النقرس (Gout) ويدعى أيضًا “التهاب المفاصل النقرسي”، وهو شكل مؤلم من التهاب المفاصل، يسببه ارتفاع حمض البول (uric acid) في الجسم.

ربما تتركز النوبات المؤلمة على إصبع القدم الكبير، وهو عرض يعرف بنقرس إبهام القدم، بالإضافة إلى تورّم وألم في الكاحلين، والركبتين، والأقدام، والمعصمين، والمرفقين.

تستمر النوبات لعدة أيام في البداية، لكنها تدريجيًا تصبح أطول.

في حال تركت بدون علاج، يمكن أن يسبب النقرس أذية دائمة للمفاصل والكليتين.

يكون النقرس أكثر شيوعًا عند الرجال، وبشكل خاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40-50 سنة.

هو مرض شائع جدًا. تم تشخيص أكثر من ستة مليون بالغ بعمر 20 عام فما فوق بالإصابة به.

يعتبر النقرس الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل، يسببه زيادة مستويات حمض البول في المصل، وهذا يسبب تراكم بلوراته في المفاصل، مسببة نوبات النقرس.

الأسباب:

حمض البول من نواتج الفضلات، التي تتشكل أثناء الانحلال الطبيعي للبورينات، وهي مواد تتواجد بشكل طبيعي في الطعام مثل الكبد، والفطر، وسمك الأنشوفة وسمك الإسقمري البحري، والبقول المجففة.

يتخلص الجسم عادة من حمض البول الموجود في الدم عن طريق الكليتين، ويطرح إلى الخارج مع البول.

على أي حال، المستويات المرتفعة من حمض البول يمكن أن تتراكم في الجسم، ويحدث ذلك عندما تطرح الكلى مقدارًا ضئيلًا منه، أو عندما ينتج الجسم مقدارًا كبيرًا منه.

وتعرف هذه الحالة بارتفاع حمض البول.

التركيز المرتفع لحمض البول في الدم سيتحول إلى بلورات حمض البول، والتي تتراكم حول المفاصل والأنسجة الضامة.

وتعتبر مخازن بلورات حمض البول هذه، مسؤولة عن الأعراض الالتهابية والمؤلمة للنقرس.

العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالنقرس:

  • تاريخ عائلي للإصابة بالنقرس.
  • زيادة الوزن.
  • وجود مشاكل كلوية.
  • التعرض للرصاص.
  • كثرة استهلاك الكحول.
  • تناول أدوية محددة، كالمدرات والنياسين.

وبينما يمكن أن يكون النقرس مؤلمًا بحدّ ذاته، فقد تبين أنه يرتبط أيضًا بحالات أخرى، مثل الأمراض القلبية الوعائية، وارتفاع الضغط، والسكري، والأمراض الكلوية.

على سبيل المثال، ربما يكون النقرس عامل مؤهب ﻹصابة النساء بأمراض القلب التاجية، حيث وجدت دراسة نشرت في عام 2015، بأن النقرس يتنبأ بخطورة متزايدة للأحداث الوعائية، والأمراض القلبية التاجية، والأمراض الوعائية المحيطية.

وجد أيضًا أن الخطر أكبر عند النساء.

من غير الواضح إن كان الرابط يعزى إلى ارتفاع حمض البول في الجسم أو إلى شيء ما آخر.

الأعراض:

الأعراض الشائعة للنقرس هي:

  • ألم مفصلي شديد، يبلغ ذروته خلال 12-24 ساعة الأولى.
  • ألم مفصلي يستمر من بضع أيام إلى بضع أسابيع، وينتشر إلى مفاصل أكثر مع الوقت.
  • احمرار، وتورّم المفاصل وألم عند الضغط عليها.

النقرس مقابل التهاب المفاصل الروماتويدي:

يتميز التهاب المفاصل الروماتويدي والنقرس بالمفاصل المؤلمة المتورمة، لكن من غير الممكن أن يكونا أكثر اختلافًا.

التهاب المفاصل الروماتويدي هو أحد الأمراض التي يهاجم بها الجهاز المناعي للجسم نفسه، مسببًا أذية النسج والأعضاء، بينما النقرس لا يملك أي ارتباط بالجهاز المناعي.

لسوء الحظ، عندما يكون النقرس حادًا، فإنه يشمل العديد من المفاصل، مما يجعل من الصعب تمييزه عن التهاب المفاصل الروماتويدي.

وبشكل واضح، إذا كان لدى المريض مستويات عالية من العامل الروماتويدي، ومضادات ببتيد السيترولين الحلقي (anti-CCP)، فهذا يمكن أن يساعد.

على أي حال، عدد قليل من المرضى يعانون من النقرس والتهاب المفاصل الروماتويدي بشكل متصاحب.

