يُدرك من يثق بنفسه قيمته جيدًا، ويعلم تمامًا ماذا يُريد في حياته.

يتميز الواثقون بأنفسهم بعاداتٍ وأنماط تفكيرٍ مشتركة فيما بينهم تُساعدهم على تحقيق أهدافهم.

نُقدم لك اليوم ثلاثة عشر سلوكًا لا يقوم بها الواثقون بأنفسهم؛ لتتمكن من أن تُصبح واحدًا منهم.

1- لا يعتقدون أنهم أقل استحقاقًا من الآخرين:

إحدى المُعتقدات الأساسية المسؤولة عن بناء الثقة بالنفس، هي اعتقادي أنَّ استحقاقي كفردٍ مساوٍ لحقوق الآخرين، وهذا غير مقصود به أنه لا ينبغي عليك العمل كيفما تشاء، وبالتأكيد لا يعني أن الحياة تُوزع مُكافآتها بالتساوي.

ولكن المقصود هو أن لك الحق الكامل مثل الآخرين في الدفاع عن نفسك ومطاردة أحلامك، والاستمتاع بحياتك، ولك الحق أيضًا في أن تُحدث فرقًا بالطريقة التي تناسبك.

2- لا يخافون من الشك في قدراتهم:

يدرك الواثقون بأنفسهم جيدًا أنه ليس كل شكٍ في قدراتهم أمرًا سيئًا، فأحيانًا يكون الخوف إشارةً لك إلى أنك لم تُعدّ نفسك بالشكل الكافي لحدثٍ مهم؛ كتقديم عرضٍ ما أو مقابلة شخصية أو مقابلة عمل.. إلخ.

التدرّب على ما تُخطط فعله أو قوله، سوف يمنح عقلك خبرةً تعتمد عليها عند التعرّض لضغطٍ نفسي عالٍ.

وإنَّ الشعور الداخليَّ بعدم الثقة، يكون أحيانًا السبب في توجيه الإنسان لتغيير قرارات حياته، مثل دفع الشخص للحصول على المزيد من المعلومات، أو تغيير مساره، أو الحصول على راحة.

3- لا يترددون كثيرًا:

على عكس ما ورد في النقطة السابقة، ما إن تكن في مواقف تتطلب منك اتخاذ قرارات، حتى وجب عليك اتخاذ القرار سريعًا دون ترددٍ أو خوفٍ من أن يكون القرار خاطئًا.

4- لا ينتظرون الخطوات الكبيرة:

من الممكن أن يخطوا خطواتٍ صغيرة في حياتهم بشكلٍ شجاع.

عندما تريد أن تضع تَخيُلًا عن شخصٍ واثقٍ بنفسه، فمن المحتمل أنك تتخيل شخصًا يقوم بتصرفاتٍ كبيرة وجريئة، كترشيح نفسه لمنصبٍ مُعيّن، أو تقديم عرض زواج من خلال شاشة عرض كبيرة بالشارع، ولكن هذا غير دقيق، فمن الممكن أن تمتزج الخطوات الصغيرة بالشجاعة أيضًا؛ هذه التغييرات الصغيرة المتتالية تصبح أساسًا لتغييرات أكبر، عن طريق إحساسك بتحقيق الإنجاز، أو دعم الآخرين لك.

5- يعرفون الفرق جيدًا بين الثقة بالنفس والغرور:

يخاف البعض من الشعور بالثقة؛ لأنهم لا يريدون مُضايقة الآخرين، أو فرض شخصياتهم، ولكن، تختلف الثقة بالنفس تمامًا عن الغرور أو النرجسية.

في حقيقة الأمر، عندما تشعر بالثقة بالنفس، تصبح أقل استغراقًا في التفكير في أمورك، وعندما تتوقف عن القلق بما يُمكن أن يحدث مستقبلًا، تستطيع توجيه اهتمامك وتركيزك لما يحدث حولك الآن.

6- لا يخشون النقد أو التعارض:

يقبل من يثق بنفسه النقد البنّاء، مُحاولًا الاستفادة منه دون خلق تبريرات، عندما يتلاشى إحساسك بقيمتك، تستطيع حينها تَقبُّل النقد أو حتى الرفض دون أن تشعر بإحباط.

وبالمثل، لا تعني الثقة بالنفس أن تُقلل من الآخرين عند حدوث تعارضٍ أو خلافٍ فكريٍّ بينكم.
من الممكن أن تُعبّر عن آرائك بإقناع وأدلة، تاركًا مساحة لسماع آراء الآخرين، ومن الممكن أيضًا الوصول إلى حلٍ وسط.

7- لا يخافون الفشل:

لا تعني الثقة أنك لن تفشل، وهي كذلك لا تعني أنك سوف تظل مبتسمًا دائمًا، ولن تشعر بقلق أو شكٍ في قدراتك؛ وإنما المقصود بها أنك تصبح قادرًا على تخطي هذه المشاعر عند مرورك بها، لتتغلب على التحدي القادم.

8- غير ملزمين بإتمام جميع الأشياء على أكمل وجه:

الميل إلى الكمالية (إتمام جميع الأمور على أكمل وجه وعدم الرضا عن أي نقص) يُعتبر من أنماط التفكير الخاطئ، والتي تساهم في فقدان الثقة بالنفس، إذا كنت تعتقد أنه يجب عليك أن تفهم جميع الأمور قبل اتخاذ قرارٍ معين، فهذا الاعتقاد قد يحيل بينك وبين فعل الأمور وتقديرك لها.

9- لا يصدقون كل ما يشاهدونه في الإعلانات:

صُمِّمَت العديد من الإعلانات لجعلك تشعر بالنقص، تبدأ الشركات التي تَود أن تبيع منتجاتها عادةً بجعلك تشعر أن هناك أمرًا سيئًا فيك، يحدث هذا غالبًا عن طريق طرح مشكلةٍ في جسمك لم تكن لتلاحظ وجودها أبدًا دون مشاهدتك الإعلان.

10- لا يصدقون كل ما يرونه على مواقع التواصل الاجتماعي:

من السهل تصديق أنَّ جميع من حولك يعيشون حياةً زوجية مثالية، أو يعملون في وظيفة أحلامهم، أو حتى لديهم مظهر عارضي الأزياء العالميين.

ولكن تذكّر جيدًا أنَّ ما ينشره الناس على منصات التواصل الاجتماعي يُعدَّل ويُحسّن بشكلٍ كبير قبل نشره.

يمتلك الجميع أيامًا سيئة، فترات شكٍّ في القدرات والنفس، وعيوبًا جسمانية، هم فقط لا يعرضونها على الفيسبوك.

11- لا يتجنّبون تجربة الأمور الجديدة عليهم:

كلما دفعت نفسك إلى تجربة أمورٍ جديدة عليك، تبدأ في إدراك حقيقة أن الفشل والأخطاء يؤدون إلى النضج، وستترسّخ حقيقة كون الفشل جزءًا من الحياة في مُعتقداتك.

وعلى النقيض، كلما كنت مُستعدًا للفشل نجحت أكثر؛ لأنك لا تنتظر من كل شيءٍ أن يحدث بكفاءةٍ تُعادل المئة بالمئة حتى تتخذ قرارك، كلما ازدادت محاولاتك في فعل أمرٍ ما، ازدادت فرصك في تحقيقه.

12- لا يركزون كثيرًا على أنفسهم:

من الممكن أن تبدو هذه النقطة مُخالفةً للتوقعات، ولكن كلما ازدادت ثقتك بنفسك، قلَّ تركيزك على ذاتك. جميعُنا يذنب في حق نفسه عندما يمشي في غرفةٍ ويفكر أنَّ «جميع من فيها ينظرون إليّ، أنا بدينٌ وقصيرٌ في نظرهم، كل أقوالي غبيةٌ بالنسبةِ لهم!».

الحقيقة أن الجميع مشغولون بأفكارهم والأمور التي تقلقهم، عندما تتوقف عن التركيز على نفسك وتصرفاتك، تستطيع حينها التعامل مع الآخرين بصدق.

13- لا يتركون الآخرين يحددون لهم أهدافهم:

لا أحد يستطيع إخبارك بما هو الأكثر أهمية بالنسبة لك، بالتأكيد ثقافتنا ستقول، إنَّ امتلاك وظيفةٍ أفضل، ومنزلٍ أكبر، وسيارة أحدث هو كل ما نريده لنشعر بالسعادة.

يتطلب الأمر الكثير من القوة والاقتناع لمخالفة هذه التوقعات المجتمعية السائدة، لا تعني الثقة بالنفس دائمًا اتخاذ خطواتٍ كبيرة، إنما الثقة عندما تستطيع أن تقول: «لا، هذه الفرصة لا تناسبني في الوقت الحاليّ».


  • ترجمة: مايكل ممدوح
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر