أكد الأسطول الروسي اكتشاف 5 جزر جديدة لم يكن وجودها معلومًا في أرخبيل القطب الشمالي البعيد في نوفايا زيمليا. أوضح نائب الأدميرال ألكسندر مويسيف من الأسطول الشمالي الروسي في المؤتمر الصحفي بمناسبة الانتهاء من البعثة البحرية التي أبحرت إلى أرض فرانز جوزيف في أقصى الشمال إنهم اكتشفوا الجزر الجديدة بسبب ذوبان الأنهار الجليدية في المنطقة.

وأخبر مويسيف الإعلام في موسكو إن السبب الجوهري وراء ذلك «هو التغيرات في حالة الجليد، فلقد اعتقدنا أنهم كانوا جزءًا من النهر الجليدي الرئيسي فيالكي “أكا نايسن”». وأضاف أن الذوبان والانهيار والتغير في درجات الحرارة أدى لظهور هذه الجزر.

أُعلن ولأول مرة عن اكتشاف هذه الجزر من قبل وزارة الدفاع الروسية في آب/أغسطس ولكن في الحقيقة يعود اكتشافها لعام 2016 عندما لاحظت المهندسة مارينا ميجونوفا وجود كتل أرضية غير معروفة في صور الأقمار الصناعية بينما كانت تعمل على ورقة بحث.

أثناء البعثة البحرية الجديدة، مسح العلماء البحريون تضاريس الجزر الخمس الواقعة في خليج فايز في جزيرة سيفرني في نوفايا زيمليا، وظنوا حينها أن الجزر ظهرت من الأغطية الجليدية نحو عام 2014.

بالحديث عن الحجم تتراوح مساحة الجزر من صغيرة جدًا إلى كبيرة جدًا واثنتان منها كانتا الأصغر إذ بلغت مساحتهما نحو 30 × 30 مترًا فقط، مع العلم أن أكبر تلك الجزر تُعد واسعةً إذ تغطي مساحة 54,500 متر مربع.

كشف ذوبان القطب الشمالي عن 5 جزر جديدة لم نعلم بوجودها هناك حتى - ما هي التغيرات التي كشفها الاحتباس الحراري في المحيط المتجمد الشمالي

ومن ناحية الاستقرار طويل الأمد للكتل الأرضية المكتشفة حديثًا فمن المبكر الحكم على هذه الجزر، فمن المعروف أن انحسار وتقلص الأنهار الجليدية يزعزع استقرار الأرض المتواجدة أسفلها بسبب فقدها لطبقة جليدية داعمة من الأعلى.

قال الكابتن إليكسي كورنيس وهو رئيس قسم الهيدروغرافي (قسم وصف المياه) في أسطول الشمال لموقع القطب الشمالي الروسي: «اليوم من الصعب الوصول لأية نتائج متعلقة بأهميتها ومدى حياتها». مشيرًا إلى أن عالمًا جليديًا من البعثة البحرية خمن دوام هذه الجزر لعقد من الزمن أو أقل.

وعلى الرغم من أن هذه الجزر لا يتجاوز عمرها بضع سنوات فأشكال الحياة قد استوطنتها بالفعل، إذ قال كورنيس إنه لاحظ وجود الطحالب والحياة النباتية والطيور بالإضافة لدليل على وجود حيوانات برية أكبر في هذا النظام البيئي الصغير. وأضاف كورنيس: «لقد وجدنا بقايا فقمة مزقها دب، فإذا استطاعت هذه الحيوانات جميعها تثبيت أقدامها في الجزيرة فستدوم».

الأمر المؤكد هو بينما تزداد درجة حرارة العالم بشكل متزايد نتيجة الاحتباس الحراري الذي تسببه الأنشطة البشرية فإن هذه الجزر الخمس هي بداية التحولات السطحية في المناطق القطبية الذائبة على الأرض.

لم تؤكد البعثة البحرية الروسية خلال رحلتها -التي كانت في المياه الجليدية التي يصعب اجتيازها بسهولة- على اكتشافها لخمس جزر جديدة فحسب، بل اكتشفت أيضًا كتلة أرضية سادسة لم تكن معروفة من قبل تقع ضمن مضيق تشكل حديثًا في أرخبيل فرانز جوزيف لاند وهي جزيرة جديدة لم تكن يومًا جزءًا من شبه جزيرة حالية.

وفقًا للبحرية الروسية فإن هذه الجزر الجديدة ليست وحيدة فهي تنضم لقائمة من عشرات الجزر الأخرى التي ظهرت في المناطق القطبية الشمالية خلال السنوات القليلة الماضية، وهي ظاهرة واسعة حتى أن طلاب المدارس الروس يكتشفون جزر جديدة. بالنظر لطريقة سير الأمور في العالم يجب ألا نندهش، هكذا يقول العلماء.

قال عالم المحيطات توم ريبث من جامعة بانجور في ويلز لـ نيوزوييك: «لا يعتبر اكتشاف الجزر بسبب انحسار نهر نايسن الجليدي مفاجأة فالنهر الجليدي ببساطة عبارة عن نهر من الجليد الذي ينقل الثلج المتراكب والجليد من الأراضي المرتفعة إلى البحر».

كلما يصبح المناخ أكثر سخونة تتقلص الأنهار الجليدية وتنكشف الأراضي تحتها، وهذا دليل آخر على أعراض الاحتباس الحراري الذي يشهده القطب الشمالي إذ أصبح متوسط درجات الحرارة هناك أكثر دفئًا بنحو 5-6 درجات مئوية بسبب التغير المناخي.

اقرأ أيضًا:

هل يسبب الاحتباس الحراري عصرًا جليديًا مصغرًا؟

ما الفرق الذي يُحدِثه تغيّر درجة الحرارة بمقدار نصف درجة مئوية نتيجة الاحتباس الحراري؟

ترجمة: يزن باسل دبجن

تدقيق: علي قاسم

المصدر