إن تناول الكحول لتخفيف آثار الألم عملية قديمة قِدَم عملية التخمر ذاتها، فالكحول هو أحد أقدم الأدوية، وربما الأكثر استخدامًا في العالم. هل سبق وشاهدت أفلام الغرب الأمريكية القديمة؟ يحتاج أحدهم إلى بتر ساقه ولا يوجد تخدير؟ لا مشكلة! خذ زجاجة ويسكي وتناول بعض الرشفات! هل تحتاج إلى إخراج ذلك السهم من صدر الرجل؟ لا داعي للمورفين، لدينا الويسكي!

ما زال العديد من الناس يلجؤون إلى استخدام الكحول لتخفيف الآلام، بسبب قدرته على تثبيط الجهاز العصبي المركزي، إذ يشعر الجسم بالراحة عند تناول الكحول ، بسبب تباطؤ عمل الدماغ والجهاز العصبي.

مخاطر تناول الكحول لتخفيف الألم - استخدام الكحول لتخفيف آثار الألم عملية قديمة - تفاعل الكحول مع الأدوية - تثبيط الجهاز العصبي المركزي

القدرة على تحمل الكحول

لكن قد يسبب استخدام الكحول المستمر لتخفيف الألم عدة مشاكل، وذلك حال الإفراط في تناوله، أو عند مشاركته مع أدوية أخرى.

المشكلة الأساسية هي ازدياد تحمل الجسم لآثار الكحول، ما يعني احتياجك إلى جرعات أكبر لتحقيق نفس النتائج مع مرور الوقت.

إضافةً إلى أن كمية الكحول اللازمة لتخفيف الألم الشديد، قد تكون أكثر من الحد المسموح به للاستهلاك الآمن، بصرف النظر عن عامل التحمل.

المزيد من المخاطر الصحية

على المدى البعيد، قد يسبب فرط استهلاك الكحول مشكلات صحية عديدة، تتضمن السرطان وأمراض الكبد المُهدِّدة للحياة.

إضافةً إلى المشكلات الصحية التي قد تظهر وتتطور على المدى البعيد، قد يؤدي الاستهلاك المزمن للكحول إلى الإدمان، ما يسبب المزيد من المخاطر الصحية.

تفاعل الكحول مع الأدوية

قد يواجه الأشخاص الذين يعانون ألمًا مُزمنًا مشاكل فورية نتيجة تناول الكحول ، حال تناول أنواع أخرى من مسكنات الألم، بما في ذلك الأدوية التي لا تتطلب وصفةً طبية مثل تايلينول (أسيتامينوفين acetaminophen).

يدرك معظمنا خطورة خلط الكحول مع مثبطات أخرى مثل المهدئات، ومع ذلك تحتوي نشرات جميع مسكنات الألم (التي لا تتطلب وصفةً طبية) تحذيرات حول استخدامها تزامنًا مع الكحول.

قد تسبب مشاركة الكحول مع الأسبرين تلف بطانة المعدة، أما مشاركته مع تايلينول فتزيد من خطر تضرر الكبد، وكذلك يسبب خلطه مع أدفيل (إيبوبروفين) قرحةً ونزيفًا في المعدة.

فيما يلي قائمة ببعض الأدوية الشائعة، وتأثيراتها الجانبية التي قد تتطور إذا استُخدمت بالمشاركة مع الكحول:

  •  ديميرول، دارفون، كوديين: اختلال وظائف الجهاز العصبي المركزي، قد تكون قاتلة بكميات وتركيبات معينة.
  •  بافرين، أسبرين، إكسدرين، أناسين، ألكا-سيلتزر: التهيج والنزف في المعدة والأمعاء.
  •  فاليوم، ليبريوم: تقلل الانتباه واليقظة، وتضعف القدرة العقلية، وقد تكون مشاركة قاتلة.
  •  سومينيكس، سليب-إيز: يزيد الكحول فاعلية الدواء، فيثبط الجهاز العصبي المركزي.
  •  دالامين، سيكونال، نيمبوتال: قد تكون قاتلة، ينبغي ألا تُشارك مع الكحول أبدًا.
  •  دريستان، كوريسيدين، نيكيل: النعاس وفقدان اليقظة.
  •  إنسولين، أورينيز، تولينيز: ردات فعل شديدة وغير متوقعة، ينبغي ألا تُشارك مع الكحول أبدًا.
  •  تيتراسايكلين، سيرومايسين، فولفيسين: قد تسبب المشاركة غثيانًا وإقياء، وتقلل فعالية الدواء.
  •  أدوية ضغط الدم المرتفع: تزداد فعاليتها عند مشاركتها مع الكحول، ما يخفض ضغط الدم إلى مستويات خطرة.
  •  مضادات التخثر: يزيد الكحول من فعالية الأدوية المضادة للتخثر، فيؤدي الى نزيف مهدد للحياة.

باختصار لا تمتزج أكثر الأدوية مع الكحول جيدًا، لذلك إن كنت تشرب الكحول وتتناول أي دواء آخر، عليك أن تسأل طبيبك عن الآثار الجانبية المُحتمَلة، وأن تلتزم إرشاداته.

اقرأ أيضًا:

كيف يزيد تناول الكحول من خطر السرطان ؟

الاستهلاك المعتدل للكحول يقلل خطر دخول المستشفى

ترجمة: آية وقاف

تدقيق: غزل الكردي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر