يواجه 1 من أصل 3 أزواج صعوبات في الحمل بسبب قلة جودة السائل المنوي، وفي معظم الأحوال يكون (التلقيح الصناعي-in vitro fertilization) الحل الأمثل لديهم، مع أن قلة جودة السائل المنوي يمكن أن تزيد أخطار الإجهاض التلقائي والعيوب الخلقية وسرطان الأطفال، ولهذه الأسباب فإن الطرق الطبيعية لزيادة جودة الحيوانات المنوية مهمة لصحة الأجيال الحالية والمستقبلية.

تعطى نصائح للرجال لتحسين جودة الحيوانات المنوية وتتضمن تناول الطعام بشكل جيد والحد من شرب الكحول والإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة بانتظام، ولكن الأدلة حول تأثير ممارسة الرياضة وعلاقتها بجودة الحيوانات المنوية ما زالت -حتى الآن- متناقضة.

أظهرت بعض الدراسات أن التمارين المكثفة -مثل الركض لمسافات طويلة أو سباقات ركوب الدراجات- يمكن أن تقلل من جودة الحيوانات المنوية، في حين أظهرت دراسات أخرى أن ممارسة أنواع معينة من الرياضات لفترات معينة لها تأثير إيجابي على نوعية الحيوانات المنوية.

التداخلات بين ممارسة الرياضة وجودة الحيوانات المنوية:

أجرى فريق من العلماء في جامعة ارومیه في إيران بحثًا يتناول تأثير شدة التمارين على مجموعة من مقاييس جودة الحيوانات المنوية.

أجري البحث على 261 رجلًا من الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عامًا والذين لا يمارسون الرياضة بانتظام أو لأكثر من 25 دقيقة لأكثر من 3 أيام في الأسبوع.

تم تقسيم الرجال إلى أربع مجموعات تجريبية:

  1. التدريب المستمر معتدل الشدة: الركض على آلة الجري لفترة تتراوح بين 25-35 دقيقة من 3-4 أيام في الأسبوع.
  2. التدريب المستمر عالي الكثافة: الركض على آلة الجري لفترة تتراوح بين 50 دقيقة-ساعة من 3-4 أيام في الأسبوع.
  3. التدريب المتقطع عالي الكثافة: الركض على آلة الجري لدقيقة واحدة ومن ثم استراحة لدقيقة واحدة مع الإعادة من 10-15 مرة.
  4. مجموعة المراقبة: لا تمارين.

تمت مراقبة كل المجموعات لمدة 24 أسبوعًا مع أخذ عينات من السائل المنوي قبل وأثناء وبعد فترة التمرين لتقييم عدد الحيوانات المنوية وقدرتها على الحركة وحجمها وشكلها ومؤشرات الالتهاب واستجابتها للإجهاد التأكسدي.

يكمن دور الإجهاد التأكسدي -أنواع الأكسجين التفاعلية على وجه التحديد- في كونه مجال التركيز في بحوث الخصوبة.

على الرغم من أن أنواع الأكسجين التفاعلية حيوية في عملية الإخصاب في الظروف الطبيعية، فإن عدم كونها تحت سيطرة فيزيولوجية صارمة يمكن أن يؤثر سلبًا على الجودة العامة للحيوانات المنوية.

التغيرات التي طرأت على السائل المنوي بعد فترة التمرين :

تحسنت نوعية الحيوانات المنوية على جميع المقاييس عند كل المجموعات التي قامت بالتمارين بالمقارنة مجموعة المراقبة، في حين كانت أظهرت مجموعة التدريب المستمر معتدل الشدة أفضل النتائج:

  • تحسن بنسبة 8.3% في حجم السائل المنوي.
  • تحسن بنسبة 12.4% في قدرة الحيوانات المنوية على الحركة.
  • تحسن بنسبة 17.1% في شكل الحيوانات المنوية.
  • زيادة تركيز الحيوانات المنوية بنسبة 14.1%.
  • زيادة في الحيوانات المنوية بنسبة 21.8%.

كانت النتائج مبهرة، ولكنها لم تكن طويلة الأمد، فبعد التوقف عن ممارسة التمارين عادت مقاييس تعداد الحيوانات المنوية وشكلها وتركيزها إلى ما كانت عليه قبل البدء بالتمارين بعد أسبوع واحد، وعادت قدرة الحيوانات المنوية على الحركة إلى ما كانت عليه بعد شهر.


  • تدقيق : أسمى شعبان.
  • ترجمة : نعيم سايس.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر