وجد علماء الفلك نجمًا يدور حوله كوكب خارجي ربما يصلح للحياة، وهما يشبهان الشمس والأرض أكثر من أي زوجين من النجوم والكواكب المعروفة.

يقع هذا الكوكب الذي لم يتأكد وجوده بعد على مسافة مناسبة من نجمه، ما يسمح بوجود المياه السائلة على سطحه، أي إنه قد يكون صالحًا لاستقبال الحياة، ويبلغ حجمه نحو 1.9 مثل حجم كوكبنا.

صرح رينيه هيلر قائد البحث الجديد: «يقل حجم الكوكب عن ضعف حجم الأرض بقليل، ونجمه المشابه لشمسنا هو ما يجعله مميزًا ومألوفًا للغاية».

يُسمى الكوكب المرشح (KOI-456.04)، وإذا أكدت تلسكوبات أخرى وجوده، فسينضم إلى نحو 4000 كوكب معروف خارج نظامنا الشمسي.

وجد بحث سابق أن النجم الذي يدور حوله شبيه الأرض المحتمل، ويُسمى (كيبلر-160)، لديه كوكبان يدوران حوله، وكشفت الدراسة الجديدة عن كوكبين إضافيين.

تصور فني لمجموعة من الكواكب الشبيهة بالأرض، هي بالترتيب من اليسار: كبلر -22 ب، كبلر -69 ج، كبلر -452 ب، كبلر -62 ف، كبلر -186 ف. ثم الأرض في النهاية

تصور فني لمجموعة من الكواكب الشبيهة بالأرض، هي بالترتيب من اليسار: كبلر -22 ب، كبلر -69 ج، كبلر -452 ب، كبلر -62 ف، كبلر -186 ف. ثم الأرض في النهاية

ماذا يجعل كوكبًا خارجيًا صالحًا للحياة؟

ليكون الكوكب صالحًا لاستضافة الحياة، يجب أن يدور حول نجم مستقر، على بعد مناسب لتحقيق درجة حرارة مناسبة لوجود الماء السائل.

تشير بعض التقديرات إلى أن مجرة درب التبانة تحوي قرابة 10 مليارات كوكب شبيه بالأرض، تعرفنا منهم على 4000 فقط.

لا تحقق أكثر الكواكب الخارجية الشروط الملائمة الحياة، وجد الباحثون أن أكثر تلك الكواكب تدور حول أقزام حمراء، وهي ليست مستقرة بما يكفي، فهي أصغر وأبهت من الشمس، وتبعث أشعة تحت حمراء، وأحيانًا انفجارات عالية الطاقة قد تحرق الكواكب القريبة.

أغلب الكواكب الخارجية التي تدور حول نجم شبيه بالشمس أكبر كثيرًا من الأرض، عادةً بحجم نبتون (أي أربعة أضعاف حجم الأرض)، تميل هذه الكواكب الأكبر حجمًا إلى وجود الهيدروجين في غلافها الجوي، ولا تحتوي على الماء السائل.

اكتشاف نجم وكوكب يشبهان الشمس والأرض بدرجة لافتة للنظر - وجد علماء الفلك نجمًا يدور حوله كوكب خارجي ربما يصلح للحياة - كوكب خارجي صالح للحياة

لكن الكوكب الجديد يبدو واعدًا

ظهر هذا الاكتشاف الجديد عندما أعاد علماء الفلك فحص بيانات مرصد كيبلر الفضائي المتوقف عن العمل منذ أكتوبر 2018. بعد كيبلر، انتقلت مهمة رصد الكواكب الخارجية إلى مرصد القمر الصناعي (TESS) الذي باشر الرصد في أغسطس 2018.

نظرًا إلى أن حجم الكوكب (KOI-456.04) يقل عن ضعف حجم الأرض، قد يعني ذلك أن ظروف غلافه الجوي مشابهة للأرض، إضافةً إلى أن حجم نجمه نحو 1.1 مثل حجم الشمس، ودرجة حرارة سطح النجم 5200 درجة مئوية (300 درجة أقل من الشمس)، ويبعث ضوءًا مرئيًا تمامًا مثل شمسنا.

وفقًا لمعهد ماكس بلانك، إن كان غلاف الكوكب (KOI-456.04) الجوي مشابهًا لغلاف الأرض (أي أنه يؤثر تأثيرًا مشابهًا لظاهرة الاحتباس الحراري) فسيكون متوسط درجة حرارة سطحه 5 درجات مئوية، مقابل 15 درجة مئوية على الأرض.

يبعد هذا النظام 3000 سنة ضوئية عن نظامنا الشمسي. ستجري التلسكوبات الفضائية المستقبلية دراسةً أكثر تفصيلًا للكوكب المحتمل، إذ تخطط وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية لإطلاق تلسكوب (جيمس ويب) الفضائي سنة 2021، في حين سيركز التلسكوب الفضائي (بلاتو) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية المقرر إطلاقه سنة 2026 على العثور على كواكب شبيهة بالأرض تدور حول نجوم شبيهة بالشمس.

تقرأ أيضًا:

عوالم خارج المجموعة الشمسية !

الأقزام الحمراء – نجوم باردة في ظلام المجرة

ترجمة: حمزة البدارنة

تدقيق: سمية المهدي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر