يزداد اعتمادنا على مكيفات الهواء بسبب الزيادة في درجة حرارة الأرض، وهذا الاعتماد على تكنولوجيا التبريد يمكن أن يتسبب في وفاة المئات بحلول العام 2050.

هذا ما توصل إليه باحثون يدرسون تأثير مكيفات الهواء التي تعتمد على النفط والغاز والفحم للحصول على الطاقة الكافية لتشغيلها، إنّ زيادة الطلب على الهواء البارد يعني زيادةً في استهلاك الطاقة وزيادةً في المواد الملوثة التي تملأ الجو ويعني أيضًا زيادةً في الوفيات.

بحلول منتصف القرن يمكن أن يزداد معدل الوفيات بمقدار 654 وفاةٍ إضافيةٍ في الولايات المتحدة وذلك بسبب ازدياد المواد الملوثة، بالإضافة إلى 315 وفاة بسبب مستويات الأوزون العالية.

تبعًا للتصريح الذي أدلى به أحد أعضاء الفريق جوناثان باتز من جامعة ويسكونسن- ماديسون للصحفية يسينيا فونيسمن موقع(Earther): «تساعدنا مكيفات الهواء على النجاة من موجات الحرارة المرتفعة، لكن المشكلة تكمن في حال كانت تلك المكيفات تعمل على كهرباءٍ يتم إنتاجها في محطات توليد الطاقة العاملة على الفحم».

يقول الباحثون: «يكمن الحل في إيجاد مصادر أنظف للطاقة وتحسين كفاءة الطاقة وكذلك الحد من مستويات التغيّر المناخي بالدرجة الأولى».

من أجل الحصول على تخمين عن مدى السوء الذي سيؤول إليه الوضع، قام الباحثون باستخدام نماذج عددية لتوقع الزيادة في الطاقة المُستخدمة والتلوث الناجم عن محطات توليد الطاقة.

لقد غطت النماذج كل شيء بدءًا من مقدار الزيادة المتوقعة عالميًا في درجة الحرارة في الثلاثين سنة القادمة وصولًا لكيفية تأقلم الأبنية مع المناخ المتغيّر، الأرقام النهائية ما هي إلّا مجرد توقعات، لكنها تبقى تستحق أن نأخذها بعين الاعتبار.

على سبيل المثال، وجد الباحثون أنّ زيادة درجة حرارة الصيف بمقدار 3.5 Co درجة مئوية تسبب زيادةً في متوسط استهلاك الطاقة للمباني بحوالي 30%.

بوجود اقتراحات البحث هذه حول زيادة استهلاك الطاقة بسبب مكيفات الهواء بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050 ومع ارتفاع درجات الحرارة واتصال المزيد من الأمم الناشئة بالشبكة الكهربائية فسنرى مزيدًا من الضغط على النظام.

إذا ازداد استهلاك النفط والغاز والفحم فستزداد مستويات تلوّث الهواء، إنّ المواد الملوثة يمكن أن تكون نقطًا صغيرةً من الغبار أو الدخان الأسود أو قطراتٍ سائلةٍ صغيرةٍ جدًا ستزداد أيضًا، ومن المعروف أنّ لها تأثيرًا على صحة البشر.

حتى عندما لا تكون رؤية الزيادة في تلوّث الهواء ممكنةً، فإنّه لا يزال مسؤولًا عن الوفيات المبكرة بسبب مشاكل القلب أو الرئتين، ما يجعل الجو أكثر سوءًا لمرضى الربو وتدهور الجهاز التنفسي والدورة الدموية.

إنّ هدف البحث ليس منعك من استخدام مكيفات الهواء بشكلٍ كاملٍ – وهي في الحقيقة تكنولوجيا يمكن أن تنقذ الحياة في موجات الطقس الحار- لكنّ مؤلفي هذه الدراسة يريدون رؤية التحسينات في كل مرحلة، أي متى نحتاج أن نشغل هذه المكيفات ومقدار كفاءتها ومصدر الطاقة الذي يشغلها.

في النهاية، تعتمد حياة مئات الأشخاص سنويًا في الولايات المتحدة لوحدها على هذه المكيفات وهذا يعني وجوب الاستمرارية بالدفع نحو الطاقات المتجددة.

يأمل الباحثون أن تكون المناظر الطبيعية مختلفةً تمامًا بحلول عام 2050.

بقول باتز: «إنّ الحصول على الطاقة النظيفة يمكن أن يحدث بسرعةٍ كبيرةٍ».

تم نشر البحث في PLOS Medicine.


  • ترجمة: يازد حسامو
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر