يظهر هذا الانفوغرافيك الجينات غير العادية لأسلافنا والتي استمرت حتى يومنا هذا


كم منها تمتلك أنت؟

قد يكون من السهل نسيان حقيقة أن البشر الذي يعيشون على كوكب الأرض الآن، هم نتاج آلاف السنين من التأقلم.

بدون تكنولوجيا حديثة، طوّر أسلافنا بعض السمات غير العادية لتساعدهم على البقاء في زواياهم الخاصة على الكرة الأرضية، والعديد منها بقي في السكان العصريين الآن، وتلقب هذه السمات أحيانًا بالسمات السرية ( stealth traits)، بما أنها لا تظهر عادةً بشكل ملاحظ، ولكن يمكنها أن تؤمن قدرات مدهشة.

يظهر الانفوغرافيك المنشور في دورية (Science) سابقًا في عام 2015، الجينات السرية القديمة التي عثر عليها لدى السكان العصريين، في خريطة واحدة سهلة التداول:

فكما تشاهد، توجد مجموعات من البشر مقاومة للملاريا اليوم في أفريقيا، وجنوب أمريكا، وآسيا، بفضل طفرة عشوائية في سلف لهم ربما جعلت الفرد منه أكثر قابلية للبقاء والتكاثر، ناقلًا هذه السمة، حتى أصبحت سائدة لدى جمهرة ما من السكان.

وتوجد مجموعات حديثة في الآنديز في جنوب أمريكا، بالإضافة إلى أجزاء من نيبال وشرق أفريقيا، تمتلك ممانعة لتأثيرات المرتفعات الشاهقة.

كما ورث السكان الواطنون للمناطق الأرجنتينية للآنديز طفرة جينية تمكنهم من شرب المياه الجوفية المحملة بالزرنيخ، فقد تلوثت المياه بشكل طبيعي في تلك المنطقة بالزرنيخ المرتشح من الصخر الأديم لآلاف السنين.

تلك بعض القدرات الخارقة، ويمكنك قراءة المقال كاملًا في دورية ( Science ) لمعرفةٍ أفضل بها.

ولم يقتصر جمع السمات السرية على البشر العاقلون (Homosapiens) فقط، فبفضل أبحاث حديثة، علمنا أن أسلافنا لم يتناسلوا من النيانديرتاليين (Neanderthals) (البشر البدائيون) فقط، وإنما من مجموعة غريبة من أشباه البشر تعرف باسم الدينيسوفانيين (Denisovans).

ويعتقد أن الدينيسوفانيين قد عاشوا جنبًا إلى جنب مع البشر العقلاء والنيانديرتاليين على مساحة اليابسة الأوراسية منذ 60-100 ألف عام.

ورغم انقراض كل من الدينيسوفانيين والنيانديرتاليين، تقترح أبحاث حديثة أن جيناتهم قد بقيت داخل بعض المجموعات على كوكب الأرض اليوم.

بعض هذه الجينات غير مفيد تحديدًا، فقد أظهرت الأبحاث في العام الماضي أننا نمتلك فيروس ورم حليمي بشري حديث (HPV) (modern human papillomavirus)، أو ثآليل تناسلية، بفضل التزاوج مع النيانديرتاليين.

ويبدو أن السكان العصريين لأوروبا، الذين يحملون حوالي 2.8% من الحمض النووي (DNA) للنيانديرتاليين، هم أكثر عرضة لمخاطر مشاكل صحية مثل الاكتئاب، والنوبات القلبية، وعدة اضطرابات جلدية.

ولكن يمكن لبعض السمات السرية أن تكون مفيدة، فقد بحثت دراسة حديثة في سبب قدرة سكان الإسكيمو العصريين على البقاء في الظروف الجليدية التي يعيشونها في الدائرة القطبية الشمالية، بالرغم من إمضائهم نصف السنة على الأقل في درجات حرارة أقل من درجة التجمد.

فقد تساءل علماء البيولوجيا لعقود عن امتلاك هؤلاء السكان لتلاؤمات بيولوجية فريدة من نوعها، وتظهر دراسة حديثة منشورة في دورية البيولوجيا الجزيئية والتطور أن سكان الإسكيمو في غرينلاند يمتلكون اختلافات جينية تبدو أنها تساعدهم على التأقلم الأفضل مع البرد، عن طريق تعزيز شحوم الجسم المولدة للحرارة، وبشكل مثير للانتباه، يرجح أصل تلك الاختلافات إلى الدينيسوفانيين.

قال راسموس نيلسن (Rasmus Nielsen) الباحث الرئيس من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، لنيو يورك تايمز العام الماضي: «بينما ينتشر البشر العصريون حول العالم، يتناسلون مع الدينيسوفانيين النيانديرتاليين، الذين قد عاشوا سابقًا في هذه البيئات المختلفة لمئات وآلاف السنين».

وأضاف: «ربما يكون هذا التبادل الجيني قد ساعد بعض البشر العصريين على التأقلم مع البيئات الجديدة والتغلب عليها».

وبفضل التطورات في تكنولوجيا الحمض النووي (DNA)، بدأنا للتو باستيعاب كيفية إفادة الحمض النووي القديم لأسلافنا، واستمرار تأثيره علينا اليوم، كما كُشف في عام 2016 أن نوعًا غير محدد بعد من أسلافنا ربما ساهم أيضًا في مجموعة جيناتنا المختلفة، فقد اكتشف باحثون من جامعة تكساس دليلًا لحمض نووي ((DNA لدى الميلانيزيين Melanesians)) يبدو أنه يعود لسلف بشري غير معروف، ولكن لم يوجد دليل عليه في السجل الأحفوري بعد. الوقت وحده من سيخبر عن المنافع التي أمدتنا بها جيناتهم.

إذا أردت مشاهدة بعض الآثار الأخرى للتطور في جسمك الخاص، تفقد الفيديو التالي:


ترجمة: سارة وقاف
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر

رابط المقال الكامل والمنشور في دورية (Science):
المقال