اكتشف العلماء مؤخرًا نوعين جديدين من الفيروسات القريبة من فيروس الحصبة الألمانية ، أحدهما كان يصيب الخفافيش في غابات أوغندا بينما ينتشر الآخر بين الحيوانات في حديقة حيوانات في ألمانيا.

تثير الفيروسات الجديدة الغامضة التي اكتُشفت بين الخفافيش والحيوانات مخاوف من أنها قد تصيب البشر لكن الباحثين يقولون إنه لا يوجد دليل على أن هذه الفيروسات قد تنتقل إلى البشر، رغم أن البحث يشير إلى أن فيروس الحصبة الألمانية انتشر بين الحيوانات مثل أي فيروس آخر قبل أن ينتقل إلى البشر.

ذُكر في مجلة Nature أن علماء من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا اكتشفوا فيروسين جديدين من عائلة ماتونافيريدا وأول أقارب فيروس الحصبة الألمانية، هما فيروس الروهوغو ruhugu وفيروس الرُستريلا rustrela.

اكتُشف فيروس الروهوغو في 10 من أصل 20 عينة مأخوذة من خفافيش في حديقة كيبالي الوطنية في أوغندا، إذ أدّت الصدفة دورًا في اكتشاف هذا الفيروس لأن الفريق كان يبحث عن الفيروسات التاجية التي تحملها الخفافيش قبل جائحة كورونا.

اكتشاف فيروسين جديدين قريبين من الحصبة الألمانية في الخفافيش - نوعين جديدين من الفيروسات القريبة من فيروس الحصبة الألمانية

في الوقت نفسه في ألمانيا اكتشف الباحثون لأول مرة فيروس الرُستريلا في أدمغة ثلاث حيوانات مختلفة هي الحمار والكابيبارا (خنزير الماء) والكنغر الذي أُصيب بآلام عصبية حادة، وبعدها اكتُشف نفس الفيروس في أنسجة أدمغة 8 من أصل 16 فأرًا عُثر عليهم في نطاق 10 كيلومترات من حديقة الحيوان، يوضح هذا أن هذا الفيروس يستطيع الانتقال من نوع لآخر.

الفيروسان الجديدان قريبان جينيًا من فيروس الحصبة الألمانية ويظهر أنهما يشتركان في العديد الصفات. الحصبة الألمانية هي عدوى فيروسية سريعة الانتشار فهي تنتشر بالهواء وتسبب طفحًا جلديًا لونه أحمر مميز وتشكل خطرًا بصورة خاصة على النساء الحوامل، فقد تؤدي إلى الإجهاض أو إلى ولادة الجنين ميتًا أو قد تظهر عيوبًا خلقية عويصة في الأجنة. وقُضِيَ على المرض بفعالية بفضل اللقاحات التي اكتُشفت ضده مثل لقاح MMR.

يقول توني غولدبرغ أستاذ علم الأوبئة بجامعة ويسكونسن ماديسون: «ليس لدينا دليل على أن فيروسا الرهوغو والرستريلا قد يصيبان الإنسان، ولكن إن حدث هذا في يوم من الأيام ستكون العواقب وخيمة جدًا لذلك علينا النظر في هذا الاحتمال من الآن.

نحن نعلم أنه في ألمانيا انتقل فيروس الرستريلا بين أنواع مختلفة لا ترتبط ارتباطًا وثيقًا ببعضها أبدًا. على هذا المبدأ، في حال استطاع فيروس الحصبة الألمانية الانتقال مرة أخرى إلى الحيوانات فذلك يشير إلى تغيير كبير في قواعد تعاملنا معه».

إذا كانت هناك أي أخبار جيدة من هذا البحث فهو أن هذا الاكتشاف قد يساعدنا في فهم المزيد عن فيروس الحصبة الألمانية. فمن المعروف أن فيروس الرستريلا يسكن في الفئران -على عكس فيروس الحصبة الألمانية الذي لم يشهده أحد عند الحيوانات- وتلك حيوانات مخبرية شائعة، ما قد يفتح المجال لدراسة الفيروسات الشبيهة بفيروس الحصبة الألمانية.

اقرأ أيضًا:

بوسع فيروس الحصبة محو ذاكرة جهازك المناعي!

لقاح الحصبة و النكاف و الحصبة الالمانية – اللقاح الثلاثي كل ما يجب ان تعرفه

ترجمة: محمد طوسون

تدقيق: نغم رابي

المصدر