هل من الممكن وجود علاقة بين الإصابة بالصداع والتوجه الجنسي لدى الفرد؟ ربما تكون الإجابة نعم. بعد تتبع الصداع النصفي عند آلاف الأمريكيين وجد الباحثون علاقة بين التوجه الجنسي وحالات الصداع؛ إذ إن الرجال والنساء الذين يعرّفون عن أنفسهم على أنهم مثليون أو مزدوجو الميول الجنسية أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي.

قال جيسون ناجاتا الأستاذ المساعد والكاتب في قسم طب الأطفال في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو: «إن المثليين ومزدوجي الميول الجنسية أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي من غيرهم بنسبة 58%»؛ إذ إن ثلث المثليين ومزدوجي الميول الجنسية الذين شاركوا في تلك الدراسة قد عانوا سابقًا الصداع النصفي.

وأضاف: «وجدنا أن المغايرين الذين لديهم انجذاب طفيف لنفس الجنس أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي من الذين يعرفون عن أنفسهم على أنهم مغايرون تمامًا». الصداع النصفي هو الصداع الذي يصاحبه غثيان وإقياء وحساسية من الضوء والأصوات المزعجة ويؤدي إلى شعور بآلام في جانب واحد من الرأس.

وأيضًا لاحظ فريق الدراسة أن الصداع النصفي هو السبب الخامس الرئيسي في زيارات غرفة الطوارئ في الولايات المتحدة؛ إذ يصيب تقريبًا 1 من كل 6 أمريكيين وتقدر مؤسسة أبحاث الصداع النصفي أن 18% من النساء الأمريكيات و6% من الرجال الأمريكيين يصابون بالصداع النصفي. 9 من كل 10 مرضى بالصداع النصفي لديهم تاريخ عائلي من الصداع.

هل توجد علاقة بين التوجه الجنسي والصداع النصفي - علاقة بين التوجه الجنسي وحالات الصداع - المثليون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالصداع

بما يتعلق بالدراسة الجديدة؛ نظر الباحثون إلى ما يقرب من 10000 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 31 و42 عامًا. كانوا جميعًا جزءًا من دراسة صحية أكبر على الصعيد الوطني بين عامي 2016 و2018.

عرّف قرابة 86% منهم أنفسهم على أنهم مغايرون و10% قالوا إنهم في الغالب مغايرون وقال أكثر من 4% إنهم مثليون أو مزدوجو الميول الجنسية.
في النهاية قرر الفريق أن المثليين ومزدوجي الميول الجنسية وباقي أفراد مجتمع الميم LGBTQ والمغايرين (الفضوليين) معرضون لخطر الصداع النصفي أكثر من المشاركين المغايرين جنسيًا.

وعند السؤال عن السبب، أشار ناجاتا إلى الحاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف الأسباب وراء تلك الظاهرة وأشار إلى أن «المثليات والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية يعانون رهاب المثلية (الهوموفوبيا) والتمييز، وهذا ما قد يؤدي إلى زيادة التوتر ومن ثم إلى الصداع النصفي».

فوجئ الدكتور ريتشارد ليبتون مدير مركز مونتيفيوري للصداع النصفي في كلية آلبرت آينشتاين للطب في مدينة نيويورك من النتائج المطروحة وقال: «نعلمُ أن انتشار الصداع النصفي يبلغ ذروته في منتصف العمر وهو أعلى بثلاث مرات لدى النساء وأعلى عند أفراد المجتمع ذوي الدخل المنخفض مقارنة بالفئات المجتمعية ذات الدخل المرتفع والميسور». وأضاف ليبتون الذي لم يساهم في الدراسة: «هذه البيانات الأولى من نوعها التي أفحصها وتفصل بين المغايرين جنسيًا ومثليي الجنس وسائر أفراد مجتمع الميم».

رأيه؟

قال ليبتون: «من المثير للاهتمام أن يتشابه المغايرون الفضوليون مع المثليين، قد يكون لدى مجموعة (المغايرين الفضوليين) توزيع مشابه لضغوط الأقليات الجنسية مثل أفراد مجتمع الميم».

وبينما وافق على أن نظرية التوتر والضغوطات على الأقليات الجنسية هي أحد أهم التفسيرات المعقولة لهذه الحالة، شدد على أن ملحوظات الدراسة حتى الآن «لم تُثبت».

اقرأ أيضًا:

دراسة على نصف مليون شخص تفشل في إيجاد جين محدّد يسبب المثلية الجنسية

عوائق الصحة الجنسية في صفوف المراهقين الذكور و الشبان

ترجمة: محمد علي شيخ عثمان

تدقيق: عون حدّاد

المصدر