وفقًا لصحيفة يو إس إيه توداي، أطلق العلماء الإسبان اسم «زوي» على موجة الحر التي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى 44.4 درجةً مئويةً في إشبيلية بين 24 و27 يوليو من العام الحالي.

قال الأستاذ المشارك من قسم فيزياء المواد المكثفة في جامعة إشبيلية خوسيه ماريا مارتن أولالا للصحيفة: «يُعد ذلك محاولةً جديدةً لجذب انتباه الناس نحو درجات الحرارة الشديدة وتحذيرهم من خطرها».

أُعطيت الأعاصير أسماءً بشريةً منذ وقت طويل، وظهرت ممارسة غير رسمية تتمثل في تلقيب عواصف الشتاء في الولايات المتحدة عام 2012، إلا أن «زوي» كانت موجة الحر الأولى التي تُعطى اسمًا. يعود الفضل في تسميتها إلى فرق بحثية ومنظمات غير حكومية.

تمثل إشبيلية موقع المشروع التجريبي الذي يهدف إلى رفع سوية الوعي العام فيما يتعلق بالحرارة الشديدة، والدعوة إلى تضافر الجهود لتقليل خطر موجات الحر.

ليست موجات الحر مجرد أيام دافئة، فقد عرّفتها وكالة الأرصاد الجوية الحكومية الإسبانية على أنها فترات لا تقل عن ثلاثة أيام متتالية تُسجل في أثنائها 10% من محطات الأرصاد الجوية على الأقل درجات حرارة قصوى تزيد عن 95% للفترة الممتدة من يوليو إلى أغسطس بين عامي 1971 و 2000.

لا يوجد تعريف موحد لموجة الحر في الولايات المتحدة، لكن وكالة الحماية البيئية تستخدم معيار يومين على الأقل، وذلك عندما تكون الحرارة الدنيا اليومية المعدلة لملائمة نسبة الرطوبة أكبر من 85% للفترة الممتدة من يوليو إلى أغسطس بين عامي 1981 و2010.

قد تشكل موجات الحر خطورةً، لا سيما بالنسبة إلى الفئات الأضعف من السكان، مثل كبار السن والذين يؤدون أعمالًا يدويةً في الخارج. وجدت منظمة الصحة العالمية في حساباتها عام 2018، أن عدد الأشخاص المعرضين للحرارة الشديدة ارتفع سنويًا بمقدار 125 مليونًا بين عامي 2000 و2016.

تخطت درجات الحرارة في إنجلترا 40 درجةً مئويةً في يوليو هذا العام للمرة الأولى على الإطلاق. قد يكون مستوى الحرارة هذا قاتلًا، وتحديدًا في المناطق معدومة التكييف أو المباني المصممة لتحمل درجات الحرارة المرتفعة. تشهد الولايات المتحدة أيضًا فترات من الحر الشديد مع تغير المناخ.

نشرت منظمة فيرست ستريت غير الربحية تقريرًا في 15 أغسطس، يسلط هذا العام الضوء على الأماكن التي يُحتمل أن يصبح فيها الحر الشديد أمرًا شائعًا في العقود القادمة.

تشير نماذجهم إلى أن مناطق أقصى الجنوب وجنوب أريزونا وجنوب ووسط كاليفورنيا ستشهد أشد التحولات. مثلًا، من المرجح أن تشهد مقاطعة ميامي ديد في فلوريدا 34 يومًا من الحر الشديد الذي يفوق 39.4 درجةً مئويةً بحلول عام 2053 مقارنةً مع بـ 7 أيام فقط حاليًا.

وفقًا للمنظمة، من المتوقع أن يشهد 107 ملايين نسمة مؤشر حرارة يفوق 51.6 درجةً مئويةً في عام 2053 رغم معاناة 8 ملايين نسمة فقط في الولايات المتحدة من درجة الحرارة ذاتها هذا العام. يأخذ مؤشر الحرارة بعين الاعتبار نسبة الرطوبة، لضبط شعور الجسم البشري بدرجة حرارة هواء معينة، فكلما ارتفعت نسبة الرطوبة، ارتفعت درجة حرارة الهواء المعينة.

قد تكون زوي أولى موجات الحر المسماة، لكنها لن تكون الأخيرة. تخطط السلطات الإسبانية لاستخدام أسماء الذكور والإناث بالترتيب الأبجدي العكسي لأحداث الحر المستقبلية. وأفادت صحيفة يو إس إيه توداي أن المنظمات تهدف إلى تسمية موجات الحر لإعلام الناس أنه يجدر بهم توخي المزيد من الحذر.

توصي منظمة الصحة العالمية بإبقاء الجسم باردًا في أثناء موجة الحر بفتح النوافذ ليلًا لإدخال الهواء البارد، وعدم تشغيل الأضواء نهارًا. ينبغي إيلاء عناية خاصة للتأكد من سلامة الرضّع والأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا أو الذين يعانون أوضاعًا صحيةً مزمنةً وإبقاء أجسامهم باردةً.

اقرأ أيضًا:

موجات الحر تودي بحياة الناس

كل ما تحتاج أن تعرفه عن موجات الحر

ترجمة: ربيع شحود

تدقيق: ميرفت الضاهر

المصدر