يحمل دمك الأكسجين إلى أعضاء جسمك وأنسجته، وعندما تنخفض مستويات الأكسجين في الدم تُسمى تلك الحالة نقص تأكسج الدم ، وهي حالة جدية تتطلب مراقبة طبية فورية، وتسببها العديد من العوامل، مثل الربو والتهاب الرئة وداء الانسداد الرئوي المزمن. تابع القراءة لتتعلم أكثر عن نقص تأكسُج الدم، وما يسببه، وكيف يمكن علاجه.

نقص تأكسج النسج مقابل نقص تأكسج الدم:

يشير المصطلحان إلى حالتين مختلفتين تمامًا، فنقص تأكسج الدم يشير إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، في حين يشير نقص تأكسج النسج إلى انخفاضها في أنسجة الجسم. قد يصاب المرء بالحالتين معًا، لكن ليس بالضرورة. قد يسبب نقص تأكسج الدم نقص تأكسج النسج، لأن انخفاض مستويات الأكسجين في دمك سيؤدي غالبًا إلى عدم حصول أنسجة جسمك على كفايتها من الأكسجين.

أنواع نقص تأكسج الدم:

توجد عدة أنواع من نقص تأكسج الدم، حسب آلية انخفاض مستوى الأكسجين في الدم:

1- عدم تطابق نسبة التهوية إلى التروية:

هو النوع الأكثر شيوعًا من نقص تأكسج الدم، تعبر كلمة التهوية عن إمداد الرئتين بالأكسجين، في حين ترمز كلمة التروية إلى إمدادهما بالدم.

يُقاس كل من التهوية والتروية وفقًا للنسبة المعروفة بنسبة التهوية إلى التروية. من المعتاد وجود قدر ضئيل من عدم التطابق في هذه النسبة، لكن يصبح الأمر خطيرًا إن كان عدم التطابق كبيرًا جدًا.

يوجد سببان لعدم تطابق نسبة التهوية إلى التروية:

  1.  حصول الرئتين على أكسجين كاف، لكنهما لا تحصلان على تروية دموية كافية (معدل تهوية/تروية مرتفع).
  2.  عندما تكون التروية كافية، لكن لا يوجد ما يكفي من الأكسجين (معدل تهوية/تروية منخفض).

نقص تأكسج الدم: الأسباب والعلاج - انخفاض مستويات الأكسجين في الدم - تأكسج النسج - حصول الرئتين على أكسجين كاف، لكنهما لا تحصلان على تروية دموية كافية

2- التحويلة:

طبيعيًا، يدخل الدم غير المؤكسج إلى الجانب الأيمن من القلب، وينتقل إلى الرئتين حيث يتلقى الأكسجين، ثم ينتقل إلى الجانب الأيسر من القلب كي يُوزّع إلى سائر الجسم. أما في هذا النوع من نقص تأكسج الدم، يدخل الدم إلى الجانب الأيسر من القلب دون أن يؤكسَج في الرئتين.

3- اعتلال الانتشار:

عندما يدخل الأكسجين إلى الرئتين، يملأ أكياسًا صغيرة تُسمى الحويصلات الرئوية، تحيط بها أوعية دموية دقيقة هي الشعيرات الدموية، وينتشر الأكسجين من الحويصلات إلى الدم عبر الشعيرات. في هذا النوع من نقص تأكسج الدم، يضعف انتشار الأكسجين إلى الدم.

4- نقص التهوية:

عندما يكون معدل الحصول على الأكسجين بطيئًا، ترتفع مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في الدم مقارنةً بالأكسجين.

5- نقص الأكسجين في البيئة المحيطة:

يحصل هذا النوع من نقص تأكسج الدم في المرتفعات الشاهقة، إذ ينقص الأكسجين المتوفر في الهواء بازدياد الارتفاع، لذا فإن ما تحصل عليه من أكسجين عند الشهيق في المرتفعات الشاهقة يكون أقل مقارنةً بما تحصل عليه في مستوى سطح البحر.

الأسباب:

توجد عدة حالات قد تسبب نقص تأكسج الدم، مثل:

  • متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
  • فقر الدم.
  • الربو.
  • خثرة دموية في الرئتين (احتشاء رئوي).
  • انهيار الرئة.
  • عيوب أو أمراض القلب الخلقية.
  •  مرض الانسداد الرئوي المزمن.
  • وجود سائل في الرئة (وذمة رئوية).
  • الارتفاعات الشاهقة.
  • داء الرئة الخلالي.
  • الأدوية التي تبطئ معدل التنفس، مثل أدوية التخدير والمخدرات.
  • الالتهاب الرئوي.
  • التندّب الرئوي.
  • انقطاع التنفس الانسدادي الرئوي في أثناء النوم.

قد تسبب الحالات المختلفة نقص تأكسج الدم بطرق مختلفة، مثلًا:

1- مرض الانسداد الرئوي المزمن

هو حالة مزمنة يتأثر فيها تدفق الهواء إلى الرئتين، وقد يؤدي تخرّب جدران الحويصلات الرئوية والشعيرات الدموية المحيطة في مرض الانسداد الرئوي المزمن إلى مشاكل في تبادل الأكسجين، ما يؤدي إلى نقص تأكسج الدم.

2- فقر الدم:

عندما لا يوجد ما يكفي من كريات الدم الحمراء لنقل الأكسجين بفعالية، تنخفض مستويات الأكسجين في الدم. إضافةً إلى أن نقص تأكسُج الدّم قد يكون أحد الأعراض الناتجة من حالات أخرى، مثل الفشل التنفسي، الذي يحدث عند عدم مرور ما يكفي من الأكسجين من رئتيك إلى الدم.

3- نقص تأكسج الدم عند حديثي الولادة:

قد تصيب نقص أكسجة الدم حديثي الولادة المصابين بعيوب أو أمراض قلب خَلقية، ويُستخدم قياس مستويات الأكسجين في الدم لتحري وجود عيوب خلقية في القلب عند الأطفال.

يتعرض الأطفال الخُدج أيضًا لنقص تأكسج الدم، خصوصًا حال احتياجهم إلى التنفس الاصطناعي.

أعراض نقص تأكسج الدم:

قد يختبر المصاب بنقص تأكسج الدم الأعراض التالية:

  • ضيق التنفس.
  • سعال أو صفير في أثناء التنفس.
  • الصداع.
  • تسارع النبض.
  • الشعور بالحيرة أو التشوش.
  • ازرقاق البشرة والشفتين والأظفار.

التشخيص:

سيجري الطبيب فحصًا جسديًا لرئتيك وقلبك، وقد يتفقد أيضًا لون بشرتك وأظفارك وشفتيك.

تتضمن الاختبارات الإضافية التي قد يجريها الطبيب لفحص مستويات الأكسجين لديك:

  • قياس الأكسجة، باستخدام مُستشعِر يوضع على إصبعك لقياس مستويات الأكسجين في دمك.
  •  القياس الشرياني لغازات الدم، وتُسحب فيه عينة دم من شريان لقياس مستوى الأكسجين فيه.
  •  اختبارات تنفس تقيّم تنفسك بواسطة جهاز أو من طريق التنفس في أنبوب.

العلاج:

يهدف العلاج إلى رفع مستويات الأكسجين المنخفضة إلى وضعها الطبيعي مُجددًا، وذلك بالمعالجة بالأكسجين، باستخدام قناع أكسجين أو أنبوب صغير مثبت على أنفك لتتزوّد بالأكسجين من طريقه.

قد ينتج نقص تأكسج الدم من حالات مرضية كامنة، كالربو والتهاب الرئة، وفي تلك الحالة يعمل الطبيب على علاج الحالة الكامنة.

مضاعفات نقص تأكسج الدم

تحتاج أعضاء جسمك وأنسجته إلى الأكسجين كي تعمل، وقد يصيب الضرر الناتج من غياب الكمية الكافية من الأكسجين أعضاءً حيوية كالقلب والدماغ.

متى تجب استشارة طبيب؟

عليك أن تطلب الرعاية الطبية الطارئة حال حدوث ضيق تنفس مفاجئ يؤثر في قدرتك على العمل.

قد يستدعي مجرد الشعور بضيق التنفس الذهاب إلى عيادة الطبيب أحيانًا، يجب عليك تحديد موعد مع الطبيب فورًا حال شعورك بأي من الأعراض التالية:

  • حدوث ضيق التنفس في أثناء نشاط بدني خفيف أو عند الراحة.
  • حدوث ضيق التنفس خلال التمرين وازدياده سوءًا بمرور الوقت.
  • الاستيقاظ من النوم فجأة بسبب ضيق التنفس.

الخلاصة

نقص تأكسج الدم حالة تنخفض فيها مستويات الأكسجين في دمك، وله أنواع وأسباب عديدة. وهو حالة جدّية قد تسبب للأعضاء الضرر، بل الموت إن تُركت دون علاج. عليك طلب الرعاية الطبية الطارئة إن أصابك ضيق مفاجئ في التنفس يؤثر في قدرتك على العمل.

اقرأ أيضًا:

جراحة السمنة تقلل عدد النوبات القلبية والسكتات الدماغية

الصدفية : أنواعها، تشخيصها وعلاجها

ترجمة: علي علوش

تدقيق: سمية المهدي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر