إنّ استخدام التعديل الجيني لتعطيل بروتين يدعى (PCSK9) يُقلل من فعالية مستويات الكوليسترول في فصيل من القردة يُدعى (مكاك ريسوسي – Rhesus macaques)، وذلك بحسب الباحثين في كلية الطب بيريلمان في جامعة بينسيلفانيا، وهذا أول إثبات لاختزال التعبير الجيني طبيًا في أنموذج حيوان كبير باستخدام التعديل الجيني، ونشر الفريق دراستهم هذا الأسبوع في مجلة (Nature Biotechnology)، ووصفوا نهجًا محتملًا وجديدًا لعلاج مرضى القلب الذين لا يتقبلون مُثبطات البروتين (PCSK9) وهي نوعية العلاجات التي تُصرف بكثرة لمقاومة ارتفاع الكوليسترول.

في العادة يمنع البروتين (PCSK9) المُستقبلات من التصدي لزيادة الكوليسترول الضار في الكبد والمُسمى (LDL)، وفِي الطب السريري اكتُشِف أنّ تعطيل البروتين (PCSK9) بإمكانه خفض (LDL) الخاص بالبشر. ومع ذلك فإنّ بعض المرضى الذين يعانون من ارتفاع مستوى الكوليسترول -وهو مرض خطير في الأوعية الدموية- يتحسسون من هذه الأدوية، وتقترح الدراسة إنّ التعديل الجيني يُظهر أملًا على أنّه نهج علاجي لهؤلاء المرضى.

يقول الكاتب الأول الدكتور لِيلِي وانغ الباحث والبروفيسور المساعد في تخصص الطب: «يُعالج معظم المرضى بحقنٍ متكررةٍ من الجسم المضاد إلى بروتين (PCSK9)، لكن دراستنا أظهرت أنّ التعديل الجيني الناجح بإمكانه مساعدة المرضى الذين لا يستطيعون تحمل الأدوية المُثبطة لأنّهم لن يحتاجوا لهذا النوع من العلاج المتكرر مرةً أخرى».

مجموعة مؤلفين -في مؤسسةٍ تقنيةٍ وحيويةٍ في مدينة نيويورك وهي (Precision Biosciences)- صمموا إنزيمًا يُدعى (ميغانيوكليز – meganuclease) لتعريف وتعطيل الجين (PCSK9) على وجه الخصوص، في هذه الدراسة استعمل العلماء ناقلًا فيروسيًا يسمى (adeno-associated virus – AAV) ليحمل إنزيم الميغانيوكليز ويعطل بذلك الجين (PCSK9) في كبد الرئيسيات (رتبة من طائفة الثدييات تتضمن الإنسان والقردة وغيرها).

والحيوانات المُعالَجة باستخدام جرعة متوسطةٍ أو عاليةٍ من الناقل الفيروسي (AAV) تناقصت مستويات الـ (PCSK9) الخاصة بها بين 45% – 84% وانخفضت مستويات الكوليسترول الضار (LDL) بين 30% – 60% وكلاهما مرتبط بنتائج سريرية وانخفاض مستقر.

وأثبت التحليل الجزيئي لخزعةٍ من نسيج الكبد أنّ التعديل الجيني للطفرات المُستحدثة هو 40% – 60% من جينات (PCSK9).

والأهم هو جرعات الناقل الفيروسي (AAV) في هذه الدراسة، إذ أنّه كان آمنًا وفعالًا حين استُخدِم على التجارب السريرية في علاج استبدال جين (AAD) للمرضى المصابين بـ(الناعورية – hemophilia).

ذكر المؤلف الأول جيمس م. ويلسون البروفيسور في الطب السريري والأطفال ورئيس برنامج العلاج الجيني في (Penn): «أنتج شغلنا الأولي مع عدد من نُهُج التزويد والتعديل أكثرَ المعلومات إثارةً للإعجاب في الرئيسيات غير الإنسان وذلك حين زودناها بالناقل الفيروسي (AAV) المُعدل بالإنزيم ميغانيوكليز» وأضاف قائلًا: « سَخَّرنا خبرتنا المُمتدة لأكثر من ثلاثين سنةٍ في العلاج الجيني وذلك من أجل إحراز تقدّمٍ في نقل علم تعديل الجينوم في الكائن الحي، ومن خلال ذلك تعززت أهمية الدراسات المبكرة على الرئيسيات غير البشرية لتقييم السلامة والفعالية».

ستركز الدراسات المستقبلية على طرق تخفيف السُمية المناعية -الضرر المناعي- أو حصول تعديلٍ في مواضعٍ خارج الموقع المُستهدف في الجين (PCSK9)، بالإضافة إلى المرضى الذين يعانون من ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم كما ستعلم البيانات الاستخدام المحتمل لهذا النهج من أجل معالجة طيفٍ واسعٍ من أمراض الأيض في الكبد والتي تُسببها الطفرات في جيناتٍ أخرى.


  • ترجمة: لُبيد الأغبري
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر