هل سبق أن لاحظت ضيق جواربك أو سروالك؟ قد يكون ذلك بسبب تورم ساقيك، إذ تتورم الساقين لسببين رئيسين:

احتباس السوائل (الوذمة): هو احتفاظ الأنسجة أو الأوعية الدموية في الساقين بالسوائل أكثر مما ينبغي، يحدث ذلك إذا قضيت اليوم بأكمله واقفًا على قدميك، أو جالسًا فترةً طويلةً جدًا، وقد تشير الوذمة إلى زيادة الوزن، أو عدم ممارسة التمارين الرياضية الكافية، أو وجود أسباب طبية أكثر خطورة.

الالتهاب: يحدث عند تهيج الأنسجة وتورمها في ساقيك، وهذه استجابة طبيعية عند كسر عظم، أو تمزق وتر أو رباط، ولكنها قد تشير أيضًا إلى مرض التهابي أكثر خطورةً، كالتهاب المفاصل.

مسببات احتباس السوائل

تؤدي العديد من الأشياء إلى زيادة السوائل أو الوذمة، إما في ساق واحدة أو في كليهما، مثل:

فشل القلب الاحتقاني

يحدث فشل القلب الاحتقاني عندما يضعف قلبك عن ضخ كل الدم الذي يحتاجه الجسم، ما يسبب تجمع السوائل خاصةً في الساقين.

لفشل القلب الاحتقاني أعراض أخرى منها:

  •  ضيق أو صعوبة في التنفس.
  •  التعب.
  •  السعال.

تورم الساقين: الأسباب والعلاج - احتفاظ الأنسجة أو الأوعية الدموية في الساقين بالسوائل أكثر مما ينبغي - احتباس السوائل - الالتهاب

مشاكل الأوردة

الخثار الوريدي العميق (DVT) ، والتهاب الوريد الخثاري: إذا كان لديك خثرة وريدية عميقة، فهذا يعني وجود كتلة دموية في وريد ما في ساقك، وقد تنفصل الكتلة الدموية وتنتقل إلى رئتك، فتسبب ما يُعرف بالانصمام الرئوي، الذي يهدد الحياة.

أما في التهاب الوريد الخثاري، المعروف أيضًا باسم التهاب الوريد الخثاري السطحي، تتكون الجلطات بالقرب من سطح الجلد، ولا تنفصل من مكانها.

أحد الأعراض الأولى لجلطات الأوردة العميقة أو التهاب الوريد الخثاري، هو تورم ساق واحدة فقط دون الأخرى (خاصةً ربلة الساق)، حيث يتجمع الدم ويركد في المنطقة، استشر طبيبك فورًا إذا لاحظت تورمًا في ساق واحدة فقط، أو أي من هذه الأعراض الأخرى:

  •  ألم في الساق، أو ألم يحدث عند الضغط على المنطقة المصابة، أو تشنج عضلي.
  •  جلد مائل للاحمرار أو الزرقة.
  •  جلد دافئ.

الدوالي والقصور الوريدي المزمن: تحدث تلك الأمراض عندما تعجز الصمامات داخل أوردة الساق عن المحافظة على سريان الدم صعودًا نحو القلب، وبدلاً من ذلك، يرجع إلى الساق مشكلًا تجمُّعًا مزرقًّا من الدوالي على الجلد، ما يؤدي إلى تورم الساقين أحيانًا.

قد تظهر بعض الأعراض الأخرى، مثل:

  •  ألم بعد الجلوس أو الوقوف فترةً طويلة.
  •  تغيرات في لون الجلد، كمشاهدة تكتلات لأوردة حمراء أو أرجوانية، أو قد يبدو جلد أسفل الساقين بنيًا.
  •  جفاف الجلد وتهيجه وتشققه.
  •  القروح.
  •  آلام الساقين.

مشاكل الكلى

تحدث أمراض الكلى طويلة المدى (المزمنة)، عندما لا تعمل الكلى كما ينبغي، فبدلاً من ترشيح الماء وطرد الفضلات من الدم، تتجمع السوائل في جسمك، ما يسبب تورمًا في ذراعيك وساقيك.

وقد تلاحظ أيضًا أعراضًا مثل:

  •  الإعياء.
  •  ضيق في التنفس.
  •  الغثيان.
  •  كثرة العطش.
  •  الكدمات والنزيف.

الفشل الكلوي الحاد: عندما تتوقف الكلى عن العمل فجأة، تسبب تورم الساقين والكاحلين والقدمين، ولكن ذلك يحدث عادةً حين يكون المريض مدخَلًا في المستشفى لأسباب أخرى.

تعاطي الأدوية

قد يكون التورم أحيانًا، عرضًا جانبيًا مزعجًا للأدوية الموصوفة للعلاج، ومن الأدوية التي تسبب تورم الساقين غالبًا:

 أدوية القلب (حاصرات قنوات الكالسيوم) مثل:

  • أملوديبين يُباع بالاسم التجاري نورفاسك.
  • نيفيديبين يباع بالأسماء التجارية (أدالات CC، أفيديتاب CR، نيفيدياك بنوعيه CC، ونيفيديكال XL، وبروكارديا).

 مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل:

  •  أسبرين.
  •  ايبوبروفين.
  •  نابروكسين.
  •  سيليكوكسيب يُباع بالاسم التجاري سيليبركس.
  •  بعض أدوية السكري، مثل الميتفورمين.
  •  الأدوية الهرمونية التي تحتوي على الإستروجين أو البروجسترون.
  •  بعض مضادات الاكتئاب.

اتصل بطبيبك إذا كنت تأخذ أيًا من هذه الأدوية ولاحظت تورمًا في أطرافك السفلية.

الحمل

خلال الثلث الثالث من الحمل، يسبب نمو جنينك ضغطًا على الأوردة في ساقيكِ، ما يبطئ الدورة الدموية، مسببًا تراكم السوائل، فيَحدث تورم خفيف.

أما إذا لاحظتِ حدوث أعراض أخرى، أخبري طبيبكِ، فهناك حالة خطيرة تسمى تسمم الحمل، ومن أعراضها:

 التورم الشديد خاصةً حول عينيكِ.

 الصداع شديد.

 تغيرات الرؤية كالضبابية أو الحساسية للضوء.

إن عانيتِ تورم الساقين وضيق التنفس خلال الثلث الأخير من الحمل، أو بعد الولادة بفترة وجيزة، فتحدثي مع طبيبك، إذ قد تكونين مصابة بحالة تسمى اعتلال عضلة القلب المحيط بالولادة، وهو نوع من أنواع فشل القلب.

مسببات الالتهاب

إن لم يكن احتباس السوائل سبب تورم ساقيك، فقد يكون ناتجًا عن الالتهاب، فإليك بعض أسبابه الشائعة:

التهاب المفاصل ومشاكلها الأخرى

من الأمراض والحالات التي تسبب تورم ساقيك:

النقرس: هو نوبة مؤلمة مفاجئة، ناجمة عن ترسب بلورات حمض اليوريك في مفاصلك، وتحدث عادةً بسبب الإفراط في تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بها.

  •  التهاب الركبة الكيسي: يعمل كيس الركبة المملوء بالسوائل كوسادة بين العظام والعضلات أو الجلد أو الأوتار.
  •  التهاب العظام المفصلي: من فئة أمراض التلف الناتج عن الاستخدام، ويتمثل هذا التلف بتآكل الغضروف.
  •  التهاب المفاصل الروماتويدي (الرَثَيانِي): مرض يهاجم فيه جهازك المناعي أنسجة مفاصلك.

الإصابات (التمزق العضلي، وتمزق الأربطة، وكسور العظام)

إذا التوى كاحلك أو كُسر عظمه، فقد تتورم ساقك بعض الشيء، ويعَد هذا التورم استجابة طبيعية للإصابة، إذ ينقل جسمك السوائل وخلايا الدم البيضاء إلى المنطقة المصابة، ويطلق مواد كيميائيةً تساعدك على الشفاء.

