إذا كنت تتابع نشرات الأخبار أو النشرة الجوية أو منصات التواصل الإجتماعي فلا بد من أنك قد سمعت أن الأعاصير لديها أسماءٌ بشرية مثل أليكس، نايجل وسارة.

ومن المحتمل أن يحمل إعصارٌ ما اسمك أو أن يحمل اسم صديقٍ أو زميلٍ لك، وقد تتسائل من أين أتت هذه الأسماء ومن المسؤول عن تسميتها!

تُسمى العواصف المدارية من قبل لجنة الأعاصير في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة خلال اجتماعاتها السنوية، ولا تسمي اللجنة الأعاصير نسبةً لأشخاصٍ محددين، إنما تختار أسماء شائعة من المرجح أن تكون مألوفة للناس في المناطق التي تمر بها هذه الأعاصير.

لا يعتبر الهدف من إطلاق أسماءٍ بشرية للأعاصير تقليلًا من شدة الإعصار بل إنها تهدف إلى تسهيل التواصل بشأن العاصفة.

قال مدير برنامج علوم الغلاف الجوي في جامعة جورجيا والرئيس السابق للجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية جيمس مارشال شيبرد: «تشكّل الأعاصير ضغطًا بالغ الأهمية على المجتمع، وبتسميتها نستطيع أن نتتبع هذا التهديد وأن نفهمه باستمرار».

وعلّق شيبرد على تسمية الأعاصير بأسماءٍ بشريّة وأهميتها بإعطاء الجمهور نقطة مرجعية: «إذا قلت للمجتمع الأميركي هل تتذكرون كاترينا فعلى الفور سيتذكرون مدى سوء هذه العاصفة».

الجدير بالذكر أن إعصار كاترينا يُعد أحد أسوأ الأعاصير في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية التي اجتاحت المناطق الساحلية في ألاباما ولويزيانا وميسيسيبي صيف عام 2005.

فوفقًا لدائرة الطقس الوطنية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، أسفر هذا الإعصار عن مقتل أكثر من 1800 شخص وتدمير العديد من المنازل.

يعد الإعصار نوعًا من الأعاصير الاستوائية، وهي عاصفة تدور بسرعة وتتشكل فوق المحيطات الاستوائية وعندما تكون سرعة الرياح القصوى المستمرة لهذه العاصفة أكثر من 63 كم/ساعة، فإن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تعطيها اسمًا للدلالة عليها.

إعطاء لقب الإعصار محصور فقط للعواصف الاستوائية التي تبدأ في حوض المحيط الأطلسي ولها سرعة رياح مستدامة تزيد على 119 كم/ساعة.

ووفقًا للإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي، فإن الأعاصير الاستوائية غالبًا ما تحدث في البحر الكاريبي وخليج المكسيك والمحيط الأطلسي وشمال شرق المحيط الهادئ وأحيانا وسط شمال المحيط الهادئ.

أما بالنسبة للأعاصير المدارية، فالأمر مختلفٌ بعض الشيء، فهي تحدث في أجزاء أخرى من العالم ولها عناوين مختلفة عن الأعاصير الاستوائية!

ووفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن الأماكن التي تحدث بها الأعاصير المدارية هي شمال غرب المحيط الهادئ وخليج البنغال وبحر العرب وجنوب غرب المحيط الهادئ وجنوب شرق المحيط الهندي وجنوب غرب المحيط الهندي.

تحتفظ المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بقوائم خاصة بأسماء الأعاصير المدارية في جميع أنحاء العالم إذ تُختار الأسماء من قبل الهيئة الإقليمية للأعاصير الاستوائية المسؤولة عن كل منطقة.

وكمثالٍ عن إحدى هذه الهيئات، لجنة الأعاصير المدارية في المحيط الأطلسي التي تتألف من 32 عضوًا وتضم خبراء من الدوائر الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا من جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي.

تختار المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أسماءً بشرية قصيرة ومميزة مثل أليكس ونايجل وسارة لعواصف المحيط الأطلسي وذلك لأنها أسرع وأسهل في الاستخدام والتذكر أكثر من الأسماء التقنية الأخرى التي تشمل خطوط الطول وخطوط العرض.

وفقًا لمركز الأعاصير الوطني ومركز الأعاصير المركزي في المحيط الهادئ التابع للإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي، فإن من المحتمل أن يكون هناك أكثر من إعصارٍ نشطٍ في آنٍ واحد وهذا يعني أن اسم الإعصار القائم على التاريخ قد يكون مربكًا بعض الشيء للناس.

أما في مناطق البحر الكاريبي وخليج المكسيك وشمال المحيط الأطلسي فتُستخدم قائمة واحدة بأسماء العواصف الشديدة أما منطقة شرق شمال المحيط الهادئ فتستخدم قائمة أخرى، وكلتاهما تُستخدمان في دورة مدتها ست سنوات وبعد ذلك تتكرران.

على سبيل المثال، ستكون الأسماء المستخدمة في موسم الأعاصير 2022 هي نفسها في عام 2028.

تُرتب أسماء عواصف حوض الأطلسي في كلّ موسم بالترتيب الأبجدي، مع عاصفة واحدة تبدأ مع كل حرف (مع بعض الاستثناءات).

على سبيل المثال، فإن العاصفة الأولى من عام 2023 و 2029 في شرق شمال المحيط الهادئ ستسمى أدريان (A) ، والثانية ستكون بياتريس (B) أما الأخيرة ستكون زيلدا (Z) مع بعض الحروف مستبعدة وذلك بسبب صعوبة العثور على أسماء مناسبة.

ختامًا يقول شيبرد: «إذا كانت الأعاصير كبيرة كفاية من حيث الخسائر المادية أو البشرية فإن اسمها يُشطب من قائمة السنوات الست التي تتناوب عليها العاصفة، ولهذا السبب لن يكون هناك إعصار آخر يسمى كاترينا».

اقرأ أيضًا:

لماذا توجد سبعة ألوان في قوس قزح؟

كيف نتجنب التخييم مع الثعابين؟ معلومات مهمة عن التخييم

ترجمة: يزن دريوس

تدقيق: رائد عثمان

المصدر