وفقاً لوكالة الأخبار الهندية NDTV، فقد عُثر على ما يقارب 3000 طفل مفقود في نيودلهي في غضون أربعة أيام فقط من اعتماد مركز شرطة المدينة برنامجًا تجريبيًّا جديدًا.

ألا وهو نظام التعرّف على الوجه.(FRS) ويعتبر هذا خطوةً متقدّمةً عن أسلوب عُلب الحليب، (أسلوب قديم انتشر في أواخر ثمانينات القرن الماضي يعتمد على طبع صور الأطفال المفقودين على عُلب الحليب من أجل التعرّف عليهم).

إنّ تعقّب آلاف الأطفال الذين يختفون كلّ عام في دولة يصل تعداد سكانها إلى أكثر من 1.3 مليار نسمة يُعدّ مهمّة صعبة ومستحيلة. وفقًا لوزارة المرأة وتنمية الطفل في الهند، فقد أُبلِغ عن فقدان أكثر من 240000 طفل بين عامي 2012 و2017 فقط، على الرغم من أنّ العدد الحقيقي قد يكون أعلى.

تقدّر بعض المنظّمات أنّ العدد الحقيقي للأطفال المفقودين يقترب من 500000 طفل مفقود في السنة.

ولتكثيف جهود البحث، فقد أنشأت الوزارة قاعدة بيانات على الإنترنت على المستوى الوطني سُمّيت (TrackChild) أو (تعقّب الطفل)، إذ يمكن نشر صور الأطفال المفقودين (أو الذين عُثِر عليهم) وعرضها، ويمكن مشاركة معلومات الشرطة بين الوكالات والمواطنين.

وعلى الرغم من أنّ هذا المصدر الرقمي قد أصبح أداة مفيدة، إلا أنّ تراكم الصور أصبح كبيرًا بحيث لا يمكن للمسؤولين التعامل معه.

لذلك، طوّرت منظّمة تُعنى برعاية الطفل تُدعى باتشابان باشاو أندولان-Bachpan Bachao Andolan (BBA) أو (حركة إنقاذ الطفولة) برنامجًا بنظام التعرّف على الوجه (FRS) لأتمتة عملية مقارنة الصور في قاعدة بيانات TrackChild. لا تتوافر في الوقت الحالي تفاصيل خوارزمية التعرّف على الوجه الخاصّة التي يستخدمها هذا البرنامج، ولكن تستخدم أنظمة (FRS) الحالية إحدى أو كلتا الطريقتين الرئيستين – الهندسية أو الفوتومترية (الضوئية).

أطفال صغار يحملون صورة لفتاة مفقودة في الهند. في دلهي، ثاني أكبر مدينة حضرية في العالم، يختفي فيها حوالي 22 طفلًا كلّ يوم.

تُحلّل الخوارزميات الهندسية الوجوهَ وتقارن بينها من خلال تحديد المسافات والسّمات المميّزة وملامح الوجه البارزة (تحديد شكل الوجه وحجمه بدون التدقيق الشديد في الملامح)، في حين تُجزِّئ الخوارزميات الضوئية الصور إلى بكسلات على شكل بيانات من تدرّجات الظل التي يمكن مقارنتها بعد ذلك.

وبالنظر إلى أنّ الخوارزميات الضوئية تتطلّب العديد من مراجع الصور قبل إجراء عملية المقارنة، فمن المستبعد أن يحوي نظام (FRS) هذا على هذه التقنية.

بسبب بعض القضايا البيروقراطية المربكة إلى حدٍّ ما، لم يُنفَّذِ المشروع التجريبي لنظام (FRS) إلى أن تدخّلت محكمة دلهي العليا لمساعدة دوائر الشرطة. ومع ذلك، وبعد الحصول على الموافقة، تمكّن نظام (FRS) من التعرّف على 2930 طفلًا بعد إدخال 45000 صورة طفل إلى قاعدة بيانات .TrackChild

وصرّح الناشط في منظّمة (BBA) السيد بهوان ريبو قائلًا: «يوجد في الهند حاليًّا ما يقارب 200000 طفلٍ مفقود ونحو 90000 طفل سُجِّلوا في مختلف مؤسّسات رعاية الأطفال. يكاد من المستحيل على أيّ شخص أن يحاول مطابقة صور الأطفال بنفسه».

ويُضيف: «لا يهمّ ما إذا كانت أقسام الشرطة الأخرى تستخدم البرنامج أم لا. حتّى إذا كان هنالك قسم واحد لديه هذا البرنامج، فإنّ تفعيل عمل جميع قواعد البيانات الخاصّة فيه، وتحت إشراف وزارة المرأة وتنمية الطفل، سيحقّق النتائج المطلوبة، والتي يمكن مشاركتها بالتالي مع الأقسام الأخرى».

من غير الواضح حتّى الآن ما إذا كان النظام بحاجةٍ إلى تخطّي المزيد من العقبات القانونية قبل أن يُضاف بشكلٍ دائمٍ إلى برنامج TrackChild.


  • ترجمة: حسام صفاء
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي
  • تحرير: رؤى درخباني

المصدر