يمكن أن يكون داء الحركة خفيفًا، لكنه عند بعض الأشخاص أمرٌ منهك ويفسد متعة العطلة. نعتقد أن السبب في ذلك هو الخلل الوظيفي المؤقت لمراكز توازن المخ. الشعور بأي نوع من أنواع الحركة يمكن أن يسبب أعراض دوار السفر. وتشمل هذه الأعراض الدوخة والغثيان والقيء واللعاب الزائد والتنفس السريع والتعرق البارد. والخبر السار هو أن هناك بعض الاستراتيجيات و الأدوية يمكنك استخدامها للوقاية من داء الحركة أو لمساعدتك على التخلص منها.

أسباب داء الحركة

عدم ترابط السمع والبصر. سبب داء الحركة هو عدم تطابق الشعور بالحركة ورؤيتها.

بينما نتحرك، تعمل أجهزة استشعار متعددة في أذننا الوسطى وأطرافنا وعينينا على تغذية مركز التوازن في أدمغتنا بالمعلومات لتوجيهنا. عندما تتعرض مصادر المعلومات هذه إلى تعارض واضح، قد نعاني من دوار الحركة.

على سبيل المثال، عند أولئك الأشخاص سريعي التأثر، فإن مشاهدة أفلام معينة يمكن أن تؤدي إلى داء الحركة لأن عيوننا تشير إلى أننا نتحرك، على الرغم من أن أجهزة استشعار أخرى تؤكد أننا ثابتون.

تعني رحلة قارب في بحر هائج أو رحلة السيارة على الطرق الملتوية أن رأسنا وجسمنا يتحركان بطرق غير عادية، في محورين أو أكثر في وقت واحد، مع استشعار التسارع والتباطؤ والتناوب. معًا، هذه محفزات قوية للتسبب في نوبة دوار الحركة.

داء الحركة شائع، فحوالي 25 إلى 30 في المائة من الذين يسافرون في قوارب أو حافلات أو طائرات يعانون من الشعور بالتوعّك طول الطريق والإرهاق التام، والشحوب، والتعرق، والترنح والقيء.

بعض الناس معرضون بشدة لداء الحركة، وقد يشعرون بتوعك حتى مع الحركات الطفيفة مثل «هز الرأس» أثناء الغطس أو حتى ركوب الجمل.

يبدو أن الحساسية تزداد مع تقدم العمر، في حين أن النساء أكثر عرضة للإصابة بدوار السفر من الرجال. هناك تأثير وراثي أيضًا، إذ تتوارث الحالة في العائلات. غالبًا ما يتعايش المريض مع تاريخ من الصداع النصفي.

الوقاية من داء الحركة

يكتشف الذين يعانون من داء الحركة بسرعة ما يجب عليهم تجنبه؛ الجلوس في المقعد الخلفي للسيارة، والقراءة في السيارة أو الحافلة (القطارات والطائرات أفضل)، أو الجلوس في وضع معكوس في حافلة أو قطار أو تجنب الجلوس عند حافة أو أسفل السفينة إذا كان البحر هائجًا، من الأفضل تجنبها إذا كنت عرضة لداء السفر.

الأدوية التي تتحكم في القيء (مضادات القيء antiemetics) والغثيان (مضادات الغثيان anti-nauseant) هي الدعامة الأساسية للأدوية المستخدمة لداء الحركة وهذه الأدوية فعالة.

أسباب داء الحركة وما يمكنك القيام به لعلاجه أسباب الإصابة بداء الحركة علاج دوار السفر الاستراتيجيات الأدوية لعلاج دوار السفر

ولكن نظرًا لوجود آثار جانبية غير مرغوب فيها مثل النعاس، فمن المنطقي تجربة الإرشادات السلوكية أولًا أو بجانب الأدوية.

إذا كنت ستقضي المزيد من الوقت -على سطح السفينة مثلًا- من الأمثلة الجيدة للوقاية من داء الحركة مراقبة الأفق إذا كانت هناك موجة كبيرة، أو التركيز على أشياء أخرى مثل البحث عن الحيتان.

الحد من الحساسية أو التعود يكون مناسبًا بالنسبة للبعض. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد زيادة الخبرة عن المياه في ظروف هادئة/سلسة نسبيًا في الاستعداد لرحلات أطول وأكثر قسوة.

بعد بضعة أيام في عرض البحر تميل الأعراض إلى الانخفاض. يمكن بعد ذلك تقليل الأدوية وحتى إيقافها. غالبًا ما تعود الأعراض عند العودة إلى الأرض الجافة، عادًة لمدة يوم أو يومين فقط. وقد زُعِمَ أن مضغ الزنجبيل تناسَبَ بشكل جيد مع طلاب البحرية، لكن لم تؤكد الدراسات الأخرى فعاليتها.

