يوم تواجه الأرض عجز الميزانية: البشر يستهلكون موارد سنة كاملة في سبعة أشهر فقط!


هناك تاريخ من كل عام، حين يتراجع رصيد العالم من الموارد عن خط العجز. هذا العام، كان تاريخ حدّ العجز يوافق الثاني من آب/أغسطس. من بعده نستكمل العام في منطقة الخطر.

هذه النقطة هي النقطة التي تصل عندها كمية الموارد الطبيعية (مثل الأشجار، والأسماك، والمياه) التي يستهلكها الإنسان من الطبيعة إلى مجموع ما يمكن للأرض أن تنتجه في عام كامل.

وهي كذلك النقطة التي تصل عندها كمية انبعاثات الكربون إلى الكمية القصوى التي تستطيع الغابات والمحيطات امتصاصها. وبحسب شبكة الأثر البيئي العالمية (Global Footprint Network)، فهذا قد حدث بالفعل في خلال سبعة أشهر فقط.

هذا الزمن هو الأقصر على الإطلاق، أستراليا تحديدًا لا تساعد في تحسين ذلك: فلو عاشت كل البلاد بنفس الطريقة التي تعيش بها أستراليا، فإن حدّ العجز قد يتراجع إلى مارس!

وإذا ظننت أن هذا الديْن ليس من شأنك، فبإمكانك أن تتابع بنفسك عن طريق حاسب الأثر البيئي (Footprint calculator)، وتقارن النتائج بالتاريخ الخاص ببلدك.

خلال العام 1971 كانت الأرض في نقطة تعادل، قبل كذلك كان الفارق في جانب الفائض (بدأت الأمم المتحدة في جمع هذه البيانات في عام 1961).

منذ ذلك الحين، أخذ هذا التاريخ يزحف مبتعدًا عن ديسمبر، فصرنا نستهلك من موارد الأرض أكثر، بينما نحدّ من قدرتها على تعويض تلك الموارد.

هذه المعادلة لها أربعة متغيرات:

  •  قدر استهلاكنا.
  •  قدر الفعالية (efficiently) التي تصنع بها المنتجات.
  •  كم يبلغ عددنا.
  •  كم تبلغ قدرة النظام البيئي على الإنتاج.

ووفقًا لحسابات الشبكة، فالبشر يستهلكون ما ينتجه 1.7 كوكب من الموارد في عام.

لكبح جماح مصروفنا البيئي، يحتاج البشر إلى دفع حدّ العجز للأمام 4.5 يوم كل عام، ليتمكنوا من الاكتفاء بموارد كوكب واحد بحلول عام 2050.

في حديثها لموقع الحوار (The conversation) الإخباري، تقول بوني مكباين (Bonnie McBain)، إحدى مدرّسات علوم الاستدامة بجامعة نيوكاسل (Newcastle)، أن الفكرة صعبة الفهم، لأننا نستمر في الحياة، بينما نستهلك موارد أكثر فأكثر. وفي سياق حديثها استخدمت التشبيه التالي: «تخيّل حوض استحمام مليء بالماء، حيث الصنبور مفتوح، وغطاء البالوعة مرفوع في نفس الوقت. من الممكن لبعض الوقت أن يفيض ماء من الحوض أكثر مما يدخل إليه بدون أن ينفد ماء الحوض. يعود هذا إلى أن الماء الموجود في الحوض يعمل كمخزون احتياطي. بالمثل، ينطبق الأمر على الطبيعة».

تقول مكباين في حديثها لموقع (ABC)، أن أكثر من عامل كان له دور في الأمر. ففي بحثها، الذي قارن الآثار البيئية المستقبلية بأبحاث حدود الكوكب القصوى (الحدود التي يصبح عندها تجاوز الاستهلاك خطرًا بشكل غير مقبول)، وجد أن الأثر البيئي لزراعة المحاصيل (Cropping Footprint) من المرجح أن يتجاوز حدّ الكوكب الأقصى لتطهير الأراضي ما بين عامي 2025 و2035.
نعم: قد يحدث هذا في خلال أقل من 10 سنوات.

تتابع مكباين: «إنها فرصتنا لنصغي إلى التحذير ونبدأ في وضع سياسات حاكمة، وهو الأمر الذي يستهدفه البحث».


  • ترجمة: إبراهيم صيام
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر