عدم المساواة بين الجنسين بدأ منذ 8000 سنة. تبين مقابر العصر الحجري الحديث في إسبانيا هيمنة الذكور المتزايدة، ولكن ليس بشكل كامل. تقارير دياني لويس. في الوقت الذي تخلت فيه المجتمعات البشرية عن السفر والترحال من أجل المستوطنات الزراعية، كانت التلميحات الأولى من عدم المساواة بين الجنسين تترسخ. هذا وفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الأوروبية لعلم الآثار، والتي حللت مقابر من 5000 إلى 8000 عام في شبه الجزيرة الأيبيرية.

لوحة كهف من العصر الحجري الحديث في كانتابريا، إسبانيا. مع مرور الحقبة، رُسِمَ الرجال في كثير من الأحيان أكثر من النساء، وبطرق غالبًا ما ترتبط بالعنف.

ركزت حسابات عدم المساواة التاريخية بين الجنسين إلى حد كبير على السجلات المكتوبة. على سبيل المثال، وجدت أعمال المؤرخة جيردا ليرنر في أوائل التسعينيات من القرن الماضي أن عدم المساواة بين الجنسين قد ترسخ بالفعل في مجتمعات الشرق الأوسط.

اعتقدت ليرنر أن الممارسة الثقافية المتمثلة في تفضيل الرجال على النساء قد نشأت في وقت ما قبل الميلاد قبل ظهور السجلات المكتوبة.

قرر علماء الآثار Marta Cintas-Peña وLeonardo García Sanjuán من جامعة إشبيلية في إسبانيا فحص السجل الأثري لمعرفة ما إذا كانت جيردا على حق.

وقد تم تحليل واحد وعشرين موقعًا تضم معًا رفات أكثر من 500 شخص دُفنوا في جميع أنواع المقابر، من المقابر الفردية إلى القبور المحفورة وكهوف المقابر الجماعية.

غالبية الجثث كانت من جنس غير محدد، وكثير منهم من الأطفال. ومع ذلك، فمن بين 198 شخصًا معروف جنسهم، كان عدد الرجال كبيرًا. لكل قبر أنثى كان هناك 1.5 مقابر ذكور. وكان الأطفال أيضًا أقل شيوعًا مما كان متوقعًا.

تقول Cintas-Peña: «لا يمكن أن تكون كمية الذكور طبيعية»، ما يشير إلى وجود عنصر ثقافي يحرف السجل. ربما لم تُمنح النساء والأطفال نفس الاحتمال ليحظوا بدفن رسمي كالذكور في مجتمع العصر الحجري الحديث.

تختلف أنواع الأشياء التي يُدفن بها الفرد أيضًا. كان من المرجح أن تُدفن الرجال مع رؤوس الأسهم وغيرها من القذائف، والنساء مع السيراميك.

استُعرض الرجال بشكل مبالغ فيه في فن الكهوف منذ ذلك الوقت –غالبًا في المشاهد التي تصور الصيد والحرب– وكان احتمال أن يكون لدى الرجال علامات للإصابة أو الموت العنيف أكثر من الإناث.

تقول Cintas-Peña: «كل الأدلة التي وجدناها مرتبطة بطريقة ما بهيمنة الرجال فيما يتعلق بالعنف. كان هناك اختلاف في القوة، وربما كان هذا الاختلاف في القوة قائمًا على استخدام العنف من قبل الرجال».

ولكن هناك الكثير من أوجه التشابه أيضًا. إن أفضل المقابر في أي موقع كان، على سبيل المثال، لا تنتمي دائمًا إلى رجل، لذا، لم يحظَ الذكور بالهيمنة التامة على حساب النساء.

ووفقًا لما ذكرته Cintas-Peña، يمكن للنتائج أن تضع نهاية للنقاشات حول ما إذا كان عدم المساواة بين الجنسين يُحدد من خلال الاختلافات البيولوجية، أم هو جانب من جوانب الثقافة الإنسانية.

وتقول: «إذا استطعنا القول إن عدم المساواة بين الجنسين بدأ في العصر الحجري الحديث، أو في العصر النحاسي أو في أي فترة، فهذا يعني أنه شيء ثقافي، وليس شيئًا محددًا بيولوجيًا».

وأضافت أنه من المحتمل أن ظهور الاختلافات بين الجنسين كان مجرد واحد من العديد من التغييرات العميقة التي حدثت في مجتمعات العصر الحجري الحديث، إلى جانب عدم المساواة الاجتماعية التي نشأت عندما بدأ الناس في تجميع الممتلكات الخاصة. وتقول: «كان لعدم المساواة بين الجنسين دور رئيسي حقًا في نشأة التعقيد الاجتماعي».

ليس الجميع مقتنعًا.

يقول عالم الآثار فرانسيس ألميدا من مؤسسة the Taungurung Clans Aboriginal Corporation (TCAC) في فيكتوريا، أستراليا، والذي لم يشارك في الدراسة: «أود أن أقول إن البحوث الأنثروبولوجية قد توفر أدلة أكثر بكثير حول أصل عدم المساواة بين الجنسين».

ومع ذلك، تعتقد Cintas-Peña أن الاختلافات التي كشفت عنها دراستها كافية لإلقاء نظرة فاحصة على المواقع الأثرية الأخرى من العصر الحجري الحديث للحصول على أدلة إضافية.

وأضافت أن فهم أصولها يمكن أن يساعدنا بشكل أفضل في فهم أوجه عدم المساواة التي تعصف بالمجتمع الحديث، قائلة: «إذا علمنا بأصول عدم المساواة بين الجنسين، فلدينا المزيد من الوسائل لمواجهتها».

اقرأ أيضًا:

دماغ المرأة يجعلها سيئة في الفيزياء ، قالها فيزيائي وهكذا رد الخبراء عليه

أدلّة جديدة تشرح فجوة النشوة الجنسية

احتمالات وفاتك أقل إذا كان طبيبك الجراح أنثى

ترجمة: ماريانا عادل

تدقيق: نغم رابي

مراجعة: رزان حميدة

المصدر