يجد بعض الناس أن عصابات المعصم التي توفر العلاج بالضغط الإبري (طريقة علاج صينية يضغط فيها المعالج بيديه على نقاط معينة في الجسم) فعالة، على الرغم من أنه عند دراسة هذه التجارب في اختبارات خاضعة للمراقبة وجد أن الدليل ينقصه. سجلت براءة اختراع النظارات ذات الأفق المدمج لمكافحة دوار الحركة في عام 2018.

كيف تعمل الأدوية؟

تكون أدوية دوار السفر أكثر فعالية عند تناولها بشكل وقائي، وذلك قبل أن تبدأ رحلتك.

مضادات القيء ومضادات الغثيان تعمل على الدماغ والجهاز العصبي. الأدوية الأكثر شيوعًا المستخدمة للوقاية من وعلاج دوار السفر هي إما مضادات الهستامين المهدئة أو مضادات الكولين.

يمنع الهستامين، الأسيتيل كولين (مركب عضوي مكون من حمض الخل والكولين يوجد في الجسم ويتم استعماله في مداويات معينة) والدوبامين (ناقل عصبي يعمل مع الدماغ لضبط الحركة والإحساس (الكيمياء العضوية)) تأثيرات الناقلات العصبية (الجزيئات التي تنقل المعلومات) في مراكز مراقبة التوازن لدينا.
لكن هذه الأنواع من الأدوية ليست دقيقة للغاية.

أي أن الأسيتيل كولين والهستامين تمنع تأثيرات هذه الناقلات العصبية أينما تعمل في جميع أنحاء الجسم. هذا ما يفسر الآثار الجانبية غير المرغوب فيها مثل التخدير والنعاس وجفاف الفم والإمساك والارتباك (لدى كبار السن، والضعفاء).

من المرجح أن يصل النعاس إلى مستويات خطيرة إذا تم تناول مثبطات أخرى للجهاز العصبي المركزي في نفس الوقت. وهذا يشمل المواد الأفيونية (المورفين، أوكسيكودون، الكودايين)، والكحول، وأقراص النوم وبعض مضادات الاكتئاب.

إذن ما هو الخيار الأفضل؟

قارنت الدراسة الشاملة للتجارب السريرية في عام 2011 السكوبولامين كدواء وقائي مع الأدوية الأخرى، والمهدئات، والعلاجات السلوكية والتكميلية.
معظم الدراسات الـ 14 التي تمت مراجعتها كانت على رجال أصحاء يخدمون في البحرية ولديهم تاريخ من دوار السفر. نادرًا ما كانت النساء موضوع الدراسة، ولا توجد دراسات أجريت على الأطفال.

على الرغم من أن السكوبولامين وجد أنه أكثر فاعلية من البدائل، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع للتوصية بأحد الأدوية للوقاية من دوار السفر، كدواء أفضل من الآخر.

إذا كنت شخصًا يعاني من داء الحركة، فتحدث إلى طبيبك أو الصيدلي. تتوفر معظم أدوية داء الحركة دون وصفة طبية. قد تحتاج إلى تجربة بعض الأدوية المختلفة للعثور على أفضل دواء يناسبك، ولكن اتبع دائمًا إرشادات الجرعة والنصائح الطبية.

بمجرد تحديد دوار الحركة، فإن الخيار الوحيد هو التخلص منه من خلال الاستلقاء عند الإمكان، والحصول على الهواء النقي والتركيز على الأفق يمكن أن يساعد كثيرًا بجانب تناول الأدوية المناسبة. الأهم من ذلك، بالنسبة للنوبات المطولة، حاول الحفاظ على سوائلك لتجنب الجفاف (خاصة في حالة حدوث القيء).

إذا كنت تعاني من دوار الحركة لأول مرة، وإذا كان مرتبطًا بصداع يشبه الصداع النصفي، فيجب عليك استشارة الطبيب لاستبعاد الحالات العصبية الأخرى.

اقرأ أيضًا:

هذا ما يحدث حقا عندما تستيقظ في حالة دوار من آثار السُّكْر

هل تشعر بالدوار عند الوقوف؟ قد يكون ذلك إنذارًا سيئًا

10 أساطير حول الدوار الناجم عن الثمالة، تحتاج حقًا للتوقف عن تصديقها

أشعر ببعض الدوار كل فترة، فهل عليّ أن أقلق؟

ترجمة : ماريانا عادل

تدقيق : بدر الفراك

المصدر