يُعد الكوكب الأحمر مكانًا مثيرًا للاهتمام، لكنك لن ترغب بالعيش فيه.

في الواقع لا يمكنك أن تفعل.

فدرجات الحرارة تتغير بعنف -قد يصل يوم الصيف في خط الاستواء المريخي إلى 70 درجة فهرنهايت (21 درجة مئوية)، ولكن في تلك الليلة يمكن أن ينخفض إلى ناقص 100 درجة فهرنهايت (ناقص 38 درجة مئوية)-.

الغلاف الجوي رقيق ويتكون أساسًا من ثاني أكسيد الكربون.

والإشعاع من الفضاء يضرب السطح، دون أن يعيقه جو سميك أو حقل مغناطيسي قوي.

هذا الإشعاع هو المسؤول جزئيًا عن تجريد الغلاف الجوي على سطح المريخ.

يقترح بعض علماء ناسا، إصلاح هذه المسألة الأخيرة من خلال إنشاء حقل مغناطيسي للمريخ.

على الأرض، لدينا مجال مغناطيسي قوي.

وهذا ربما يرجع إلى لب الحديد الخارجي المنصهر في قلب الكوكب.

يدور الحديد المنصهر حول لب صلب داخل الأرض، يحركه جزئيًا (تأثير كوريوليس- Coriolis effect) بتأثير من دوران الأرض.

يمكن أن يكون هذا مصدر الغلاف المغناطيسي، الذي يعمل تقريبًا مثل حقل قوة ضد أنواع كثيرة من الإشعاع.

كتب (إميلي لاكدوالا-Emily Lakdawalla) لجمعية الكواكب واصفًا المريخ: ليس لدى المريخ غلافٌ مغناطيسي مثل الأرض، على الرغم من ذلك، كما تشير الأدلة إلى أن هذا ليس هو الحال دائمًا.

في الآونة الأخيرة، تجمع العلماء في ورشة عمل لرؤية الكواكب بحلول 2050 واقترحوا بعض الطرق التي قد تعيد إدخال مجال مغناطيسي أقوى بكثير إلى المريخ.

وفقًا لما أورده مدير قسم علوم الكواكب التابع لوكالة ناسا الدكتور (جيم غرين-Jim Green) وزملاؤه، فقد نتمكن من استعادة المجال المغناطيسي حول المريخ من خلال نشر بنية ضخمة في مدار محدد حول المريخ.

وسيحافظ الهيكل على وضع نسبي بين المريخ والشمس.

مغناطيس قوي على بناء ضخم يمكنه إعادة توجيه الإشعاع الشمسي بعيدًا عن كوكب المريخ.

سيكون مثل مظلة عملاقة، لكن بدلًا من صد المطر فإنه سيمنع الاشعاع.

وفيما يلي صورة قام برسمها غرين وزملاؤه لتجسد المشكلة وحلها المحتمل.

هل سينجح ذلك؟

من الصعب الإجابة.

ويسارع الدكتور غرين بالاعتراف بأن العديد من العلماء قد يشعرون بأن فكرته «خيالية».

ولكن إذا تمكنا من فعلها، فقد يستقر الغلاف الجوي حول المريخ.

ويبدأ بتسخين الكوكب، مما يسمح بتدفق الماء السائل على سطحه.

وربما نحتاج وقتًا كافيًا لتشكيل الكوكب بحيث يمكن أن تعيش فيه الأشكال الحية على الأرض دون الحاجة إلى نقل أنابيب مضغوطة من الأوكسجين.


  • ترجمة: مصطفى العدوي
  • تدقيق: أسمى شعبان
  • تحرير: طارق الشعر
  • المصدر