الرقص معًا، البحث عن وصفات أو اعمال يدوية جديدة، التقاط صور وفيديوهات من أجل أن نريها لبعضنا البعض، مشاهدة فيلم عائلي سويًا..هذه بعض الطرق التي من الممكن استخدامها من أجل استعمال الميديا كأداة لدعم التواصل العائلي.”

تشير راديسكي أنه من المهم أن يتفاعل البالغين مع الأطفال خلال استعمال الميديا. من أجل مساعدة الأطفال اليافعين في تطبيق ما يرونه على الشاشات في العالم الحقيقي. البحث يرينا أن هذا أساسي من أجل الاطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 36 شهرًا.

الكاتبون يعترفون أن البرامج التلفازية ذات البرمجة عالية الجودة مثل برنامج “Sesame Street” قد تساعد في تطوير النتائج الاجتماعية والقراءة والكتابة للأطفال بعمر ثلاث إلى خمس سنوات. لكن العديد من التطبيقات التي يجدها الأهل تحت تصنيف “تطبيقات تعليمية” ليست مدعومة بدليل و تتضمن القليل من المعلومات المدخلة من معلمين التطور.

يقول الكتّاب أن الأهل قد يرغبون بالتقليل من وقت استخدامهم للشاشات الإلكترونية. الاستخدام الكثير للهواتف النقالة من قبل الأهل مرتبط بتواصل لفظي و غير لفظي أقل بين الأهل والأطفال، وقد يرتبط بصراع أكبر بين الأهل والطفل.

أطباء الأطفال أيضاً مشجعون على مساعدة الأهل كي يصبحوا مراقبين للميديا وقدوة وأدلة لكيفية اختيار محتوى رقمي جيد. يملك الأطباء فرصة لتثقيف العائلات حول تطور الدماغ في السنين المبكرة و أهمية اللعب الاجتمافي في تطور اللغة والمهارات الاجتماعية، يستطيعون أيضًا إرشاد الأهل لموارد من أجل إيجاد منتجات عالية الجودة.

تقول راديسكي: >>أطباء الأطفال يملكون الفرصة لبدء محادثات مع الأهل حول العادات العائلية واستخدام الميديا العائلي، نستطيع مساعدة الأهل بوضع خطط لاستخدام الميديا لمنازلهم، وضع حدود، وتشجيعهم لاستخدام الأجهزة مع أطفالهم بطرق تطور التعليم و تزيد التفاعل<<.

النتائج:

هذه هي نتائج الإراشادات الجديدة المقدمة من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP ،لأهل الأطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 0-5 سنوات:

– تجنب استخدام الميديا الرقمية (باستثناء مكالمة الفيديو) عند الأطفال الأصغر من 24 شهر.
– إذا تم تقديم الميديا الرقمية للأطفال في عمر بين 18-24 شهر فاختر برامج ذات برمجة عالية الجودة واستعمل الميديا مع طفلك، تجنب الاستعمال المنفرد من قبل الطفل.
– لا تشعر بالضغط لتعريف طفلك على التكنولوجيا بشكل مبكر. واجهات التفاعل سهلة المبادرة لدرجة كبيرة فالأطفال سيستنتجون كيفية استخدامها حال بدء استعمالها.
– من أجل الأطفال ما بين 2-5 سنوات، دع استخدام الميديا يقتصر على ساعة واحدة في اليوم من البرامج عالية الجودة. شاهد مع طفلك وساعده يفهم ما يرى.
– تجنب البرامج سريعة الايقاع والتي تحتوي على العديد من مشتتات الانتباه او العنف.
– اطفئ التلفاز والأجهزة الأخرى عندما لا يتم استخدامها.
– تجنب استخدام الميديا كالوسيلة الوحيدة لتهدئة طفلك، هذا قد يؤدي لمشاكل في وضع الحدود والقدرة على تهدئة النفس و تنظيم المشاعر.
– اختبر التطبيقات قبل أن يستخدمها طفلك والعبا سويًا.
– دع غرف النوم وأوقات الطعام وأوقات لعب الأهل والأطفال خالية من الميديا. يستطيع الأطفال تفعيل خيار “عدم الازعاج” على هواتفهم خلال هذه الأوقات.
– ضع قاعدة: لا لاستخدام الشاشة قبل ساعة من النوم.
– اسأل طبيب الأطفال الخاص بك إذا احتجت مساعدة.


إعداد : سيمون العيد
تدقيق: جمان الرشدان
المصدر