لا يجدر بك الاستهانة بفليلفة كارولينا، إذ تُسجل ما يقارب ال1.75مليون وحدة على مقياس سوكفيل للأطعمة الحارّة، وعلى الرُّغم من اسمها، وشكلها.

ما يزال العديد من الأشخاص يتناولون هذا الطعام الحارّ بشكلٍ جنونيٍّ لمجرّد المتعة، أو من باب الاستكشاف، ولكن وبحسب دراسة حالة نُشرَت في المجلة البريطانية الطبية ” The British Medical Journa“ انتهى المطاف برجل تناول فليفلة كارولينا في المستشفى.

إذ أُصيب بآلامٍ في الرقبة والرأس بعد تناوله لها، ثم بدأ الصداع، وكتب الباحث من مركز باسيت الطبّي في كوبرز تاون في نيويورك: «لقد عانى في الأيام القليلة التالية من صداعٍ رعديًّ (Thunderclap headaches) مرتين على الأقل، واستمرَّ لثوانٍ معدودة، وكان الألم شديدًا مما استدعى زيارته للطوارئ».

يعتبر صداع الرّعد، أو صداع قصف الرّعد صداعًا شديدًا يستمر لفترة قصيرة من الزمن، عادةً ما تكون ثوانٍ، أو دقائقَ من الألم الحاد، وعندما أجرى الأطباء فحوصات على المريض، وصوَّروه بالرّنين المغناطيسي، وبالأشعة المقطعّية، اتضح منها أن كل شيء طبيعي، لكنهم اكتشفوا تغيُّرًا في بعض أوعية الدماغ، إذ تضيقت أجزاء من شرايين دماغه الداخلية، والمتوسطة، والخلفية.

تُعرف هذه الحالة بمتلازمة تضيُّق الأوعية الدموية العكوسة “Reversible cerebral vasoconstriction syndrome”، والتي كانت السّبب بصداع الرعد الذي أصابه، والتي قد تحدث في بعض الأحيان بسبب بعض الأدوية، إلا أنَّ جسمه لم يحتو على أيّ أثرٍ للأدوية، بحسب فحصٍ للبول، مما جعل الأطباء يعتقدون بأن الفليفلة التي تناولها هي السبب.

ويشير إلى ذلك الباحثون بقولهم: «نظرًا لتطور الأعراض لدى المريض فورًا بعد التعرض لمادة فعالة معروفة، فمن المعقول أن تكون إصابته بمتلازمة تضيق الأوعية الدموية العكوسة نتيجة لتناوله فليفلة كارولينا».

ومن المُثير للاهتمام أنَّ هذه لم تكن المرة الأولى التي تسبب فيها فليفلة كارولينا هذا النوع من المشاكل لدى من يتناولها، وبحسب ما أخبره الباحث كولوثونجان جوناسيكاران لصحيفة الغارديان: «وجدنا عددًا من الحالات المشابهة عندما بحثنا في الدراسات».

وأظهرت ورقة بحثيّة أخرى نُشرت في مجلة طب الطوارئ “The Journal of Emergency Medicine” تقيُّؤ رجل تناول فليفلة تدعى بفليفلة الشبح، تقيُّؤًا حادًّا تسبّبَ بتمزق مريئه، لينتج عن ذلك ثقبًا فيه بقطر 2.5 سم.

ومع هذا لا تُعتبر كل من فليفلة كارولينا، وفليفلة الشبح الفليلفة الأكثر حرارة في العالم، إذ تدعى الفليفلة الأكثر حرارة بفليفلة إكس، وتسجل 3.18 مليون وحدة على مقياس سكوفيل للأطعمة الحارّة، وتأتي في المرتبة الثانية فليفلة نَفَس التنِّين “Dragon’s Breath”، وتُقدَّر حرارتها ب2.48 وحدة على مقياس سكوفيل.

وعلى الرُّغم من فوائد الفليفلة الحارة العديدة لصحة الإنسان، إلا أنه يجدر به تجنب تناول الحار بصورة استثنائية كالتي ذكرناها، ما لم يرغب بأن تصبح حالة مرضيّة غريبة.


  • ترجمة: ميس أبو شامة
  • تدقيق: ماجدة زيدان
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر