السبب الرئيسي وراء الشعور الجيد الذي ينتابنا عند العُطاس هو أن العطاس يحفز الجسم على إفراز الإندورفين الذي يعطينا هذا الإحساس. هل سبق أن شعرت بدغدغة مزعجة في أنفك؟ لابد أنك جربت هذا الشعور من قبل وأحسست بحكة أسفل جسر أنفك، ووخز غير مريح في جيوبك الأنفية.

تتخلص من هذه الدغدغة بالعطسة التي تأتي فجأةً مع صوت عالٍ ومُرضٍ. تُخرِج العطسة الهواء و تُخلّصك من هذا الشعور المزعج فتشعر بالراحة على الفور وتعود الحياة جميلة كما كانت عليه.

ما هي هذه الدغدغة المزعجة التي تشعر بها قبل العطاس؟

يحدث العطاس بسبب وجود مهيجات غريبة في الطريق الأنفي. فيرد الجسم رد فعل طبيعي ويطرد الهواء الموجود في العضو بهدف حمايته من الأجسام الغريبة مثل الأوساخ والعفن والجراثيم. تشعر الأعصاب بوجود مهيجات وتنقل هذه المعلومات إلى الدماغ.

ويجب التنويه إلى أن الأشخاص الذين لديهم حساسية من أشعة الشمس قد يعطسون أيضًا بوجود ضوء ساطع للشمس. يُعرف هذا النوع من الأشخاص بالضوئيين. تُعد حساسية هولاء الأشخاص تجاه الضوء صفةً موروثة من جينات الأهل. يعمل الجسم على طرد العامل المسبب للحساسية، مثل: الجراثيم أو الأوساخ أو أشعة الشمس، بواسطة العُطاس.

من أين يأتي الشعور الرائع عند العطاس الإحساس الجيد بعد العطاس الإندورفين الذي يعطينا الإحساس بالنشوة الشعور بحكة أسفل جسر الأنف

يساعد العُطاس في تخليص الأنف من السوائل الموجودة فيه عند إصابة الشخص بنزلة برد، وبالتالي يخلص ممر الأنف من السوائل الزائدة الموجودة فيه. يدفع العطاس نحو 100000 جرثومة بسرعة تصل إلى 100 ميل بالساعة.

يُعد العطاس ردَّ فعل صحي من الجسم لحماية العضو.

لماذا تشعر بإحساس رائع بعد أن تعطس؟

يسبب العُطاس إفراز الإندورفينات، وهي هرمونات تحفِّز مركز المتعة بالدماغ، وتمنحنا بالتالي شعورًا جميلًا لفترة قصيرة. تصل هذه الهرمونات بشكل سريع جدًا ويتبع وصولها شعور المتعة؛ لذلك تُقارن غالبًا حادثة العطاس بالوصول للنشوة إذ تُفرز الإندروفينات في الحالتين بطريقة مماثلة.

يسبب العُطاس من الناحية البدنية توتر عضلات الصدر ما يؤدي لانضغاط الصدر، ويزول الضغط بعد العُطاس ما يؤدي لاسترخاء عضلات الصدر من جديد. يسبب زوال الضغط من الصدر والاسترخاء شعورًا بالراحة الجسدية وشعورًا أفضل، يكون هذا الشعور مشابهًا لشعور النشوة الذي يصل إليه المرء بعد الانتهاء من تمرين رياضي مجهد. ويتدفق الأدرينالين في أثناء العطاس بشكل معتدل ما يسبب الإثارة.

يبدو أن القدامى استفادوا من وظيفة العُطاس في التنظيف فكانوا يحرضون البطانة الأنفية بوساطة استخدام الريش والعشب لإثارتها. من الجلي أن العطاس ينظف مجرى الأنف ويمنحك شعورًا بالنشوة بعده.

تستطيع فهم الأمر أكثر إذا شبهت ما قبل العُطاس وما بعده بشخص يمر بموقف صعب وبعد انقضاء الموقف الصعب يشعر بالسرور والسعادة. يتشابه الأمر في العطاس، فأنت تشعر فجأة بالتهيج في أنفك ولكن بعد انتهائك من العطاس تشعر مباشرةً بالرضى.

معتقدات مثيرة للاهتمام حول العطاس:

ارتبط العُطاس عند كثير من الشعوب بالأحداث الإيجابية فقيل لمن يعطس أن السبب وراء عطاسه هو وجود شخص يفكر به الآن.

ومن المعتقدات الشائعة أيضًا حول العُطاس: توقف القلب أثناء العطاس، وهذا معتقد غير صحيح فالقلب لا يتوقف، ولكن يحدث تغير مؤقت في معدل ضرباته.

وما هو شائع أيضًا اعتقاد بعض الأشخاص أن كل همومهم تنتهي بعطسة، عندما يقول لهم أحدهم بوركت. وهذا شائع في العديد من الثقافات حول العالم.

يطرد الجسم بوساطة العطاس الميكروبات والجراثيم التي تسبب الأمراض؛ لذلك يجب علينا الانتباه لمن حولنا فقد يمرض الأشخاص المحيطون في حال تعرضهم لهذه الجراثيم، فيكون من واجبنا تغطية الأنف والفم بمنديل أو باليد على الأقل.

اقرأ أيضًا:

هل حقًا يتوقف قلبك عند العطاس؟

السبب وراء العطاس المفاجئ عند التعرض لأشعة الشمس

ترجمة: داني قنيزح

تدقيق: الياس عباس

مراجعة: آية فحماوي

المصدر