بينما يصبح المستهلكون أكثر معرفةً بالمواد الكيميائية الموجودة في الطعام والملابس والأدوات المنزلية وحتى مساحيق التجميل ، يبقى من الصعب التمييز بين الفرضيّات والأدلة العلمية. أُثبِت ارتباط بعض المواد الكيميائيّة بالإصابة بالسرطان والتوحد والمشاكل الإنجابية، ولكن بعضها الآخر رُبط بشكل خاطئ بحدوث المشاكل الصحيّة. تعتمد سمية أي مادة كيميائية على كمية وعدد الجرعات. تُعتبر المواد الكيميائية التالية مثل السكرين و البارابين و الأسبارتام في بعض الأحيان “سامة” أو “غير آمنة”، لكن لا يظهر أنها تشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الإنسان:

الأسبارتام Aspartame:

كان يُعتقد أن الأسبارتام (مادة محلّية صناعية) يسبب السرطان، لكن تُشير الأدلة العلمية إلى أنه لا يشكل خطرًا على الصحة، إذ اُتُّهِم الأسبارتام لسنوات طويلة دون أسباب صحيحة.

معظم قلق العامة كان حول الدراسات على الفئران التي ربطت المحليات الصناعية بسرطانات الدم مثل اللوكيميا واللمفوما. إلا أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) نفت صحة هذه الدراسات غير الموثوقة وأكدت أن الأسبارتام آمن للاستهلاك.

المشكلة الحقيقية مع الأسبارتام هي أنه يتواجد في المشروبات الغازية الخالية من السكر والتي لا تُعتبر صحية بالضرورة، إذ أظهرت الأبحاث أن هذه المشروبات يمكن أن تكثف الرغبة الشديدة في تناول السكر وقد تؤدي إلى السمنة.

السكرين:

هذه المواد المتواجدة في الطعام و مساحيق التجميل ليست مضرة للدرجة التي تظنها المواد الكيميائية الموجودة في الطعام البارابين السكرين الأسبارتام

أُشيع أيضًا عن السكرين (Saccharin) أنه قد يؤدي للإصابة بالسرطان، إذ أن دراسة أخرى على الفئران ربطت بين السكرين، وهو مُحلٍّ صناعي خالٍ من السعرات الحرارية، والسرطان.

في الثمانينيات، وُضِعَ تحذير على المنتجات التي تحوي السكرين يقول أن هذا المُحلّي قد يسبب السرطان وفقًا لدراسات مخبرية على الحيوانات.

اكتُشِفَ لاحقًا أن الفئران في الدراسة كانت منذ البداية معرّضة للإصابة بسرطان المثانة، كما وجدت العديد من الدراسات الأخرى أنه لا يوجد ارتباط بين السكرين والسرطان.

وفي عام 2016، قام البرنامج الوطني لعلم السموم بإزالة السكرين من قائمة المواد المسببة للسرطان.

الألمنيوم الموجود في مزيل العرق:

في أواخر التسعينيات، انتشرت رسالة إلكترونية فيروسية تقول أن الألمنيوم في مزيلات العرق مسببٌ لسرطان الثدي. هذا الإدّعاء كان مدعّمًا بدراسة تمهيدية، إلا أنه قد أُثبِت عدم صحتها، إذ لم تجد كل من اللجنة العلمية المعنية بسلامة المستهلك التابعة للمفوضية الأوروبية وجمعية السرطان الأمريكية أي صلة واضحة بين سرطان الثدي ومزيلات العرق المحتوية على الألمنيوم.

تُشير الدلائل أن أجسامنا تمتص كميات قليلة من الألمنيوم من مزيلات العرق، إلا أن هذه الكمية غير كافية لإحداث سرطان الثدي.

البارابين:

هذه المواد المتواجدة في الطعام و مساحيق التجميل ليست مضرة للدرجة التي تظنها المواد الكيميائية الموجودة في الطعام البارابين السكرين الأسبارتام

يمنع البارابين (parabens) تشكل البكتيريا الضارة في مساحيق التجميل والمكياج.

في عام 2004، ربطت دراسة البارابين (مادة حافظة موجودة في مستحضرات المكياج ومنتجات العناية بالبشرة) بسرطان الثدي. اتبعت هذه الدراسة منهجية خاطئة، إذ أنها بحثت عن دليل لوجود البارابين في نسيج ثدي مصاب بالسرطان، لكنها لم تحدد مصدره أو ما إذا كان يسبب أو يساهم في إحداث السرطان.

كان هناك بعض القلق من أن البارابين قد يعطل أنظمة الهرمونات بشكل يشبه عمل الإستروجين، لكنه أضعف بكثير من هرمون الإستروجين الطبيعي في الجسم.

لم تعثر إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) على أي دليل على أن البارابين الموجود في مستحضرات التجميل له تأثير على صحة الإنسان، بل في الحقيقة، للبارابين دور في منع تشكل البكتيريا الضارة في الماكياج والغسول (اللوشن) وواقي الشمس.

لا يسبب الـ MSG الصداع:

في عام 1968، ادعى باحث في مجال الطب الحيوي أنه يعاني من الخدر وخفقان القلب بعد تناول طعام صيني يحوي مادة تسمى MSG، أو الغلوتامات أحادية الصوديوم، والتي توجد أيضًا في اللحوم المصنعة، ورقائق البطاطس ( الشيبس)، والخضروات المعلبة.

ولكن في التسعينيات، وجدت إدارة الأغذية والعقاقير أن مادة الغلوتامات أحادية الصوديوم آمنة للاستهلاك. كما وجدت أيضًا أن الأشخاص الذين عانوا من الصداع أو الخدر أو النعاس (الوسن) كان سببه تناول كميات كبيرة من الغلوتامات أحادي الصوديوم على معدة فارغة.

الكبريتات Sulfate:

تعتبر الكبريتات (sulfate) في الشامبو آمنة، ما لم تكن مصابًا بحساسية تجاهها.

قد يميل بعض المستهلكين الحريصين إلى شراء شامبو خالي من السلفات، لكن لا يوجد سبب يدعو للخوف من السلفات لأنها عبارة عن مادة تقلل التوتر السطحي للماء وتخفف الزيت والشحوم (الزهم) في الفروة.

في التسعينيات، كان يعتقد أن الكبريتات مادة مسرطنة، لكن لا يوجد أدلة علمية أو دراسة تدعم هذه النظرية. فقط الأشخاص المصابون بحساسية يجب أن يحذروا منها، لأنها يمكن أن تكون جافة ومهيجة للجلد.

اقرأ أيضًا:

آخر صيحات الجراحات التجميلية، من أكثر ما سمعت به إثارةً للضحك!

هل تسبب مساحيق التجميل (المكياج) السرطان؟

امرأة تقاضي متجر سيفورا للتجميل، فهل من الممكن الإصابة بالهربس عبر أحمر الشفاه؟؟

هل يجب عليك ان تضعي مساحيق التجميل في مكان العمل ؟

ترجمة: وفاء أبو الجدايل

تدقيق: غزل الكردي

المصدر