قد يحدث النزف المهبلي في أثناء الحمل لعدة أسباب. تقول كاثلين بيركوفيتش طبيبة النساء والتوليد: «توجد العديد من الأسباب لحدوث نزف مهبلي في بداية الحمل، أحدها هو انغراس المشيمة وتثبتها بالأوعية الدموية في الرحم».

ماذا نفعل عند حدوث نزف مهبلي؟

يوجد خطر كبير للإجهاض بعد نحو 4 – 6 أسابيع من آخر دورة شهرية، لكن ما دام النزف بسيطًا فلا داعي للقلق. تضيف بيركوفيتش: «لستِ في حاجة إلى فعل أي شيء على الفور، إذ ينخفض حدوث الإجهاض التلقائي فور تحديد معدل ضربات قلب الطفل في أول 6-8 أسابيع، ويُجرى فحص بالموجات فوق الصوتية عند غياب النزف الغزير أو التشنجات، خلال الأسابيع 12- 14».

تقلق العديد من النساء عند شعورهن بالتعب أو الغثيان، لكن هذه الأعراض تتحسن عندما يبلغ الحمل 10-12 أسبوعًا، لكن من الطبيعي أن نقلق عند حدوث أعراض أخرى كالنزف الغزير.

متى عليك الاتصال بطبيبك؟

إن النزيف الغزير المصحوب بتشنجات هو أكثر علامات الإجهاض التلقائي شيوعًا، تقول الدكتورة بيركوفيتش: «إذا كنتِ تعانين التشنج والنزيف الغزير، خاصةً مع وجود مشاكل طبية سابقة، أو الخضوع لجراحة سابقة في البوق أو الرحم، فأنتِ في حاجة إلى زيارة الطبيب فورًا، قد تعانين أيضًا ألمًا في البطن وأسفل الظهر».

ما سبب الإجهاض التلقائي؟

تقول الدكتورة بيركوفيتش: «يسبب خلل اصطفاف الصبغيات 60 – 70% من حالات الإجهاض التلقائي، خاصةً في الأشهر الثلاثة الأولى، ويزداد احتمال حدوثه بعد سن 35».

ما العلامات المبكرة لإجهاض الحمل تلقائيًّا، ومتى علينا القلق - حدوث نزف مهبلي في بداية الحمل - انغراس المشيمة وتثبتها بالأوعية الدموية - النزف المهبلي

ثاني أكثر الأسباب شيوعًا هو وجود حالة مرضية مزمنة مثل داء السكري، ويمثل 5 – 7% من الحالات، قد يساهم التدخين في حدوثه أيضًا، وقد يكون مجهول السبب.

عند حدوث إجهاضين مع الشريك نفسه دون أي طفل حي، أو 3 إجهاضات مع نفس الشريك مع وجود طفل حي، فيُحتمل أن السبب خلل في صبغيات أحد الزوجين، لكنه أمر غير شائع ويحدث فقط في 5% من الحالات.

ما الذي يعرضك لخطر الإجهاض التلقائي؟

يزداد خطر حدوث الإجهاض التلقائي لدى النساء بعد عمر 35 عامًا، لأن التشوهات الصبغية تصبح أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر، ويشكل وجود أمراض غير مُعالَجة مثل مرض السكري وأمراض القلب والكلى واضطراب الغدة الدرقية عوامل خطر أخرى.

تقول الدكتور بيركوفيتش: «إن معالجة الأمراض والتخطيط للحمل أمر مهم للغاية للحصول على حمل ناجح، لذا تجب استشارة الطبيب، لمعالجة الأمراض حال وجودها».

كيف يُشخَّص الإجهاض التلقائي؟ وما علاجه؟

يُعَد القلق عند رؤية النزيف السبب الأول لاهتمام الطبيب بمتابعة حالة الحمل لدى المرأة، تقول بيركوفيتش: «لتقييم هذه الحالات نتحرى الأمراض الموجودة وإمكانية علاجها، ثم نجري فحصًا بالموجات فوق الصوتية للتحقق من وجود أسباب محتملة للنزيف، مثل الأورام الليفية الرحمية أو آفات الرحم، ونقارن مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية بصور الموجات فوق الصوتية لتأكيد حصول الحمل، وبعد ذلك يمكننا وضع جدول زمني للمفترض حدوثه في أثناء 1 – 3 أسابيع القادمة، ونخبر السيدة بنوع المتابعة التي سنقدمها».

يجب التحلي بالصبر عند مواجهة الحمل المهدد بالإجهاض التلقائي، رغم صعوبة ذلك. تقول الدكتورة بيركوفيتش: «لسوء الحظ، تنتج أكثر حالات الإجهاض التلقائي من تشوهات صبغية، لذلك لا يمكن علاجها أو الوقاية منها، وقد نحتاج في بعض حالات النزيف إلى الانتظار فقط، ومراقبة كيفية تقدم الحمل».

وأخيرًا، لا تلومي نفسك!

تلوم العديد من النساء أنفسهن على إجهاض الحمل، رغم عدم إقدامهن على أي فعل يتسبب به، إذ يكون السبب عادةً خلل في اصطفاف الصبغيات، وهو أمر خارج عن إرادة أي شخص. يجب التحدث إلى الطبيب حال الشك في حدوث الإجهاض التلقائي، للاطمئنان وتقديم النصح.

اقرأ أيضًا:

يجب أن يقلع الآباء عن شرب الكحول قبل ستة أشهر من بدء الحمل

كل ما تحتاج إلى معرفته عن مقدمات الارتعاج (تسمم الحمل)

ترجمة: وفاء أبو الجدايل

تدقيق: سمية المهدي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر