بركان عملاق على قمر كوكب المشتري. تشير دراسة جديدة إلى أن بركان عملاق على قمر كوكب المشتري المسمى «قمر آيو moon Io» يمكن أن يثور في أي يوم في الوقت الحالي. لوحظ نشاطٌ منتظمٌ في بحيرة لوكي باتيرا Loki Patera على مدار العقود الماضية؛ وهي بحيرة من الحمم بعرض 200 كيلومتر في أكثر الأجسام نشاطًا بركانيًا في النظام الشمسي، ومن المتوقع ثورانها قريبًا جدًا.

صرحت عالمة كبيرة في معهد علوم الكواكب في مدينة توكسون في مقاطعة أريزونا جولي راثبون Julie Rathbun في بيان بتاريخ 17 سبتمبر: «إذا بقي هذا السلوك مستمرًّا، من المحتمل أن تثور بحيرة الحمم لوكي في سبتمبر من عام 2019 في الوقت ذاته لمؤتمر علوم الكواكب الأوروبي وشعبة علوم الكواكب EPSC-DPS المقرر في جنيف، وتنبأنا بوجه صحيح أن الثوران الأخير سيحدث في مايو من عام 2018».

EPSC-DPS هو مؤتمر مشترك يُعقد من قِبل الكونغرس الأوروبي لعلوم الكواكب وشعبة علوم الكواكب التابعة للجمعية الفلكية الأمريكية، والذي يُجرى حاليًا، وقدمت راثبون نتائج جديدة في الاجتماع مؤخرًا.

بركان عملاق على قمر كوكب المشتري يمكن أن يثور في أي يوم بحيرة من الحمم قمر آيو moon Io بحيرة لوكي باتيرا Loki Patera ثوران بحيرة لوكي باتيرا

لم يكن العلماء متأكدين مما قد يدفع لوكي باتيرا إلى الثوران، لكن التفسير الرئيسي يفترض عملية مختلفة تمامًا عما يكمن وراء الانفجارات البركانية النمطية على كوكب الأرض. إن الطبقة العليا من بحيرة لوكي باتيرا تتجمد ثم تنهار وتسقط في الجزء الذي بقي سائلًا أدناها.

لا تتوقف المكايد المحيطة ببحيرة لوكي باتيرا عند هذا الحد، بل إن دورة ثوران البحيرة قد تغيرت على مر العقود أيضًا. كانت الثورات تحدث كل 540 يومًا من أيام الأرض أو نحو ذلك في التسعينيات، وبدا أن السلوك الدوري قد توقف أوائل عام 200، لكنه عاد إلى التغير عام 2013، مع حدوث ثورات بركانية كل 475 يومًا تقريبًا.

وبالنظر في كل هذه التغيرات والشكوك فإن راثبون لا تراهن حرفيًّا على أن ثوران بحيرة لوكي باتيرا سيكون في الأيام القليلة المقبلة.

وقالت راثبون في نفس البيان: «يصعُب التنبؤ بالبراكين لكونها معقدة للغاية، وتؤثر العديد من الأشياء على الانفجارات البركانية بما في ذلك إمداد الصهارة وتكوينها، وخاصة وجود الفقاعات في الصهارة ونوع الصخور التي يقع عليها البركان، وحالة تشقق الصخور والعديد من القضايا الأخرى».

وأضافت: «نظن أن ثوران البحيرة لوكي متوقع؛ لأنها كبيرة جدًّا، وبسبب حجمها يمكن أن تهيمن الفيزياء الأساسية عند ثورانها، لذا يُحتمل ألا تؤثر المضاعفات الصغيرة المؤثرة بالبراكين الصغيرة بنفس القدر على بحيرة لوكي، مع ذلك، يجب أن تكون حذرًا؛ لأن لوكي سُميت باسم إله مخادع في الأساطير الإسكندنافية، ولم يُعرف أن البركان يحسن التصرف».

إن دورة نشاط بحيرة لوكي باتيرا طويلة جدًّا؛ إذ لا يمكن ربطها بمدار قمر آيو حول كوكب المشتري، وهو محكم جدًّا، إذ يكمل القمر دورة واحدة كل 1.77 يوم من أيام الأرض؛ لذا يظن الباحثون أن تفاعلات الجاذبية بين القمر آيو وبعض زملائه الأقمار قد تكون مسؤولة عن “شبه” الانتظام.

قد يكون السبب الجذري لبراكين القمر آيو بوجه عام هو الجاذبية القوية التي يتميز بها كوكب المشتري. يمتد مجال الجذب الثابت للقمر آيو إلى الأجزاء الداخلية منه، وهذا ما يُذيب صخور القمر محوّلًا إياها إلى صُهارة عبر تسخين المد.
تذكير: إن Lava هي مجرد صهارة وصلت إلى سطح الكوكب أو القمر.

اقرأ أيضًا:

هل تصبح أنفاق الحمم البركانية على القمر مسكنًا لرواد الفضاء؟

عشر حقائق مدهشة عن كوكب المشتري

ترجمة: رؤى درخباني

تدقيق: صالح عثمان

المصدر