ينطبق الاستخدام الأمثل لجملة «أنت ما تأكله» على سرطان القولون. تقول آنا تايلور اختصاصية التغذية في مركز التغذية البشرية في عيادة كليفلاند في أوهايو: «يرتبط النظام الغذائي السيئ بنسبة 80% من حالات سرطان القولون والمستقيم. يمكن تجنب 47% من حالات سرطان القولون والمستقيم بالغذاء الجيد والنشاط البدني والمحافظة على وزن صحي، وفقًا لتقدير المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان».

التطلّع إلى نظام غذائي نباتي

من المفيد أن يتضمن نظامك الغذائي الفواكه والخضراوات الطازجة والبقوليات (الفاصولياء)، والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور. قال بيثاني دورفلر، مختص تغذية مُعتمَد في قسم طب الجهاز الهضمي والكبد في كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبرغ في شيكاغو: «تحتوي هذه الأطعمة مواد كيميائيةً مضادةً للأكسدة تساعد على إبادة جذور الأكسجين الحرة المرتبطة بالتغيرات السرطانية، مع ألياف فريدة يمكنها عرقلة المواد المسرطنة ودعم آليات الدفاع الخلوية».

تقليل تناول اللحوم الحمراء

لا يعني اتباع نظام غذائي نباتي أن تكون نباتيًّا بالضرورة، على كل حال يجب وضع اللحوم الحمراء في المرتبة الثانية بعد الطعام النباتي، يتضمن ذلك رئيسيًا أي حيوان يملك أربعة أرجل مثل لحم البقر ولحم العجل ولحم الغنم ولحم الخنزير ولحم الماعز. تقول تايلور: «يحتوي اللحم الأحمر على مركبات الحديد التي قد تؤذي بطانة الأمعاء»، إضافةً إلى ذلك لاحظ دورفلر أن المنتجات الثانوية لهضم اللحوم الحمراء تشكّل خطرًا على الحمض النووي لخلايا القولون. لتسلم من الخطر لا تتناول أكثر من ثلاث حصص من اللحم الأحمر تزن كل منها نحو 110 جرامات في الأسبوع.

تجنب اللحوم المصنعة

يتضمن ذلك لحم الخنزير المقدد، ولحم فخذ الخنزير، والنقانق والهوت دوج، واللحوم المجففة، والنقانق الشعبية، وكيلباسا، ولحوم الغداء مثل لحم الديك الرومي البارد، والبولونيا، والبسطرمة ولحم البقر المملح. تقول تايلور: «قد تضطر إلى إعادة التفكير في وجبة الغداء. إذ يؤدي تناول 50 جرامًا فقط من اللحوم المصنعة يوميًا -ما يعادل شريحتين من لحم الخنزير المقدد- إلى زيادة خطر سرطان القولون والمستقيم بنسبة 16%». إضافةً إلى اللحم الأحمر واللحوم الأخرى التي تُصنع منها معظم الأصناف، قد تؤدي المواد الحافظة المضافة إلى اللحوم المصنعة إلى تكوين مركبات مسرطنة في الجسم، تناول لحم الخنزير في المناسبات الخاصة فقط.

استمتع بالطعام الغني بالألياف

تقول تايلور: «الأطعمة الغنية بالألياف مفيدة لأسباب متعددة»، بدايةً، تزيد الألياف حجم البراز ووزنه ما يخفف من المواد الضارة، وتسرع عملية طرح هذه المواد الضارة من الجسم وبهذا تحمي بطانة القولون. تساعد أيضًا على السيطرة على وزن الجسم بإبطاء الهضم والمحافظة على الشعور بالامتلاء مدةً أطول، وهي مهمة لأن الدهون الزائدة في الجسم تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، وتساعد على إنتاج الأحماض الدسمة التي قد تؤدي دورًا في إنقاص الخطر. حاول أن تتناول 30 غرامًا على الأقل من الألياف يوميًا.

نوّع طعامك

تحوي الفواكه والخضراوات مركبات كيميائيةً نباتيةً تثبّط نمو السرطان وتعزز المناعة إلى جانب الألياف. يمكنك تمييز الطعام الحاوي على المركبات الكيميائية النباتية بواسطة اللون، إذ تحوي النباتات الخضراء الداكنة مثل السبانخ واللفت والبروكلي على الإيزوثيوسيانات التي ترتبط بإنقاص خطر السرطان، وتحوي الفواكه والخضراوات الحمراء مثل الطماطم والفلفل الأحمر والبطيخ على الليكوبين الذي قد يكون أيضًا عامل وقاية من السرطان، ويعزز الطعام الأصفر أو البرتقالي مثل الجزر والبطاطا الحلوة والقرع الكاروتينات الواقية من السرطان. حاول أن تتناول خمس حصص على الأقل أو تسع حصص يوميًا.

