تغيرت حياتنا كثيرًا منذ اختراع شبكة الإنترنت، وأصبحنا نعتمد عليها أكثر من أي وقت مضى في كل المجالات من الحياة الشخصية إلى الأنشطة التجارية والتحويلات المالية. لذا أصبح من الضروري توفير كل ما يلزم للحفاظ على بياناتنا الخاصة آمنة. الأمن السيبراني أو أمن المعلومات هو باختصار كل الممارسات والأنشطة التي تضمن حماية الموارد البشرية والمالية المرتبطة بتقنيات الاتصالات والمعلومات.

يصعب توقع مستقبل الأمن السيبراني، لا سيما والمخترقون يطورون أدوات جديدة باستمرار، فلا نعرف الخطر القادم، لكن إليك بعض التوقعات الخاصة بمستقبل أمن المعلومات:

 الذكاء الاصطناعي حجر الأساس لجميع أنظمة حماية المعلومات

أحدثت تقنيات الذكاء الاصطناعي ثورةً في عالم التكنولوجيا، وصارت الكثير من الصناعات والأعمال تعتمد عليه، ومع توسع رقعة الشركات والمؤسسات التي تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي، ازدادت مخاطر اختراق هذه التقنيات وأصبحت هدفًا رئيسيًا للمخترقين.

هذا التحدي سيدفع المبرمجين إلى استخدام التقنية ذاتها للكشف عن الثغرات الأمنية وإصلاح الأخطاء قبل أن يكتشفها المخترقون، ومن ثم سيكون الذكاء الاصطناعي حجر أساس في أنظمة حماية المعلومات الحديثة.

ما هو مستقبل الأمن السيبراني - كيف تضمن حماية الموارد البشرية والمالية المرتبطة بتقنيات الاتصالات والمعلومات - الأمان على شبكة الإنترنت

 التركيز على صد الهجمات الإلكترونية

تصاعدت وتيرة الهجمات الإلكترونية في العقد الأخير، وكانت الشرارة الأولى سنة 2010 مع فيروس (ستوكسنت) الذي زُرِع في أجهزة الكومبيوتر الخاصة بالطرد المركزي في المفاعلات النووية الإيرانية بهدف تعطيل عمل هذه الأجهزة وجمع المعلومات.

وفي سنة 2017، طور مجموعة من المخترقين الروس فيروسًا استهدف العديد من الشركات الأمريكية وشبكات الطاقة في أوروبا الشرقية.

تُعَد الحرب الإلكترونية خيارًا جيدًا اليوم للدول النامية والضعيفة، التي لا تمتلك الموارد أو الدعم السياسي للمشاركة في النزاعات، إذ يمكنها زرع الفيروسات في أجهزة كومبيوتر دولة أخرى واستغلال ذلك لتحقيق مكاسب مختلفة، وستحتاج شركات حماية المعلومات إلى تطوير البنية التحتية حتى تكون جاهزةً لصد أي هجمات إلكترونية مُحتمَلة، كإضافة مستويات أمان أعلى وطبقات حماية متعددة.

 سوف يزداد عدد المخترقين يومًا بعد يوم!

وفقًا لدراسة حديثة، يُخترق جهاز كومبيوتر كل 39 ثانية تقريبًا، وتحدث أكثر حالات الاختراق باستغلال الثغرات الأمنية والبرمجية في أنظمة التشغيل.

مع تطور مستوى التعليم في الدول النامية وازدياد عدد المبرمجين والعاملين في المجال التقني دون وجود وظائف شاغرة كافية لهذا العدد، يتحول العديد منهم إلى الجرائم الإلكترونية، ما يؤدي إلى ازدياد عدد المخترقين مستقبلًا.

 تطوير مهارات المختصين بأمن المعلومات

مع زيادة عدد حالات القرصنة والاختراق بدرجة كبيرة، تضطر الشركات إلى إنفاق المزيد من الأموال لرفع مستوى الحماية وإغلاق الثغرات الأمنية. تشير التوقعات إلى أن سوق الأمن السيبراني ستبلغ قيمته 42 مليار دولار في سنة 2020 فقط. ومع ذلك لن تكون برامج الحماية ذات فائدة ما لم يستخدمها أشخاص مدربون استخدامًا صحيحًا.

تتلخص المشكلة الحالية في وجود نقص حاد في الأيدي العاملة التي تمتلك مهارات التعامل مع أنظمة الحماية. وفقًا للتوقعات فإن الفجوة بين الوظائف الشاغرة والعمال المؤهلين ستزداد إلى نحو مليوني وظيفة شاغرة بحلول عام 2022.

نتيجةً لذلك، سيُصبح توظيف مُختصين بأمن المعلومات أمرًا صعبًا ومُكلفًا، وستتجه المؤسسات والمنظمات الرائدة إلى الاستثمار في موظفيها الحاليين وتدريبهم على أنظمة الحماية، حتى يمكنهم التعامل مع أنظمة الحماية والمشاكل الأمنية تعاملًا صحيحًا.

 حديث اليوم، قديم غدًا!

تُعَد أنظمة التشغيل القديمة خطرًا حقيقيًا على الأمن السيبراني أو أمن المعلومات، وبرز ذلك سنة 2017 عندما أصاب فيروس (wanna cry) أكثر من 200 ألف جهاز كومبيوتر يستخدم إصدارات قديمة من نظام التشغيل ويندوز.

وهذا لعدة أسباب، أهمها عدم وجود دافع لدى الشركات المصنعة لأنظمة التشغيل لتوفير تحديثات أمان جديدة للأنظمة القديمة، حتى إن كانت بعض الثغرات معروفة شائعة.

ومع هذا ما زالت الكثير من الشركات تعتمد على أنظمة وتقنيات قديمة، إما لتوفير المال أو لأنها لا تعرف أهمية الحماية الأمنية. ويقود هذا إلى مشكلة أخرى، إذ يشعر الكثير من المستخدمين بالرضا التام عن أجهزتهم الحالية، ما قد يدفعهم لعدم استبدالها أو ترقيتها، ومن ثم تصبح هدفًا سهلًا للمخترقين.

اقرأ أيضًا:

المخترقون الإلكترونيون “الهاكرز” استهدفوا البعد الثالث للفضاء السيبراني: عقول المستخدمين

تحويل إشارات المخ إلى نص عبر الذكاء الاصطناعي

ترجمة: بيان علي عيزوقي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر