«إذا كان الكون يتوسع في جميع الاتجاهات الممكنة، وفي مساحات غير محدودة، إذًا ألا يعني هذا أنه حتمًا هنالك العديد من الكواكب المختلفة هناك (كون آخر)؟ وذلك إذا كان لدينا فضاء غير محدود؟ وبالتالي فحتمًا هنالك كون آخر أو ربما عدد لا نهائي منها؟

ثم إذا كان هنالك عدد غير محدود من الأكوان، ألا يعني هذا أنه في النهاية سيكون هنالك «درب تبانة» أخرى، وكل الذي حدث هنا في مجرتنا، سوف يحدث تمامًا على المجرة الأخرى.

أيضًا سوف يكون هنالك عدد غير محدود منّا، يقومون بعمل أمور غير محدودة أيضًا.

مثلًا، في عالم آخر سأفوز أنا بجائزة نوبل للسلام، كلمة “سمكة” ستكون كلمة بذيئة، وجورج بوش سوف يكون قاتلًا متسلسلًا. أنا أريد أن أعرف إذا كان هذا ممكنًا، وعن وجود وثيقة أو نظرية تدعم هذه الفكرة أم لا؟»

ربما يكون الكون غير محدود، ولكننا نستطيع أن نرى جزءًا محدودًا منه وذلك بسبب سرعة الضوء المحدودة.

فنحن نستطيع أن نشاهد الأجزاء التي امتلك الضوء وقتًا كافيًا ليصلنا منها منذ بداية الكون -أي أننا نظريًا- يمكننا أن نشاهد كونًا بيضاويًا بقطر يصل إلى حوالي 47 مليار سنة ضوئية.

وبالتالي اذا كان لديك الوقت للتفكير بهذا فأنت غالبًا سوف تصل للنتيجة التالية: «في نقطةٍ ما، كان لا بد للكون من أن يتوسع بسرعة أكبر من سرعة الضوء» وهذه النتيجة تظهر على أنها تخالف النسبية الخاصة.

في الحقيقة، هذا ما نعتقد أنه حدث فعلًا، خلال فترة تسمى بمرحلة الـ «التضخم»، وهي لا تخرق قوانين النسبية الخاصة لأنها ليست حركة مكانية (ليست داخل الكون) ، وإنما هي توسع للفضاء بحد ذاته.

وبالعودة لسؤالك: إذا كان الكون لا محدودًا في المنطقة وراء الأفق، فهل يعني هذا أن هنالك عددًا لا محدودًا “منك” هناك؟ أتساءل إذا كنت قد درست الاحتمالات في المدرسة؟ إذا لم تفعل فلن تفهم التالي…

لأنه، وإذا كان هنالك عدد محدود من احتمالات حدوث شيء ما (على سبيل المثال تكون كوكب حول نجم، أو تكون مجرة)، إذًا وفي كونٍ لا محدود سوف يكون هنالك عدد لا محدود أيضًا من هذا الشيء.

وبالتالي سوف يكون هنالك عدد لا محدود من المجرات والكواكب في كون لا محدود. في المقابل، إذا كان هنالك احتمال صغير جدًا لحدوث أمرٍ ما، فبالتالي، وفي كونٍ غير محدود، سوف يكون هنالك عدد محدود (1 على سبيل المثال) لحدوث مثل هذا الأمر.

وبالتالي سوف افترض أن احتمالية وجود إنسان متطابق بالتركيبة الجينية وطريقة التفكير ستكون صغيرة للغاية (وهذا يعتمد على مقدار التعقيد الذي تفترضه بالإنسان) – بالتالي، فهنالك شخص واحد منك!

والناس يستخدمون هذه الفكرة تحديدًا لمعارضة الفكرة القائلة بوجود حياة ذكية في هذا الكون الكبير.

لأنه إذا كانت احتمالية تشكل الحياة هي احتمالية بالغة الصغر، فبالتالي لا يمكن أن يوجد إلا كوكب واحد يدعم الحياة.

وأنا أعتقد شخصيًا أن احتمالية تشكل الحياة محدودة أكثر من تشكل الإنسان نفسه.

الإجابة لـ Karen Masters.


  • ترجمة: أسماء الدويري
  • تدقيق:  جعفر الجزيري
  • تحرير: أحمد عزب

المصدر