أضف بعض النشا المقاوم

النشا المقاوم هو نوع من الألياف يوجد في البطاطا، والبقوليات مثل الفاصوليا والعدس، ومجموعة متنوعة من الحبوب الكاملة مثل الشوفان والشعير. تشرح تايلور: «لا تستطيع أجسادنا هضم النشا المقاوم، لذا تحوله بكتيريا الأمعاء إلى مركبات البوتيرات التي تقي من السرطان وفقًا للدراسات». قد يساعد تناول النشا المقاوم خاصةً عند الاستمتاع بوجبة اللحم الأحمر في المناسبات. يقترح بعض الباحثون أن تناولهما معًا أظهر انخفاضًا في تشكيل المكونات المسببة السرطان المرتبطة باللحم. لذا أحيانًا قد يكون تناول اللحم والبطاطا فكرةً جيدة.

تناول المزيد من الحبوب الكاملة

تؤكد تايلور: «يمثل تناول المزيد من الحبوب الكاملة حمايةً أكثر من السرطان». لسوء الحظ يتناول الأمريكيون وسطيًا 10 جرامات فقط من الحبوب الكاملة يوميًا أي ثلث المقدار الموصى به فقط. تتابع: «يرتبط تناول ثلاث حصص يوميًا (90 غرامًا) بانخفاض خطر سرطان القولون والمستقيم بنسبة 17%». إذ تحوي أطعمة الحبوب الكاملة فيتامينات ومغذيات نباتيةً مضادةً للسرطان تساعد على تقليل الالتهابات المزمنة وتحمي الأمعاء من المواد المسرطنة بتسريع وقت التغوط.

لا تعتمد المتممات الغذائية

قد يكون وجود حبة سحرية تزودك بالمغذيات التي تحتاج إليها للوقاية من السرطان رائعًا، لكن لا وجود لفرصة مماثلة مهما روّج لها مسوقو المتممات الغذائية. يقول دورفلر: «تقدم مصادر الطعام الطبيعية للفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف تأثيرات مفيدةً للأمعاء أكثر وقايةً مما قد تزود به المتممات الغذائية». يبدو أن امتصاص المغذيات الموجودة في المتممات أقل جودة، باستثناء فيتامين (د) المرتبط بإنقاص خطر سرطان القولون والمستقيم، لكن يصعب الحصول عليه من الطعام، لذا قد يساعد تناول متممات فيتامين (د).

فكّر بما تشرب

ما الأطعمة التي يجب تناولها للوقاية من سرطان القولون - أغذية مفيدة تساعد في الوقاية من سرطان القولون - أطعمة تقي من الإصابة بالسرطان

دعنا نذكر الأخبار السيئة أولًا، لا يعد الكحول فكرةً جيدةً لأنه يحوي عوامل مسرطنةً تدمّر الحمض النووي. تحذر تايلور: «ارتبط استهلاك 3.5 مشروب يوميًا بارتفاع خطر سرطان القولون والمستقيم بنسبة 50% مقارنةً بالاستهلاك القليل أو عدم الاستهلاك نهائيًا، تجنبه كليًا أو حدد لنفسك أقل من مشروبين يوميًا»، احذر المشروبات السكرية أيضًا مثل المشروبات الغازية وعصير الفواكه ومشروبات الطاقة فقد تقود إلى تراكم دهون الجسم، ما يشكل خطرًا كبيرًا للإصابة بسرطان القولون والمستقيم إضافةً إلى أنواع أخرى من السرطان.

لا بأس بالقهوة

تُعد المنبهات مثل القهوة والشاي مفيدةً عندما يتعلق الأمر بالوقاية من سرطان القولون، وإن كان الأمر بحاجة إلى المزيد من الدراسات. تقول تايلور: «تحوي القهوة مركبات كيميائيةً نباتيةً تنقص نمو خلايا السرطان وتقيّد المواد المسرطنة وتعزز موت الخلايا السرطانية». يحوي الشاي مركبات كيميائية نباتية مشابهة. وجدت دراسة صينية شاملة أن تناول 2-3 أكواب من الشاي أسبوعيًا يُنقص خطر سرطان جهاز الهضم بنحو 14%، يرفع تناول 2-3 أكواب يوميًا النسبة إلى 21%، وإلى 29% إذا استمر ذلك مدةً طويلة، 20 سنةً أو أكثر.

اقرأ أيضًا:

الأدوية الخافضة للضغط قد تقلل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

اختبار منزلي لكشف سرطان القولون والمستقيم

ترجمة: نغم سمعان

تدقيق: راما الهريسي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر