كثيرًا ما تُستخدم بذور الكتان في الطهي ، إما كحبوب كاملة ، أو مع العصائر الطبيعية ، فلها فوائد عديدة حسبما ذُكر في الأبحاث. بما في ذلك قدرتها على التحكم بمستوى الكوليسترول في الجسم. وحاليًا، توضح أبحاث جديدة على الحيوانات دور هذه البذور في المساعدة على خسارة الوزن.

كيف يمكن أن تساعد بذور الكتان على خسارة الوزن وتحسين صحة الجسم؟

تحتوي بذور الكتان على العديد من الألياف والبروتينات والمعادن والفيتامينات، وقد أكد العلماء على أهمية إضافة هذه البذور إلى النظام الغذائي لما لها من فوائد في القضاء على الالتهابات، والسيطرة على مستويات الكوليسترول في الجسم.

بذر الكتان

بذر الكتان

تتخمر ألياف الكتان في الأمعاء وتؤثر على الميكروبات المعوية، حسب دراسة جديدة أُجريت على الفئران في جامعة كوبنهاغن في الدنمارك، وجامعة غوتنبرغ في السويد.

لهذه العملية -كما يقال- تأثير إيجابي على العمليات الأيضية في الجسم، وعلى ما يبدو أنها تقي من السمنة حتى في حال اتباع نظام غذائي غني بالدهون.

وثّق الباحثون هذه النتائج، وأولهم (توليكا أرورا-Tulika Arora ) والتي تُستضاف في المجلة الأمريكية لعلم وظائف الأعضاء قسم الغدد الصماء والأيض، ووثّقتها أيضًا نتائج دراسة جديدة تُجرى حاليًا في شهر شباط/فبراير لدى مجلةAPSselect ، علمًا أن الجمعية الفسيولوجية الأمريكية تنشر هاتين المجلتين.

ألياف الكتان وتأثيرها

أوضح الباحثون في بداية بحثهم أن الميكروبات المعوية عامل بيئي هام في السمنة، وفي قدرة الأمعاء على هضم الغلوكوز لدى الفئران والبشر. لذلك، فإن النظام الغذائي له دور مهم في تحسين الأيض تمامًا كما الميكروبات المعوية التي من شأنها التأثير على عمليات الأيض في الجسم.

بذر الكتان

بذر الكتان

إن بذور الكتان غنية جدًا بالألياف؛ إذ إنها تتخمر فور وصولها إلى الأمعاء ولهذا تأثير كبير على الميكروبات المعوية والمفيدة بعمليات الأيض. ولكن هناك القليل من الدراسات التي أُجريت عن ألياف الكتان وتأثيرها على الجسم بعد تخمرها في الأمعاء، لذلك كان هدف الدراسة الجديدة -التي تُجرى حاليًا- التوثيق والكشف عن جميع المعلومات المتعلقة بتخمر الألياف وفوائدها. وللتوضيح أكثر، أجرى العلماء التجارب على الفئران، ووضعوها في أربع مجموعات لكلٍّ منها نظام غذائي مختلف عن الآخر:

  • نظام غذائي يحتوي على 4.6% من الألياف، مستمدة من الصويا وسُمّي بـ حمية المراقبة.
  • نظام غذائي غني بالدهون لا يحتوي على الألياف سُمّي بـ الحمية عالية الدهون.
  • نظام غذائي غني بالدهون مع 10 % من الألياف السليولوزية صعبة الهضم سُمّي بـ حمية السليولوز.
  • نظام غذائي غني بالدهون مع 10 % من ألياف الكتان سُمّي بـ حمية بذور الكتان.

ولاكتشاف التغيرات الأيضية التي حدثت لدى هذه الفئران والتي اتبعت أنظمة غذائية مختلفة، سُجلت كمية الأكسجين التي استخدمتها الفئران وكمية ثاني أكسيد الكربون الذي أنتجته، وكذلك سُجل مقدار الطعام الذي تناولوه، ومقدار الماء والطاقة التي استهلكوها، وقاسوا أيضًا مستويات السكر في الدم لدى الفئران.

الوقاية من السمنة، وتحسين مستويات السكر في الدم

بعد اتباع كل مجموعة من الفئران نظامها الغذائي لمدة 12 أسبوعًا، أخذ العلماء عينات من مقدمة الأمعاء الغليظة لدى الفئران، وذلك لمعرفة كيف تأثرت الميكروبات المعوية ورصد أي تأثيرات أخرى. قارنوا نتائج المجموعات الأربع وتبين أن المجموعة التي اتبعت النظام الغذائي عالي الدهون كانت لديها مستويات أقل من بكتيريا الأمعاء التي من شأنها تحسين عمليات الأيض. وعدد أقل من الأحماض الدهنية (الجيدة)، ومستويات عالية من البكتيريا التي تؤثر سلبًا على الوزن.

أما المجموعات التي اتبع فيها الفئران حمية السليولوز وحمية بذور الكتان، وُجدت العديد من أنواع البكتيريا في الأمعاء والتي لها تأثير إيجابي على الجسم والأيض، وكانت الفئران في مجموعة حمية بذور الكتان أكثر نشاطًا بدنيًا، وأقل عرضةً لزيادة الوزن مقارنةً مع المجموعات الأخرى. ووجد العلماء أن بكتيريا الأمعاء أو الميكروبات المعوية تساعد في تفتيت الألياف الموجودة في قشرة بذور الكتان.

ونتيجة لذلك، فإن هذه البكتيريا تعمل على إنتاج مستويات أعلى من الأحماض الدهنية الصحية. وأكد الباحثون في دراستهم: «تؤكد جميع النتائج على أن الألياف الموجودة في بذور الكتان تؤثر بشكل إيجابي على عمليات الأيض في الجسم عن طريق زيادة استهلاك الطاقة والوقاية من السمنة، وكذلك تحسين مستويات السكر في الدم.

يجب أن تكون هناك بحوث ودراسات أكثر في المستقبل، وذلك لفهم ارتباط أنواع الميكروبات المختلفة وتأثرها بألياف الكتان وتأثيرها على العمليات الأيضية في الجسم».

اقرا أيضًا:

ترجمة: أريج المالطي
تدقيق: مينا خلف

المصدر