لقد كان إرسال مهمة فضائية إلى أقمار المريخ مما يرغب به مخططو المهمات وعشاق الفضاء لمدة زمنية لا بأس بطولها. وعلى مدار الأعوام القليلة المنصرمة عمل فريق من مهندسي وعلماء وكالة الفضاء اليابانية معًا Japanese Space Agency (JAXA) لإنشاء هكذا مهمة.

اليابان سترسل مركبة إنزال إلى قمر مريخي وستعود بحلول عام 2030 - إرسال مهمة فضائية إلى أحد أقمار المريخ - الكويكب ريوجو Ryugu

أما الآن فأعلنت JAXA هذا الأسبوع أن مهمة استكشاف أحد أقمار المريخ Martian Moon eXploration (MMX) حصلت على الموافقة للمضي قدمًا، بهدف إطلاق مكوك orbiter ومركبة إنزال lander -وربما مركبة جوالة rover- مع إمكانية تحصيل العينات التي جمعت إلى الأرض بحلول عام 2024.

على مدار السنوات الثلاث الماضية، كانت MMX فيما تسميه JAXA مرحلة ما قبل المشروع والتي ترتكز على عمليتي البحث والتحليل للبعثات المحتملة ويشمل ذلك إجراء عمليات محاكاة الهبوط وذلك لتحسين تصميم المركبات الفضائية. الآن وبما أنه انتقلت المهمة إلى مرحلة التطوير؛ سيكون التركيز على المضي قدمًا بتطوير أجهزة المهمة وبرامجها.

يبدو أن مهمة MMX تعتمد في مبدأها على المهام التي أجرتها JAXA بنجاح وهي مهام استكشاف الأجسام الصغيرة وإرسال العينات للأرض. رحلة المركبة الفضائية هايابوسا Hayabusa إلى الكويكب إيتوكاوا Itokawa في عام 2005 وأكملت بنجاح عملية إعادة العينات إلى الأرض في عام 2010، على الرغم من العديد من العقبات والأعطاب في تلك المركبة الفضائية.

ثم جمع مسبار هايابوسا عينتين من الكويكب ريوجو Ryugu في 2019، ومن المقرر أن تعود المركبة الفضائية المحملة بالعينة إلى الأرض في أواخر عام 2020.

تتطلب خطة MMX وجود مركبة فضائية من نوع المكوك وأن تكون مجهزة بعدة أدوات لدراسة قمري المريخ كليهما وهما فوبوس Phobos وديموس Deimos لمدة ثلاث سنوات تقريبًا.

عندئذٍ سيتحرك MMX حلزونيًا حول فوبوس ويهبط على سطحه، على الأرجح بوجود مركبة جوالة مجهزة بمثقاب من نوع ملباب corer-type للحفر والحصول على عينة واحدة على الأقل (تتجاوز كتلتها 10 جرام).

ستستخدم منظومة قوة الدفع propulsion module لرفع حاوية مستوعب العينة خارج فوبوس والعودة بها إلى الأرض للوصول في شهر أيلول 2029 تقريبًا.

نظرة عامة على مهمة MMX. (وكالة الفضاء اليابانية)

الهبوط على أقمار المريخ وإجراء الدراسات عليها سيكون ثاني أفضل شيء بعد الذهاب إلى المريخ ذاته.

اعتبر فوبوس وديموس أماكن محتملة لتأسيس قواعد أو مستوطنات بشرية محتملة من شأنها أن تتيح وصولًا أسهل للمريخ مقارنةً بالذهاب إليه مباشرة وخاصةً بالنسبة لأوائل المهمات البشرية إلى نظام المريخ.

وقال جيم جرين Jim Green كبير العلماء في وكالة ناسا NASA Chief Scientist: «يمكن للبشر فعليًا استكشاف أسطح بعض الأجسام الفضائية فقط، وفوبوس وديموس مدرجان في قائمة المتاح».

ويضيف: «قد يجعل من موقعهما المدار حول المريخ هدفًا رئيسيًا للبشر لزيارته أولاً قبل الوصول إلى سطح المريخ نفسه، لكن ذلك لن يكون ممكنًا إلا بعد اكتمال نتائج مهمة MMX».

وقال فريق MMX: «ستختبر المهمة وتبين لنا ما التقنيات اللازمة للدخول إلى نطاق جاذبية المريخ والخروج منه، والهبوط والتنقل على سطح الأجسام منخفضة الجاذبية ونشر المعدات لمهام مثل أخذ العينات من السطح».

ستقيس المهمة أيضًا البيئة الإشعاعية المحيطة والتي تعد أحد مواطن القلق الكبيرة للبشر المسافرين إلى ما هو أبعد مما يستطيع الغلاف المغناطيسي للأرض حمايته.

يقول الموقع الإلكتروني لمهمة MMX: «المركبة الفضائية ستهبط لعدة ساعات لجمع عينة لا تقل عن 10 جرام باستخدام ملباب يمكنه جمع المواد من عمق لا يقل عن 2 سم تحت سطح القمر. ثم تغادر المركبة الفضائية نظام المريخ وتعيد العينة إلى الأرض، مستكملة بذلك أول رحلة ذهابًا وإيابًا إلى نظام المريخ». التكاليف المتوقعة لمهمة MMX هي 417 مليون.

من المتوقع أن تكون المهمة ذات طابع دولي وهي مزودة بأحد عشر أداة، سيتم توفير أربعة منها بواسطة شركاء دوليين في ناسا (الولايات المتحدة الأمريكية)، ووكالة الفضاء الأوروبية إيسا ESA (أوروبا)، وCNES (فرنسا)، وDLR (ألمانيا).

تشمل الأدوات التي صنعتها JAXA كاميرا تلسكوبية ذات زاوية ضيقة narrow-angle لرؤية التضاريس بتفاصيلها، والكاميرا ذات الزاوية الواسعة wide-angle لكشف وجود المعادن الرطبة والمواد العضوية، ومقياس ارتفاع ليزري LIDAR، وجهاز رصد للغبار ومحلل طيف الكتلة لدراسة الأيونات المشحونة حول الأقمار، وجهاز أخذ العينات وكبسولة عودة العينة، وجهاز لمراقبة البيئة الإشعاعية.

وقد وقعت ناسا على المساهمة بتقديم مطياف أشعة جاما والنيوترون لفحص العناصر التي تشكل أقمار المريخ ، وكذلك جهاز أخذ العينات الهوائية.

تقوم CNES ببناء مطياف الأشعة القريبة من تحت الحمراء والذي يمكنه تحديد التركيب المعدني، وتعمل مع DLR لتصميم المركبة الجوالة التي ستستطيع استكشاف سطح فوبوس. وكالة الفضاء الأوروبية إيسا ESA مدرجة في القائمة بصفتها مساعدة فيما يخص معدات الاتصالات في الفضاء السحيق.

شاهد الفيديو

اقرأ أيضًا:

عالم حشرات يدعي وجود صور تظهر أدلة على الحياة في المريخ

ربما سيكون الإنسان الأول على سطح المريخ امرأة

ترجمة: رولان جعفر

تدقيق: سلمى عفش

مراجعة: صهيب الأغبري

المصدر