فوائد زيت السمك ، وهو المتمم الغذائي الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة، باتت مؤخرًا تطرح كواحدة من المواضيع الأكثر جدلًا.

هل تقوم الأحماض الدهنية فعلًا بحمايتنا من الإصابة بأمراض القلب؟

أم هل يمكنها أيضًا أن تحسّن صحة المخ؟

للأسف، وبغض النظر عن أن آراء الناس ما زالت تؤكد فاعلية الاوميغا-٣، فإن الإجابة اليوم باتت تتمحور حول الرفض أو النفي.

أجريت العديد من الدراسات لتقييم الأطروحات حول فعالية زيت السمك المتعلقة بفوائد عدة للجسم، وكانت النتيجة أن الغالبية الساحقة من تلك الدراسات فشلت في التمييز بين أن يكون لهذا المتمم فعالية حقًا أو أن النتائج هي مجرد بلاسيبو عادي «placebo».

في دراسة أخرى، عُدّت الأكبر والأطول مقارنة بالأخريات، ويمكن إضافتها لقائمة الدراسات التي تكلّمنا عنها أعلاه؛ بعد متابعة ٤٠٠٠ مريض و لمدة خمس سنوات، وجد الباحثون أن الاوميغا-٣ لم يبطئ عملية تراجع الإدراك الحسي عند المسنين مع تقدّم الشيخوخة.

قادت الدراسة د. اميلي تشو «Emily Chew»، مديرة قسم علم الأوبئة «epidemiology» والتطبيقات السريرية في المؤسسة الوطنية لرعاية العين، والتي تشكّل جزءًا من المنظمة الوطنية للصحة «NIH».

قادت د. تشو في السابق دراسة تتعلّق بأمراض العين الناتجة عن التقدم في السن (اسمها AREDS)، حيث وجدت أن استعمال بعض المتممات الغذائية من شأنه أن يخفّف من انحلال الخلايا البقعية في العين تحت وطأة الشيخوخة.

بيّنت الدراسة أن استهلاك كميات خفيفة يوميًا من بعض مضادات الأكسدة والمعادن يبطئ عملية الانحلال هذه.

تبعاً لتلك النتائج الموردة، الدراسة الحالية (اسمها AREDS2)، تقوم بفحص أداء مضادات أكسدة أخرى أُضيف إليها أحماض الاوميغا-٣ الدهنية.

كل المرضى الذين شاركوا كانوا يعانون من مرض انحلال الخلايا البقعية في العين في مراحله الأولى والمتوسطة، وقاموا بتقسيمهم لأربع مجموعات وهي:

البلاسيبو «placebo»، والاوميغا-٣ ، واللوتيين «lutein» وزياكسانتين «zeaxanthin» (وهي متممات غذائية موجودة في الخضار ذات الأوراق الخضراء)، أو الاوميغا-٣ والمتممات من مصدر نباتي معًا.

خضع المرضى المشاركين لفحص الأداء الإدراكي للعقل عندهم عند بداية الدراسة وأثناء المتابعة في السنين الثانية والرابعة للدراسة.

في النتائج، لم يتبيّن أن للمتممات المعطاة أي تأثير في الحفاظ على قوة الإدراك الحسي عند المشاركين – بل كان العكس تمامًا، فالمجموعات الأربع بيّنت تراجعًا إدراكيًا متوازيًا للكل مع مرور الوقت.

تقول د. تشو للصحافة: «على عكس ما يؤمن به الناس؛ لم نرى أية فوائد للاوميغا-٣ من ناحية إيقاف عملية التراجع الإدراكي عند المسنين».

يعتبر مرض ألزهايمر السبب الرئيسي للخرف في الولايات المتحدة، فهو يصيب حوالي ٥.١ مليون أميركي تزيد أعمارهم عن ٦٥ عامًا.

حاولت هذه الدراسة الأخيرة أن تسلّط الضوء حول إن كان هناك أية فعالية للاوميغا-٣ وكيفية عملها في إيقاف التراجع الإدراكي عند المسنين.

بعض الدراسات التي أُجريت على الفئران بيّنت فوائد قوية للمتممات، نذكر منها انخفاض الترقيع غير الطبيعي للبروتينات في أنسجة المخ، والتي تؤدي بدورها للاصابة بألزهايمر.

في تجربة سريرية لذات الأمر عند البشر، بيّنت للأسف أن لا تأثير يذكر للاوميغا-٣ في علاج الألزهايمر في مراحله الأولى والمتوسطة.

«أضافت لنا معلومات AREDS2 الكثير من الحقائق لمجهودنا في فهم العلاقة بين تناول المتممات الغذائية وتقدّم مرض ألزهايمر و تراجع الإدراك الحسي»، كما تقول د. لينور لونر «Lenore Launer»، الباحثة الرئيسية في مختبر علوم الأوبئة والسكان في المعهد الوطني لدراسة الشيخوخة.

وأضافت: «يمكن على سبيل المثال، أن يكون لتوقيت أخذ المتممات، أو استهلاكها في نظام معين؛ مفعول أو فوائد ما».