إن تحديد أنواع الأورام الخبيثة الأكثر شيوعًا والأكثر تسببًا بحالات الوفاة يختلف بشكل جذري من بلدٍ لآخر بحسب طبيعة هذا البلد السكانية والاقتصادية والاجتماعية ونوعية الحياة والعوامل المؤهبة الموجودة لأن 90% من أسباب السرطان بيئية و10% فقط وراثية.

لقد أكّدت الدراسات بما لايدع مجالاً للشك أن للعوامل البيئية (كالتدخين ونوعية الغذاء ونمط الحياة اليومي والكحول والعادات الجنسية والأمراض الإنتانية والمُسرطِنات الكيميائية والفيزيائية وحتى مستوى ثقافة الفرد والمجتمع) لهذه العوامل جميعها القول الفصل في نوعية واحتمالية حدوث الورم الخبيث وهذا لا يعني بالتأكيد إهمال الأسباب الوراثية والعِرقية.

فمثلاً في دول شرق إفريقيا أكثر السرطانات شيوعًا عند الرجال هو (ساركوما كابوزي Kaposi sarcoma) وهو ورم خبيث مرتبط بمرض الإيدز المنتشر بكثرة هناك، وعند النساء سرطان عنق الرحم Cervical Cancer المرتبط أيضاً بالفيروس الحليمومي البشري HPV.

إذًا نلاحظ أنه في هذه المنطقة من العالم أكثر السرطانات انتشارًا عند الذكور والإناث على حدٍّ سواء هي تلك المرتبطة بالفيروسات المنتقلة عبر الجنس، في حين يتصدّر سرطان البروستات Prostate Cancer عند الرجال وسرطان الثدي Breast Cancer عند النساء القائمة في أمريكا وأوربا الغربية وسائر الدول الصناعية لارتباطه بالعديد من العوامل في تلك الدول.

أما في المنطقة العربية فيبدو أن سرطان الرئة Lung Cancer المرتبط بالتدخين مازال هو الأكثر انتشارًا والأكثر تسببًا بحالات لوفاة لأن مستويات التدخين مازالت مرتفعة بل وفي ازدياد مُطّرد في منطقتنا مقارنة بالدول الغربية التي انخفضت أعداد المدخّنين فيها بشكلٍ كبير خلال العقدين الماضيين نتيجة حملات التوعية الفعالة التي أدّت إلى تراجع نسبة المدخنين بشكل دراماتيكي.

ففي الولايات المتحدة الأمريكية تراجعت نسبة المدخنين بين البالغين من 42% عام 1965 إلى 17% عام 2014.

إذن فسرطان الرئة هو أشيع الأورام الخبيثة في الدول العربية وسببه الرئيسي هو التدخين.

وفيما يلي أشيع عشر سرطانات انتشارًا حول العالم بحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة WHO لعام 2012


  • إعداد: د . محمد الأبرص
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير: طارق الشعر
  • المصدر : American Cancer Society publications