النقرس والنقرس الكاذب:

يتشابهان بشكل قريب، لكن لكل منهما ما يميّزه.

حجم الألم الذي يعانيه مريض النقرس الكاذب غالبًا أقل مما يعانيه مريض النقرس.

الاختلاف الرئيسي بين النقرس والنقرس الكاذب هو أنماط البلورات، التي تتموضع في المفاصل وتسبب الالتهاب.

فبينما تسبب بلورات اليورات أحادية الصوديوم النقرس، تسبب بلورات بيروفوسفات الكالسيوم النقرس الكاذب.

الفحص والتشخيص:

بينما يمتلك النقرس أعراضًا مميزة ويحدث الألم خلال النوبات، يمكن لهذه الأعراض أن تختفي خلال الأوقات الأخرى.

ربما يقوم الطبيب باستخلاص عينة من السائل المفصلي، وبالتالي يمكنه أن يفحصه تحت المجهر لتحري وجود بلورات اليورات.

يمكن أن ينتج عن التهاب مفاصل محددة، أعراض مشابهة للنقرس.

في حال كانت الإصابة بالإنتان متوقعة، يتحرى الطبيب في السائل المفصلي عن الجراثيم.

الفحوص الدموية يمكن أن تكشف تركيز حمض البول في الدم، وتؤكد التشخيص.

على أي حال، الفحوص الدموية في بعض الأحيان يمكن أن تسبب الضياع، فبعض مرضى النقرس لا يمتلكون مستويات غير اعتيادية لحمض البول في الدم، وبعض الأشخاص لديهم مستويات مرتفعة منه دون أن تتطوّر الحالة إلى نقرس.

بالإضافة إلى فحص الدم والسائل المفصلي، هناك أيضًا الأشعة السينية، والتصوير الطبقي المحوري، والتصوير بالأمواج فوق الصوتية، يمكن استخدامها لتأكيد التشخيص.

الوقاية والعلاج:

لا يتحسن مريض النقرس إلى أن يبدأ بتناول الأدوية التي تخفض مستويات حمض البول.

يحتاج المرضى معرفة أن تركيز حمض البول في المصل ينبغي أن يكون أقل من الهدف، والذي يساوي 6ملغ/دسل.

لا يمكن علاج النقرس، لكن يمكن السيطرة عليه بشكل جيد، أو حتى بشكل كامل، باتباع الخيارات الصحيحة من الأدوية ونمط الحياة.

تستخدم أدوية خفض حمض البول طويلة الأمد لعلاج النقرس، والوقاية من النوبات.

وبشكل عام، يحتاج مرضى النقرس لتناول هذه الأدوية مدى الحياة.

في حال استمروا عليها، فإن أعراض النقرس وخطورة التشوّه والعجز ستتناقص بشكل كبير.

يمكن تخفيف الأعراض المؤلمة للنقرس، باستخدام مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، والتي تقلل الألم والالتهاب حول المفاصل.

بالاعتماد على شدة النوبات، يمكن أن يعالج المرضى بأحد الأدوية التي تباع دون وصفة، كالإيبوبروفن، والنابروكسين، أو مسكنات الألم الأكثر قوة، والتي تباع بموجب وصفة، كالإندوميتاسين.

يمكن حقن الستيروئيدات القشرية، داخل المفصل المصاب لتخفيف الألم خلال ساعات.

وبالرغم من فعاليتها، ينبغي أن تستخدم باعتدال، لأنها يمكن أن تضعف العظام، أو تبطئ شفاء الجروح.

من مسكنات الألم الأخرى الشائعة المستخدمة لتسكين ألم النقرس، الكولشيسن (Colchicine).

يكون أكثر فعالية عند أخذه خلال أول 12 ساعة من بدء الأعراض.

حالما تظهر النوبات، يقوم الطبيب بوصف جرعة يومية منخفضة من الكولشيسن لدرء الهجمات المستقبلية.

بإمكان المرضى أيضًا أن يتحكموا بتكرارية النوبات، من خلال التمارين الرياضية، والحمية الغذائية المعدّلة.

ولأن حمض البول يتشكل من هضم وتدرك البورينات، فبإمكان المرضى إنقاص تركيز حمض البول في الدم من خلال إنقاص تناول الأغذية الغنية بالبورينات، كالفطر واللحوم العضوية كالكبد والكلى، والبقول المجففة، وأسماك الإسقمري البحري والأنشوفة.

ينبغي أيضًا أن يشرب المرضى كمية أكبر من الماء، وكمية أقل من الكحول، حيث يزيد الكحول مستوى حمض البول في الدم.


  • ترجمة: رنيم جنيدي
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر