ما الأحافير أو المستحاثات وكيف تتشكل ؟ ليست جميع النباتات والحيوانات محظوظة بتحوّلها إلى أحافير أو مستحاثات ، فعندما تموت النباتات أو الحيوانات غالبًا ما تتعفن وتتحلل وتتحول إلى لا شيء. لكن وفي مختلف الأوقات، وعند توافر الظروف بشكل مناسب، وبعد دفنها، نجد أنها تتحجر وتتحول إلى مُتحجرات أو مستحاثات. هناك طرق عديدة لحدوث تلك العملية. إليك في هذا المقال توضيحًا لخمس خطوات مثالية، تتحول فيها الكائنات الحية إلى أحافير نموذجية.

أولًا: بعد موت الحيوان، يصبح من المُحتمل أن يستقر جسده في قاع البحر، أو يموت على سطح الأرض، ويتم دفعه بواسطة أي قوى محركة طبيعية، أو ميكانيكية إلى أي مسطح مائي مالح، وعندئذ ستتعفن وتتحلل الأجزاء الناعمة من جسده، مُخلفةً هيكلها العظمي فقط، ومن ثَم ستُغطي الرمال والطين الموجود في قاع البحر هذا الهيكل. تُعد مياه البحار المالحة هي الوسط المناسب لبداية عملية التحجر وتَشكُل المستحاثة، ولعل هذا يوضح لنا سبب انتشار الأحافير في المياه المالحة، خصوصًا من الكائنات الحية البحرية.

ثانيًا: مع زيادة عملية الترسب لتربة البحر؛ بسبب الإضافة المستمرة للرواسب إلى سطح البحر، يزداد الضغط تِباعًا على الطبقات السفلى من قاع البحر، ما يساعدها على التحجر وتحولها من الصورة الرسوبية إلى صورة صخور صلبة.

ثالثًا: بالعودة إلى الجزء العظمي المدفون في قاع البحر، وبازدياد الضغط، وتحول التربة من الصورة الرسوبية إلى الصورة الصلبة، يذوب الهيكل العظمي للحفرية؛ بسبب ملوحة المياه، وضغط التربة المحيطة به، ما يؤدي إلى تكون شكل مجوف على هيئة الهيكل العظمي نفسه، داخل الصخرة الموجودة، ويُطلق على هذا التجويف، اسم: (العفن الطبيعي).

رابعًا: تتسرب المعادن من الوسط المحيط إلى القالب الذي تكوَّن، وتترسب داخله، وعندها ستشكل تلك المعادن قالبًا مُشابهًا للقالب المجوف، ومشابهًا للهيكل العظمي الأصلي الذي تحلل، ما يؤدي إلى تكون طبقة جبسية داخل الصخرة.

خامسًا: بعد ملايين السنين، ومع التغيرات الجيولوجية لسطح الأرض، مثل: تكوُّن الجبال، أو البراكين، أو حدوث الزلازل، والهزات الأرضية العنيفة، تطفو تلك الصخور على سطح الأرض. ومع عوامل التعرية المستمرة، مثل: سقوط الأمطار، أو حركات الرياح، تظهر تلك الحفريات والمتحجرات للعيان، مُنتظرةً العثور عليها.

اقرأ ايضًا عن الأحافير و المستحاثات

لماذا قد ينادينا البشر بأهل الدجاجة ؟
كيف يحدد العلماء عمر الأحافير أو المستحاثات ؟

ترجمة مازن عماد – تدقيق أسماء العجوري

المصدر