لا يعتبر وجود الدم في البول أو ما يعرف طبيًّا «البول الدموي» إنذارًا خطيرًا، لكنه قد يكون مؤشرًا لحالة مرضية جديّة لا يجوز تجاهلها.

ويجب تقييم جميع حالات البول الدموي من قبل الطبيب الذي يوصي بدوره بإجراء فحوصات طبية لازمة للتحري عن السبب في حال وجوده.

وبما أنّ البول الدموي عرض مرافق لأمراض معينة و ليست حالة مرضية بحد ذاتها، يكون العلاج للسبب المؤدي لها وفي العديد من الحالات لا يكون العلاج ضروريًا.

ما هو مصدر الدم في البول؟

قد يكون من الكلى حيث تصنيع البول أو من إحدى أجزاء القناة البولية مثل:

  • الحالبين (الأنبوب الواصل بين الكلية والمثانة).
  • المثانة (حيث يتجمع البول).
  • الإحليل (الأنبوب الممتد من المثانة إلى خارج الجسم).

الأعراض التي يمكن أن تترافق مع البول الدموي

في حال وجود الدم في البول يتبدل لونه بشكل واضح من اللون الطبيعي الأصفر الشاحب إلى لون وردي أو أحمر أو بني محمّر أو يأخذ لون الشاي، وهذا ما يسميه الأطباء « البول الدموي الظاهر».

في بعض الأحيان لا يكون الدم في البول ظاهرًا للعين المجردة، ويمكن الكشف عن وجود كريات دم حمراء فقط عبر التحاليل المخبرية وهذا ما يطلق عليه الأطباء «البول الدموي المجهري» وعادة تكشف فقط عند إجراء فحص لعينة البول بواسطة (dipstick) وتأكيد النتائج من خلال الفحص المجهري.

قد يحدث البول الدموي دون أعراض مرافقة أخرى، ولكن هناك بعض الأسباب المرضية الكامنة وراءه والتي قد تترافق مع أعراض إضافية تتراوح شدتها من المعتدلة إلى الشديدة وتتضمن:

التهابات المثانة (التهاب المثانة الحاد)

وتُسبب عند البالغين حرقة أو ألم عند التبول، وعند الرُّضع تسبب تهيجًا وخللًا في التغذية أما عند الأطفال فتظهر بألم وحرقة عند التبول والشعورب الإلحاح للتبول وألم في أسفل البطن.

التهابات الكلى(التهاب الكلية والحوض)

وتتضمن الأعراض حمى وقشعريرة وألم في أسفل الظهر.

حصى الكلى

تترافق مع ألم بطني حاد أو ألم في الحوض.

أمراض الكلى

تشمل الأعراض ضعفًا وارتفاعًا في ضغط الدم وتورمًا بالجسم وانتفاخًا حول العينين.

أسباب البول الدموي

  • التهابات المثانة أو الكلى.
  • حصى المثانة أو الكلى.
  • عدد من الأمراض الكلوية مثل التهاب الكبيبات الكلوية و تضخم البروستات(الحميد أو المسرطن).
  • أمراض وراثية مثل فقر الدم المنجلي و مرض الكلى الكيسي.
  • بعض الأدوية مثل الأسبرين و البنسيلين والهيبارين والسيكوفوسفاميد وفينازوبيريدين.
  • أورام المثانة أو الكلى أو البروستات.
  • إصابات الكلية الناتجة عن الحوادث أو الألعاب الرياضية.
  • الأنشطة أو التمارين العنيفة.

في بعض الأحيان، ما قد يبدو دمًا في البول يكون في الحقيقة عبارة عن أصبغة من مصادر خارجية كالأصبغة الغذائية، بعض الأدوية، كمية زائدة من الشمندر(البنجر)

تشخيص البول الدموي

تكون البداية عبر تقصي الطبيب عن التاريخ الطبي والأسباب المحتملة لظهور الدم في البول لدى المريض، ثم إجراء فحص «تحليل البول» بأخذ عينة بول وتحليلها.

ويشمل فحص البول علم الخلايا باستخدام المجهر للتحري عن وجود خلايا شاذة في البول، وقد تُطلب اختبارات الدم أيضًا وفي حال احتوائه على مستويات عالية من الفضلات التي يفترض أن تزيلها الكلى فقد تكون علامة أو إشارة على وجود أمراض في الكلى.

بالإضافة إلى تحاليل الدم و البول، قد يوصى بتحاليل إضافية:

التصوير الطبقي المحوري

تستعمل أشعة سينية خاصة تعمل على كشف وجود حصى في الكلى أو المثانة، أو أورام أو تشوهات في الكلى والمثانة والحالبين.

الموجات فوق الصوتية للكلى

تستخدم الموجات فوق الصوتية لخلق صورة لبنية الكلية.

التصوير الحوضي (IVP)

تستخدم أشعة سينية للمسالك البولية تحتاج وجود صباغ (مادة ملونة).

منظار المثانة

يتضمن هذا الاختبار إدخال أنبوب صغير مع كاميرا إلى المثانة عبر الإحليل وقد يتطلب أخذ خزع للتحقق من وجود خلايا شاذة أو سرطانية.
الخزع:

حيث يتم إزالة عينة صغيرة من نسيج الكلى وتُفحص تحت المجهر للتحري عن وجود علامات لأمراض كلوية.

علاج وجود الدم في البول

عادةً، لا يكون هناك حاجة للعلاج إلا في حال وجود سبب مرضي هام كامن وراء حدوث البول الدموي، في حال استمرار ظهور الدم في البول تُجرى فحوص إضافية.

وفي حال عدم وجود سبب جدّي من خلال الفحص المبدئي، يُنصح بإجراء تحاليل بول و دم كل 3 إلى 6 أشهر(للمراقبة)، خاصة في حال وجود عامل خطورة لحدوث سرطان المثانة مثل العمر 50 سنة وما فوق، التدخين، التعرض لبعض المواد الكيميائية الصناعية.


  • إعداد: ساندرا نصور.
  • تدقيق: محمد نور.
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر