يختبر المرضى متلقو المسكنات الأفيونية بعد قلع الأسنان ألمًا شديدًا. وفقًا لباحثي جامعة ميشيغان، فإن استخدام المسكنات الأفيونيّة لتخفيف الألم المترافق مع قلع الأسنان يمكن تخفيضه إلى الحد الأدنى أو وقفه بالكامل، وذلك في الاستخدام السريري في طب الأسنان.

سُئل ما يزيد على 325 مريضًا خاضعًا لعملية قلع أسنان لتقييم معدل الشعور بالألم والرضا على مدار ستة أشهر من قلع السن. تبين أن نصف المرضى الخاضعين لقلع جراحي و39% من المرضى الخاضعين لقلع عادي وُصفت لهم المسكنات الأفيونية.

قارن باحثو جامعة ميشيغان معدلات الألم والرضا بين متلقي المسكنات الأفيونيّة ومجموعة أخرى لم تتلقاها. يقول روميش نالياه بروفيسور الطب السريري في جامعة ميشيغان، الكاتب المشارك في الدراسة: «تبين أن رضا المرضى حول تدبير الألم لم يختلف بين المجموعة المتلقية للمسكنات الأفيونية والمجموعة غير المتلقية لها، أيضًا لم يختلف الأمر بين القلع الجراحي والعادي. لكن المفاجأة أن المرضى متلقى المسكنات الأفيونيّة أفادوا باختبارهم ألمًا أشد مقارنةً بالمجموعة غير المتلقية للمسكنات الأفيونية في نمطي القلع كليهما».

ووجد الباحثون أن نحو نصف كمية المسكنات الأفيونية الموصوفة لم تُستخدم في حالتي القلع الجراحي والعادي، ما قد يعرض المرضى أو أقاربهم لخطر إساءة استخدام الكميات المتبقية من المسكنات حال لم يُتخلص منها بالكامل.

يقول المؤلف المشارك في الدراسة تشاد بروميت: «تدعم بيانات دراستنا نتائج التجارب المُعَشَّاة المنضبطة المنشورة سابقًا، التي تُظهر أن المسكنات الأفيونيّة ليست أفضل من الأسيتامينوفين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في تدبير الألم بعد قلع السن».

إن تشاد بروميت هو نائب مدير شبكة ميشيغان لترشيد وصف المسكنات الأفيونيّة (Michigan OPEN) التي تطور وتختبر وتنشر مبادئ استخدام المسكنات الأفيونية عند المرضى الذين يعانون ألمًا حادًا تاليًا للجراحة أو الإجراءات الطبية.

وقال أيضًا: «تدعم هذه النتائج توصيات شبكة ميشيغان لترشيد وصف المسكنات الأفيونية، التي تدعو إلى التوقف عن وصف المسكنات الأفيونيّة لأكثر المرضى بعد قلع السن، بما في ذلك عمليات قلع ضرس العقل».

تقترح الجمعية الأمريكية لطب الأسنان قصر استخدام المسكنات الأفيونية إلى سبعة أيام، وهي مدة يرى البروفيسور نالياه أنها طويلة جدًا، إذ قال: «أعتقد أنه بإمكاننا التوقف عن استخدام المسكنات الأفيونيّة في طب الأسنان تمامًا، عدا بعض الاستثناءات مثل المرضى غير القادرين على تحمل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ومن ثم يمكن خفض استخدام المسكنات الأفيونية إلى قرابة 10% من المعدل الحالي».

المسكنات الأفيونية بعد قلع الأسنان هي الأسوأ على الإطلاق - استخدام المسكنات الأفيونية لتخفيف الألم المترافق مع قلع الأسنان

وليس على أطباء الأسنان القلق حيال عدم رضا المريض بسبب عدم تناول المسكنات الأفيونية، إذ أظهرت الدراسة أن المسكنات البديلة كمضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو أسيتامينوفين هي أقدر على تسكين الألم، ومن ثم تحقيق مستوى أعلى من رضا المريض.

يرى نالياه أن لذلك سببين، أولًا أن أطباء الأسنان يصفون المسكنات الأفيونية في الحالات الشديدة، ما يرتبط بالمزيد من الألم. السبب الثاني -وهو الأرجح- أن الدراسة الحالية تتوافق مع الدراسات السابقة التي تقترح أن المسكنات الأفيونيّة ليست هي الأكثر فعالية لتسكين ألم الأسنان الشديد.

«يتحير أطباء الأسنان بين الرغبة في توفير الأمان للمريض والحرص على تنمية العمل، وبين الحد من وصف المسكنات الأفيونيّة في ظل الأزمة الحالية. تحرر نتائج هذه الدراسة طبيب الأسنان من البحث والقلق بشأن المسكن الأكثر فعالية، ومن الوصف الزائد للمسكنات الأفيونية».

يشكل أطباء الأسنان 6 – 6.5% من إجمالي وصفات المسكنات الأفيونية بالولايات المتحدة، ما يُعَد قليلًا نسبيًا. مع ذلك تشير الدراسة إلى أن أطباء الأسنان من أكثر الأطباء وصفًا لها، إذ تُعَد خيارهم الأول في تسكين الألم.

اقرأ أيضًا:

أطباء الأسنان قلعوا أكثر من 500 سن لطفل بعمر السبعة أعوام

لا داعي لحشو الأسنان بعد اليوم، اكتشف العلماء مادة تعيد نمو مينا الأسنان

ترجمة: مريم عيسى

تدقيق: فارس سلطة

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر