صرَّح باحثون في كوريا الجنوبية أنَّ الفئران المعرّضة لدخان السجائر ظهر لديها التهاب القولون، وهو التهاب مشابه لمرض كرون، كما تمَّ تحديد بروتين نوعي للكريات البيضاء والالتهاب والمسؤول عن هذا التأثير.

هذه الدراسة قد تساعد العلماء لتطوير علاجات جديدة لأمراض الأمعاء الالتهابيَّة كمرض (كرون)، كما قد تساعد على زيادة الوعي لخطر التهاب القولون بين المدخنين.

أظهرت دراسات سابقة أنَّ التدخين يزيد بشكل كبير من خطر مرض (كرون) وهو مرض التهابي معوي ولكن الآلية التي يؤثّر بها التدخين على الجهاز المعدي المعوي كانت غير معروفة بعد، وكان الاحتمال الأكبر هو أنَّ الالتهاب الرئوي الناتج عن التدخين كان له تأثيرالتهابي أيضًا على الأمعاء.

يقول هيونسو باي (Hyunsu Bae) من جامعة كيونغ هي (Kyung Hee University) في كوريا الجنوبيَّة: «الطريق الهوائي والأمعاء لديهم قواسم مشتركة كثيرة، والمثير للاهتمام أنَّهُ في الطبّ الكوريّ التقليديّ، كانت العلاقة بين الرئة والأمعاء الغليظة علاقة مؤكَّدة، ومن المحتمل حدوث مرض كرون عند الأشخاص المصابين بالأمراض الرئويَّة مما يقترح علاقة بين الالتهابين الرئوي والمعوي».

للتحرّي حول صحة ذلك الاحتمال عرَّض باي وزملائه الفئران للدخان من عشرين سيجارة يوميًّا وفحص الباحثون الرئة والقولون بحثًا عن التهاب فيهما.

بالمقارنة مع الفئران المعرَّضة للهواء النقيّ، فإن الفئران المعرَّضة للسجائر ظهر لديها كميات كبيرة من الالتهاب في رئتهم ونوع من الالتهاب في قولونهم شبيه بمرض كرون، ووجد الباحثون مستويات متزايدة من المخاط والالتهاب في القولون ودمّ في براز الفئران المعرضة للدخان وأيضًا مستويات متزايدة من الخلايا التائيَّة المساعدة، وهي نوع من الكريات البيضاء التي كانت تفرز بروتين سابق للالتهاب يُدعى (الإنترفيرون غاما – interferon-gamma).

تحرَّى الباحثون بعدها فيما إذا كان البروتين هو المسؤول عن الالتهاب المحرَّض بالتدخين، وكرّروا التجربة مع الفئران التي لديها مستويات منخفضة جدًّا من الخلايا التائيَّة المساعدة ومع الفئران التي لم تنتج بروتين الإنترفيرون غاما، وفي الحالتين لم يتطوَّر لدى الفئران التهاب قولون عند التعرُّض لدخان السجائر.

وفي ذلك الوقت كان الباحثون واثقون أنَّ الخلايا التائيَّة المساعدة هي المسؤولة عن الالتهاب المحرَّض بالتدخين، ولكن لم يكونوا متأكدين اذا كان من الممكن أن تتفعَّل هذه الكريات البيضاء بدخان السجائر في الرئتين وأن تتجّه إلى القولون لتسبّب التهاب القولون.

ولاختبار ذلك، عرَّض الباحثون الفئران لدخان السجائر ثمَّ قاموا بعزل الخلايا التائيَّة المساعدة من نسيج قرب الرئتين وحقنوا بعدها الحلايا في فئران لم تتعرَّض لدخان السجائر أبدًا، وكانت الصدمة!

فقد هاجرت الخلايا المحقونة الى القولون وتطوَّر التهاب الكولون لدى الفئران غير المعرضة للدخان بعد ذلك بفترة قصيرة.

جينجو كيم (Jinju Kim)، باحث آخر في الدراسة، يقول: «نتائجنا تبيّن أنَّ تدخين السجائر يفعّل خلايا كريات بيضاء محدَّدة في الرئة والتي قد تتحرَّك فيما بعد الى القولون، مثيرةً التهاب في الأمعاء، والمدخنين وبخاصَّةً من لديهم أمراض معويَّة عليهم الإقلال من التدخين، هذه النتائج قد تساعد العلماء أيضًا على تطوير أدوية جديدة لداء كرون».


  • ترجمة: طارق برهوم.
  • تدقيق: صهيب الأغبري.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر