أُضيفت دراسة أوربية جديدة إلى العدد المتزايد من الأدلة التي تقول أن هيكل ونمط فعاليات الدماغ عند المراهقين المتحولين جنسيًا يشبه بصورة كبيرة الجنس المراد التحول له بدًلا من الجنس الذي أُعطي لهم عند الولادة.

قالت الدكتورة جولي بايكر حول النتائج التي توصل إليها فريقها، والتي من المقرر أن تعرض في الاجتماع السنوي للجمعية الأوربية للغدد الصماء في برشلونة: «على الرغم من أن هناك حاجة للمزيد من البحوث، نحن الآن نملك أدلة على أن الاختلافات الجنسية للدماغ تختلف عند الشباب المصابين باضطراب الهوية الجنسية».

«سنصبح بعد ذلك أفضل تجهيزًا لدعم هؤلاء الشباب، بدلًا من إرسالهم إلى الطبيب النفسي على أمل أن تختفي آلامهم بشكل تلقائي».

بعد عقود من البحوث في العوامل الجينية، تبنّى مقدمو الخدمات الطبية وأخصائيو الصحة العقلية في معظم الدول في الغرب النظرية السائدة التي تقول أن التوجه الجنسي والهوية الجنسية يتكونان في الدماغ خلال التطور الجنيني.

التطورات الأخيرة هذه مهمة للأشخاص المتحولين جنسيًا.

قبل أن يتقبّل المجتمع العلمي حقيقة أن الهوية الجنسية هي أمر فطري، تم اعتبار القلق وعدم الراحة التي يشعر بها المتحولون جنسيًا من عمر صغير للغاية لأنهم لا يشعرون بأنهم في جسدهم الصحيح، على أنه اضطراب نفسي.

الآن، تم اعتبار اضطراب الهوية الجنسية حالة تتطلب عناية لتجنب التداعيات النفسية الخطرة لاحقًا في حياتهم.

بالأخذ في الحسبان التحديات العاطفية التي يمر بها المتحولون جنسيًا، بالإضافة إلى العلاج الهرموني لتأخير البلوغ أو للحصول على الصفات الجسدية المطلوبة، اتفق العلماء على أن التشخيص المبكر لاضطراب الهوية الجنسية هو أمر ضروري من أجل إعطاء هؤلاء الأشخاص أفضل بداية في حياتهم.

وفي محاولاتهم للعثور على أداة تشخيص مناسبة، اتجهت بايكر وزملاؤها لجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي سمح للباحثين بقياس حجم مناطق الدماغ وملاحظة كيفية عملها عند التعرض لإيعاز معين.

تكونت الدراسة من ثماني مجموعات واحتوت كل مجموعة 20 شخصًا: متوافق جنس ذكر ومتوافق جنس أنثى قبل سن المراهقة، ذكر وأنثى مصابان باضطراب الهوية الجنسية في عمر الطفولة، متوافق جنس ذكر وأنثى في عمر المراهقة، ذكر وأنثى مصابان باضطراب الهوية الجنسية في عمر المراهقة.

وبعدها وُضع المشاركون في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي وربطوهم على أنبوب أنفي يزودهم بفيرومون ذكري يسمى آندروستادينون (androstadienone) – والمعروف بقدرته على إحداث استجابة أكبر في الغدة النخامية عند المتوافقين جنسيًا من الإناث – وتم إعطاء هواء نقي لمجموعة المراقبة.

وكتب الباحثون: «وجدنا أن استجابة الغدة النخامية لكل من الإناث والذكور المراهقين الذين شُخّصوا باضطراب الهوية الجنسية كانت مشابهة أكثر لجنسهم الذي يشعرون به بدلًا من الجنس الذي ولدوا به، والذي يدعم فرضية وجود تمايز دماغي بين الجنسين عند الأفراد».

أكدت تحليلات أخرى لمناطق مختلفة من الدماغ أن حجم المادة الرمادية للذكور والإناث المتحولين جنسيًا لكلا المجموعتين العمريتين كانت مقاربة لتلك الموجودة للجنس المرغوب.

وما يثير الاهتمام، وجد الفريق أن الإناث المراهقات المصابات باضطراب الهوية الجنسية لديهن حالة عصبية غير نمطية في شبكة المعالجة البصرية، مما يظهر أن الأشخاص ذوي اضطراب الهوية الجنسية يعانون من اضطرابات في المسارات التي تتوسط الإدراك الذاتي والجسم.


  • ترجمة: سنان حربة
  • تدقيق: رزان حميدة
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر