لا يستطيع فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV البقاء لمدّة طويلة خارج جسم الإنسان، ولا يستطيع التكاثر دون الإنسان كعائل له.

لا توجد إجابة واحدة للسؤال عن أطول مدّة يستطيع الفيروس خلالها البقاء خارج الجسم، لأن الإجابة تعتمد على السائل الذي يوجد فيه الفيروس.

فقط سوائل معيّنة هي التي تحمل فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV، وتتضمّن السائل المنوي، الدم، السوائل المهبلية، وحليب الثدي.

ينتقل فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV عند تلامس هذه السوائل مع الأغشية المخاطية في الجسم، مثل (المستقيم – Rectum)، (المهبل – Vagina)، (العضو الذكري – Penis)، وحتى الفم أيضًا.

وفي هذه المقالة، سوف نتعرّف على العوامل التي قد تؤثر على المدّة الزمنية التي من الممكن خلالها أن يبقى الفيروس خارج الجسم، وكذلك الطرق التي من الممكن أن ينتشر بها هذا الفيروس.

المدّة التي يمكن لفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV البقاء خلالها خارج الجسم

لا يوجد مدّة زمنية محددة ينجو خلالها الفيروس في سوائل الجسم، واعتمادًا على عوامل معينة قد يستطيع الفيروس البقاء لعدّة أسابيع.

ومن العوامل التي تؤثر على مدة بقائه خارج الجسم:

  •  نوع وكمّية سائل الجسم الذي يوجد به الفيروس.
  •  درجة الحرارة.
  •  درجة حموضة البيئة المتواجد فيها.
  •  التعرّض لأشعة الشمس.
  • الرطوبة.

ومن الجدير بالذكر أن الوقت الذي يستطيع خلاله فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV البقاء خارج الجسم يختلف من سائل لآخر.

أوّلًا: الدم Blood

من أكثر السوائل التي يمكن من خلالها انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV هو الدم، فهو الأعلى تركيزًا للفيروس من بين السوائل الأخرى.

هذا وقد يستطيع فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV البقاء في الدم الجاف لمدّة تصل إلى 5-6 أيام، وقد يستمر لفترة أطول إذا لم يتعرض للهواء، كوجوده مثلًا داخل الحُقَن.

ومن العوامل الأخرى التي تمكّنه من البقاء كمّية الدم الموجود في الحُقنة، ودرجة حرارة البيئة المحيطة به.

ووِفقًا لموقع (إيدز ماب – Aidsmap)، تشير إحدى الدراسات -والتي أجريت على أكثر من 800 حُقنة تحتوي على كمّيات مختلفة من الدم- إلى أن الفيروس من الممكن أن تتعدّى فترة بقائه 11 يومًا.

ثانيًا: السائل المنوي Semen

يحتوي السائل المنوي على ثاني أعلى تركيز للفيروس بعد الدم، وذلك وِفقًا لمؤسّسة (سان فرانسيسكو لمكافحة الإيدز – San Francisco AIDS Foundation)، وقد أشارت إلى أن السوائل المهبلية أقل تركيزًا للفيروس مقارنةً بالسائل المنوي.

وأشار (إيدز ماب – Aidsmap) أيضًا إلى أن الدراسات التي حاولوا فيها زراعة الفيروس من عيّنات السائل المنوي لم تنجح حتى الآن، وهذا يكشف لنا أن مقدار ومعدّل بقائه في السائل المنوي منخفضان جدًا.

لذلك من غير الممكن أن يصاب الشخص بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV عن طريق ملامسة الواقي الذكري الذي يحتوي على الحيوانات المنوية للشخص المصاب، وهذا يرجع إلى السرعة التي يموت بها فيروس العَوَزِ المَنَاعِي البشري HIV في السائل المنوي، وذلك وِفقًا لمنظمة (أفيرت – Avert) الخيرية.

ثالثًا: السوائل المهبلية Vaginal fluids

بالرغم من إمكانية نقل السوائل المهبلية لفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV، فهي تحتوي على تركيز أقل للفيروس مقارنةً بالدم والسائل المنوي، والسبب غير واضح في هذا الأمر، فيمكن القول إنه من الممكن أن الهرمونات وأنواع الخلايا المتواجدة في الجهاز التناسلي تلعب دورًا مهمًّا في نسبة تركيز الفيروس في السوائل المهبلية.

رابعًا: حليب الثدي Breast milk

أقل السوائل تركيزًا للفيروس هو حليب الثدي، كما أشارت مؤسّسة سان فرانسيسكو لمكافحة الإيدز. وبالرغم من ذلك فإنه يشكل خطرًا على الرُضّع الذين يتغذون على حليب الثدي باستمرار، في حين أن انتقال الفيروس للبالغين عن طريق الحليب هو أمر غير وارد.

كيف يمكن لفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV أن ينتشر؟

الجنس الشرجي أو المهبلي دون استخدام الواقي الذكري من أكثر الأسباب شيوعًا في الولايات المتحدة.

ومن الأسباب الشائعة أيضًا لانتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV هو تبادل الإبر أو الحُقَن.

ومن الأسباب الأقل شيوعًا هو انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV من الأم إلى الجنين أثناء الحمل، أو الولادة، أو الرضاعة الطبيعية.

ومع ذلك، فإن تناول الأدوية المضادة للفيروسات أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية يمكن أن يمنع انتقال الفيروس للجنين أو الرضيع، وذلك وِفقًا لمنظّمة أفيرت الخيرية.

وفي حالات نادرة، يمكن أن ينتقل فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV عن طريق التقبيل الفموي، إذ أنه ينتقل من الدم إذا تلامس مع الجروح، وهذا ينطبق على من يعاني قروحًا في الفم أو لديه نزيف في اللثة، وذلك فقط في حال احتواء اللعاب على الدم.

الحالات التي لا يمكن خلالها انتشار الفيروس:

ليس من الممكن انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV أو الإصابة به عن طريق الأمور التالية:

  •  لدغات البعوض والحشرات.
  •  الأنشطة الجنسية التي لا يتم خلالها تبادل سوائل الجسم، مثل العادة السرية.
  •  ملامسة لعاب، أو دموع، أو عرق الشخص المصاب.
  •  معانقة، أو مصافحة، أو تقبيل الشخص المصاب.
  •  تشارك أدوات الطعام، أو المراحيض مع الشخص المصاب، وكذلك استخدام حمّامات السباحة العامة.

خلاصة الأمر أن فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV يمكنه البقاء خارج جسم الإنسان، وذلك لفترةٍ قصيرة، ووفقًا لموقع (إيدز ماب – Aidsmap) فإنه حتى الآن لا توجد حالات إصابة بالفيروس بعد ملامسة الدم، أو السائل المنوي، أو أي من السوائل الأخرى للجسم.

وبالرغم أن بعض الأنشطة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالفيروس، فيمكن للأشخاص التقليل من خطر الإصابة به عن طريق عدم تشارك الحقن، وممارسة الجنس بشكل آمن.

  • ترجمة: أريج المالطي
  • تدقيق: علي فرغلي
  • تحرير: كارينا معوض
  • المصدر