استطاع الباحثون بمعهد MESA+ للنانوتيكنولوجي بجامعة تفينتي بهولندا، من التوصل إلى دائرة إليكترونية مصنعة بطرق حديثة بناءا نظرية دارون للتطور، هذه الرقائق مماثلة فى الحجم من مثيلتها التقليدية، ولكنها تختلف عنها بأنها تعمل بطريقة اشبه بطريقة عمل المخ البشري.

يعد تطوير الحواسيب الرقمية من أهم نجاحات القرن العشرين، فخلال العقود الأخيرة اصبحت هذه الحواسيب، اكثر قوة و توفيرًا للطاقة، وذلك عن طريقة اضافة بعض الأجزاء الصغيرة على رقائق السيليكون الخاصة بها، ولكن هذا التصغير المستمر لمكوناتها، اصبح أكثر تكلفة و أعقد فى التركيب.

التحدي الأكبر هو إنتاج رقائق تحتوي على عدد كبير من الترانزستورات لها نفس الخصائص، وبالتالي تستطيع الرقائق أن تؤدي عملها بكفاءة أكبر، وتحافظ على طاقتها لمستويات اعلى، وكان لابد من التوجه إلى الطبيعة للتوصل للفكرة التي ستقودنا لطريقة تصنيع هذه الرقائق، وبالفعل هذا ما تم، فبواسطة استخدام نظرية دارون للتطور، استطاع العلماء تصنيع رقائق إليكترونية، تعمل بكفاءة العقل البشري، وتقوم بحل أعقد المشكلات، بأستخدام قدر قليل من الطاقة.

يعتبر النهج الذى استخدمه العلماء للتوصل لهذه الرقائق، مشابه للنهج التطوري للكائنات الحية في الطبيعة، فأستخدم العلماء شبكات من جزيئات صغيرة من الذهب لتقوم بالعمليات الحسابية، وابتعدوا عن طرق التصميم التقليدية ليتجنبوا اخطاء التصميم المكلفة، وتستمد هذه الرقائق قوتها الحسابية من خلال التطور الاصطناعي الذي يستغرق اقل من ساعة وليس ملايين السنين كما هو فى الطبيعة، من خلال تطبيق الأشارات الكهربائية على الشبكة، بالامكان تهيئتها لـ 16 بوابة منطقية. التطور الحاصل هو استغلال عيوب المادة المحتملة التي قد تضر الالكترونيات التقليدية.

يقول البروفيسور ويلفريد فاندرفيل Wilfred van der Wiel: “هذه أول مرة يستطيع العلماء فيها التوصل لإليكترونيات قوية و سريعة، وتستطيع أن تنافس مثيلتها التجارية، خاصة أن الدوائر الموجودة حاليًا لها قدرة حسابية محدودة، بالأضافة أن هذه الدوائر تستهلك قدر ضئيل من الطاقة اثناء الأستخدام أو الأنتاج.”

فهذه الخطوة هامة جدًا في استنباط بعد المناهج البيئية التى تسلكها الكائنات الحية و تطبيقها على التكنولوجيا.


 

المصدر