يقول الخبراء أنه سؤال شائع يتلقونه دائمًا: هل يمكن للقطط الكبيرة الخرخرة ( الهرهرة) مثل القطط المنزلية ؟ الوضع اليوم ليس واضحًا، على الرغم من نقاشات العلماء لهذا الأمر منذ أكثر من قرنٍ تقريبًا، إلا أنه لا توجد إجابة بعد.

10 أسباب تشجعك على تربية القطط

مما نعرفه حتى الآن، فالاجابة تتمحور حول وجود عظمة داخل فك القطط تسمى العظم اللاميّ «هايويد hyoid» وهي تتصل باللسان والحنجرة ويمكن تسميتها بالعظم اللساني. في القطط الصغيرة مثل القطط المنزلية والوشق والفهود والكوجر«أسودٌ أمريكية» تكون هذه العظمة متحجرةً ومتصلبةً تمامًا. وعند اهتزاز الحنجرة، تسبب عظمة الهايويد صدًى، ما يولد كركرةً منخفضة التردد تسمى الخرخرة. ويستمر هذا الصوت حتى مع تنفس القطط في الشهيق والزفير.

الخرخرة

أما في أنواع القطط الكبيرة، فإن العظم اللامي يتحجّر جزئيًا وهذا يغير بشكلٍ كبيرٍ ما يصدر عن هذه القطط من أصوات. تمتلك النمور والأسود والفهود ونمور الجاغوار عظمةً لاميّةً أكثر مرونة وتتصل بشكلٍ جزئي بالجمجمة عبر أربطةٍ مرنة، وعلى الرغم من قدرتها على إصدار هديرٍ صاخبٍ ومروّع، إلا أنها للأسف لا تستطيع أن تخرخر. في القرن التاسع عشر، تم اعتبار الزئير والخرخرة غير مرتبطين مع بعضهم، وتم تقسيم القطط إلى مجموعتين: تلك التي تخرخر ولا تزأر «القطط الصغيرة والسنوريات»، وتلك التي تزأر ولا يمكنها أن تخرخر «القطط الكبيرة والنمريات».

سبعة أشياء تقوم بها تجعل القطط تكرهك سرًا

على الرغم من كبر حجمها، تعتبر الفهود والكوجر أكبر القطط الصغيرة التي تخرخر وذلك لامتلاكها عظمة لاميّة متحجرة تمامًا كما القطط الصغيرة. هذا ما اعتقدناه. في مراجعةٍ أُجريت عام ٢٠٠٢ أظهرت وجود ٢٠ من أصل ٣٦ نوع من القطط التي تخرخر، ومن ضمنها بعض القطط الكبيرة مثل النمور والأسود أيضًا، ما أظهر أن دراسة تقسيم القطط إلى مجموعتين تخرخر أو تزأر هي عمليةٌ بسيطةٌ فقط. في الواقع، لازال النقاش قائمًا. يدّعي البعض أن الأصوات التي صدرت عن الأسود والفهود ليست خرخرةً حقيقيةً، هي فقط تتدحرج وتهدر وتزأر وتبدو وكأنها تخرخر.

هل تحمي القطط المنزلية الأطفال من الربو أم تتسبب به؟

ويجادل آخرون أن الخرخرة ظهرت بشكلٍ واضحٍ لدى النمر المرقط «اليغور» وأحد الأسود في الزفير فقط لا الشهيق وعليه، لا يمكن أن يُقارن بما سبق.
قد يبدو كل هذا اعتباطيًا للغاية، لكن في مملكة الحيوانات يُعتمد بشكلٍ كبيرٍ على التصنيف كطريقةٍ للدراسة، وبما أن النمور والأسود لا تصدر نفس الخرخرة التي تصدرها القطط المنزلية الصغيرة، لا يمكننا اعتبارها بنفس المجموعة نظرًا لتطوّرها على نحوٍ مختلف. لذا ووفقًا لما نعرفه حاليًا، تتكون الخرخرة الحقيقية فقط في عائلات السنوريات التي تضم القطط الصغيرة، والزباديات وهي نوعٌ من الثدييات متوسطة الحجم.

في حين أن القطط الكبيرة تصدر أصواتًا متقاربةً، إلا أنها لا تستطيع الخرخرة بالمعنى الحقيقي. إذا أردنا معرفة حقيقة الخرخرة بوضوحٍ، فنحن بحاجةٍ إلى فحصٍ دقيقٍ لأنواع أصوات القطط. وناهيك عن خطورة الأمر، فمن الصعب معرفة ما يحدث داخل فم القطط أثناء الخرخرة. لذا، في حين أنه لا توجد إجابةٌ صريحةٌ على سؤال الخرخرة، إلا أننا نمتلك بعض البيانات المحيرة، ومن المرجح أن يستمر النقاش في هذا الأمر لسنواتٍ عديدةٍ قادمة.وبالتأكيد نأمل أن لا يُصاب أحدٌ بأي خدش.

ترجمة: عمر النبواني تدقيق: سلام طالب

المصدر