إليك بعض الإصابات الأكثر شيوعًا:

تمزق وتر العرقوب (وتر أخيل): هو أكبر الأوتار في جسمك، إذ يربط عضلات ربلة ساقك بعظم كعبك، ويساعدك على المشي والركض والقفز، فإذا تمزق هذا الوتر، فقد تسمع صوت فرقعة، ثم تشعر بألم حاد في الجزء الخلفي من كاحلك وأسفل ساقك، وقد تفقد قدرتك على المشي.

تمزق الرباط الصليبي الأمامي (ACL): يمتد الرباط الصليبي الأمامي قُطريًا في الجزء الأمامي من ركبتك، ويثبّت عظام ساقك السفلية في مكانها، وإذا تمزق هذا الرباط، فستسمع صوت فرقعة، وقد تفقد وظيفة ركبتك. وستعاني الألم والتورم أيضًا.

التهاب النسيج الخلوي: تحدث هذه العدوى الخطيرة عندما تدخل بكتيريا، مثل المكورات العقدية والمكورات العنقودية، عبر شق في جلدك. ويزيد حدوثها في الجزء السفلي من ساقك.

من الأعراض الأخرى:

  •  احمرار منطقة في الجلد تستمر في التوسع.
  •  ألم مع اللمس أو الضغط على المنطقة المصابة.
  •  ألم عمومًا.
  •  شعور بالدفء.
  •  حمى.
  •  بقع حمراء.
  •  بثور.
  •  جلد مدمل.

قد ينتشر التهاب النسيج الخلوي في جسمك بسرعة. اذهب إلى قسم الطوارئ إذا كان لديك:

  •  حمى.
  •  طفح جلدي أحمر متورم مؤلم (عند اللمس) سريع التغير.

إذا لاحظت طفحًا جلديًا أحمر متورمًا مؤلمًا عند اللمس متزايدًا ولكن دون حمى راجع طبيبك في أقرب وقت ممكن، ويفضل في اليوم نفسه.

العدوى أو الجرح: إذا أصبت في أي وقت بخدش أو كشط أو جرح خطير، فسيدفع جسمك السوائل وخلايا الدم البيضاء إلى المنطقة المصابة بغزارة، ما يسبب التورم، يجب زيارة الطبيب إذا استمر الجرح أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

إن أصيب الجرح بالعدوى، فقد يزداد التورم، إذ يعد استمرار التورم بضعة أيام أمرًا طبيعيًا، ومن المفترض أن يصل إلى الذروة في اليوم الثاني تقريبًا، ثم يبدأ بالتحسن، وإذا كنت مصابًا بداء السكري، أو أي مرض آخر يؤثر في جهازك المناعي، فاستشر طبيبك.

ما الذي يجب عليّ فعله عند تورم الساقين ؟

يمكنك تجربة العلاجات المنزلية التالية لتخفيف التورم:

  •  قلل من تناول الأطعمة المالحة.
  •  ارتدِ جوارب ضاغطة.
  •  مارس الرياضية يوميًا.
  •  عند ركوب السيارة فترات طويلة، بدّل طريقة جلوسك، وتوقف لترتاح قدر المستطاع.
  •  عند السفر بالطائرة، انهض من مقعدك، وتحرك قدر الإمكان.
  •  ارفع ساقيك فوق مستوى قلبك مدة نصف ساعة، عدة مرات يوميًا.

لا تتجاهل تورم ساقك، فقد يكون مؤشرًا لخطر ما، وإذا ترافق مع أعراض أخرى، مثل ألم الساق أو ضيق التنفس أو الإرهاق الشديد، فاتصل بطبيبك فورًا.

اقرأ أيضًا:

حمية غذائية مناسبة لمرضى القصور الكلوي المزمن

ما العلامات المبكرة لإجهاض الحمل تلقائيًّا، ومتى علينا القلق؟

ترجمة: أحمد سعد ماضي

تدقيق: راما الهريسي

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر